عقوبات أميركيّة تطاول موظّفين في "هواوي"

بكين تتوعّد واشنطن وتستدعي سفيرها!

02 : 00

بومبيو خلال مؤتمره الصحافي في واشنطن أمس (أ ف ب)

المواجهة الأميركيّة - الصينيّة تتصاعد بشكل سريع ودراماتيكي يوماً بعد يوم، ولا يبدو أن هناك هدنة تلوح في الأفق أقلّه حتّى اللحظة، مع احتدام الصراع الجيوسياسي الذي تحوّل إلى "حرب باردة" بكلّ ما للمصطلح من معنى وأبعاد استراتيجيّة، إذ استدعت الخارجيّة الصينيّة السفير الأميركي تيري برانستاد أمس للاحتجاج على عقوبات بلاد "العم سام" المرتبطة بقانون الأمن القومي الذي فرضته السلطات الشيوعيّة في بكين على هونغ كونغ، مؤكدةً أنّها ستردّ على خطوات واشنطن بفرض عقوبات على أشخاص وكيانات أميركيّة. وجاء التحذير للسفير الأميركي على لسان نائب وزير الخارجيّة جينغ زيغوانغ، بعد ساعات من إنهاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعاملة التجاريّة التفضيليّة لهونغ كونغ وسماحه بفرض عقوبات مصرفيّة عليها، الأمر الذي اعتبرته الخارجيّة الصينيّة "تدخّلاً مشيناً بالشؤون الداخليّة الصينيّة وخرقاً خطراً للقانون الدولي والقواعد الأساسيّة للعلاقات الدوليّة".

وأبلغ جينغ برانستاد أيضاً بأنّ الولايات المتحدة اتخذت "خطوات خاطئة" إزاء منطقتَيْ شينجيانغ والتيبت الصينيّتَيْن وفي بحر الصين الجنوبي، "ما يفضح بشكل أكبر طبيعة هيمنتها". وتابع المسؤول الصيني: "بهذا الصدد، ستُواصل الصين اتخاذ إجراءات مضادة من أجل حماية مصالحها الأساسيّة بحزم"، مضيفاً: "أُريد أن أقول للولايات المتحدة إنّ أي ترهيب أو إجحاف تُمارسه بحق الصين سيجري الردّ عليه بشكل صارم".

وصعّد ترامب الضغوط على بكين الثلثاء، فأعلن إنهاء المعاملة التفضيليّة التي كانت تتمتّع بها هونغ كونغ في التجارة مع الولايات المتّحدة، ووقّع قانوناً أقرّه الكونغرس يُجيز فرض عقوبات على مسؤولين من هونغ كونغ والصين. كما ينصّ على فرض عقوبات إلزاميّاً على جميع الذين يتبيّن أنّهم يعملون على الحدّ من الحرّيات، ويُجيز أيضاً بشكل أساسي فرض عقوبات على المصارف التي تُساهم من خلال تمويلها في تقويض الحرّيات في المدينة.

من ناحيته، أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو فرض عقوبات جديدة على شركة "هواوي". وأوضح خلال مؤتمر صحافي أنّ وزارة الخارجيّة ستحظر منح التأشيرات لعدد من موظّفي الشركات التكنولوجيّة الصينيّة على غرار "هواوي"، "التي تُقدّم دعماً ماديّاً لأنظمة تنتهك حقوق الإنسان حول العالم". كذلك، رحّب الوزير الأميركي بقرار الحكومة البريطانيّة فكّ ارتباطها مع "هواوي" في بناء شبكة "الجيل الخامس" في المملكة المتحدة، معلناً أنّه سيزور بريطانيا والدنمارك الأسبوع المقبل، ومشيراً إلى أن "الحزب الشيوعي الصيني وتهديده للشعوب الحرّة حول العالم سيكون في أعلى سلّم الأولويّات".

وإذ أكد بومبيو أن قرار لندن ليس رضوخاً للضغوط الأميركيّة، قال: "أنا مقتنع أنّهم فعلوا ذلك لأنّ خبراء الأمن البريطانيين خلصوا إلى الاستنتاجات نفسها التي توصّلنا إليها". وشدّد على أن "المعلومات التي تعبر هذه الشبكات الصينيّة المصدر ستنتهي بالتأكيد في أيدي الحزب الشيوعي الصيني"، بينما انتقدت الصين القرار البريطاني معتبرةً أن لندن كانت ضحية "تلاعب" واشنطن بها.

وفي الأثناء، أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة أنّها قرّرت نقل خدمتها المتخصّصة بالأخبار الرقميّة من هونغ كونغ إلى كوريا الجنوبيّة بسبب المخاوف الناجمة عن قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين على المدينة، في حين أعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن عزمهم تطوير العلاقات التجاريّة بين الاتحاد والهند، لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء "كوفيد-19" وتصاعد التوتر بين نيودلهي وبكين.