الراعي يحدّد من بعبدا أول شروط نظام الحياد: دولة قادرة على حماية نفسها بنفسها

02 : 00

البطريرك الماروني متحدثاً إثر لقائه عون في بعبدا أمس (رئاسة الجمهورية)

حمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طرحه حول الحياد الى قصر بعبدا عصر امس، وعرضه على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغه وفق مصادر بعبدا ان "التوافق بين المكونات اللبنانية هو الأساس لأي خيار يتناول الواقع اللبناني، وشدد عون على ان الوفاق الوطني هو الضمانة الاساسية لأي حل للازمة اللبنانية".

وذكّر الراعي بعد اللقاء بأنّ عون كان تقدّم بمشروع صوّتت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة لجعل لبنان مركزا لـ"اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، وانّه أشار في حينه، الى "أنّ هذين الحوار والتلاقي لا يكونان بمجرد الكلام بل من خلال الأفعال. والقاعدة لذلك هي ان يكون لبنان حيادياً كي يتمكن من ان يكون مكاناً للحوار". وأوضح ان "هذا الامر لا خلاف عليه مع فخامة الرئيس على الاطلاق. أما اذا كان لبنان غير حيادي، بمعنى ان يدخل اليه أي كان، فيما هو يسير في هذا الاتجاه او ذاك، فهذا غير مقبول".

وشرح الراعي معنى الحياد وقال: "هو لا يعني ان اتنّحى جانباً ولا اتعاطى بأي امر. بل المقصود الحياد الإيجابي المفيد والناشط، حيث ان لبنان اذا ما تمتع بنظام حيادي يشبه سويسرا والنمسا وفنلندا والسويد، فهو يلتزم بالقضايا العامة للعالم العربي من دون الدخول في شؤون الصراعات السياسية والعسكرية او في احلاف، لكنه يكون المدافع الأول والمعزز للعدالة والسلام والتفاهم في القضايا العربية والدولية. بالإضافة طبعاً الى اننا نستثني دائماً إسرائيل التي بيننا وبينها عداوة. ولبنان يحمل القضية الفلسطينية بكاملها لأنها قضية حقوق للفلسطينيين، كذلك الامر بالنسبة الى القضايا العربية المشتركة البعيدة عن الشؤون السياسية والعسكرية، فيكون لبنان المعزز لها". وأكد انه "لا يجب اعتبار الحياد موجّهاً ضدّ أحد على الاطلاق، بل هو لصالح جميع اللبنانيين". وأكد ان "لبنان ليس سائباً، ونحن عندما نتكلم على الحياد، فهذا يعني ان هناك دولة قوية وجيشاً قوياً، لأن من أول شروط نظام الحياد ان تكون الدولة قادرة على حماية نفسها بنفسها اذا ما اعتدى احد عليها"، وأوضح ان "لا إشكال حول هذه المفاهيم مع عون، وهو من اول المنادين بها".

ورداً على سؤال اوضح الراعي انه ناشد رئيس الجمهورية "بأنه ليس من المسموح اليوم لهذه الفئة او تلك الّا يهمها من لبنان الا مصالحها. وانا أتكلم هنا على كافة المكونات التي عندما تكون مصلحتها تسير مع الدولة، وعندما لا تكون مصلحتها كذلك فهي تقاطع الدولة. انا أقول الى فخامة الرئيس: انت الرئيس، فأمسك بالجميع. انا اقصد اذاً سيادة القرار الحر وشرعية الدولة، حيث لا يفتح كل واحد شرعيته على حسابه. وهم كثر وانا لا اعني فئة واحدة".

وحول ما اذا طلب من رئيس الجمهورية ان يتحدث مع "حزب الله" بخصوص ما جاء في عظته لا سيما وان كثيرين يتهمون "الحزب" بأنه "فاتح على حسابه" في موضوع الشرعية، أجاب الراعي: "بالعكس تماماً. لقد اخبرت فخامة الرئيس ان كل الذين أتوا الي وفسروا هذا التفسير قلت لهم: انا اعني الجميع، كل واحد على قدره. وسبق وقلت ان الكثيرين يسيرون مع الدولة عندما تكون مصالحهم كذلك، واذا لم يعجبهم الامر يقاطعون. لا يا جماعة. نحن في لبنان الولاء يجب ان يكون للبنان أولا وليس الى فلان او فلان ولا الى هذا او ذاك من الأحزاب ولا الى هذه الدولة او تلك".

وتواصلت الحركة باتجاه الديمان، إذ علمت "نداء الوطن" أن سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري زار أمس وللمرة الثانية الديمان بعد زيارة الاسبوع الماضي.

المشنوق: طاولة حوار

ولدى عودته الى بكركي، استقبل الراعي الوزير السابق نهاد المشنوق الذي وصف كلام البطريرك بأنه "بطريرك الكلام". واعتبر أننا "في حالة حصار كاملة وفي ازمة كبيرة، وواضح من النقاش مع صاحب الغبطة بان أكبر حزب في لبنان الآن هو حزب المحاصرين، حزب الفقراء والجائعين والمقهورين وهم اكبر من اي حزب سياسي آخر". واعتبر ان "الحكومة غير قادرة على القيام بأي اصلاح"، ورأى "ان المسار المتاح للبنانيين جميعاً والوحيد الآن هو الجلوس الى طاولة حوار حول القواعد الوطنية الثلاث التي عبّر عنها غبطته في عظاته السابقة، والا فنحن ندور في حلقات فارغة ونصل اكثر واكثر الى مزيد من الخراب". والتقى الراعي النائب نديم الجميل الذي أيّد مواقف البطريرك، واكد انه "لم يعد بمقدورنا العيش في ظل هذه الصراعات التي يعيشها البلد ولم يعد بمقدورنا تأمين الإستقرار اللازم لتأمين الإستثمارات والمال والحياة الكريمة".

الرياشي

كذلك ناقش الوزير السابق ملحم الرياشي مع البطريرك قضية ضرورة حياد لبنان التي تشكل الموقف الطبيعي لـ"القوات اللبنانية" والذي نقلته وفودها المتتالية الى الديمان، والذي كان الرياشي اول من تناول هذه القضية في مقال له تحت عنوان "الحياد لانقاذ لبنان" في نيسان منذ اربعة اشهر. والتقى الراعي ايضاً النائب فريد البستاني، ثم وفداً من مجلس ادارة رابطة كاريتاس لبنان.


MISS 3