باكو تُقيل وزير خارجيّتها وتُهدّد بضرب "مفاعل نووي"

المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان تُثير مخاوف من "حرب شاملة"

02 : 00

رأس الكنيسة الرسوليّة الأرمينيّة يترأّس جنازة أحد الجنود القتلى أمس (أ ف ب)

بعد يوم كامل من "الهدوء الحذر"، أعلنت وزارتا الدفاع في أرمينيا وأذربيجان أن المواجهات العسكريّة على الحدود الشماليّة بين البلدَيْن استُؤنفت أمس، ما بدّد آمال التهدئة في أزمة تُثير مخاوف متصاعدة من اندلاع "حرب شاملة".

وأكدت كلّ من يريفان وباكو أنّها تصدّت لهجوم شنّه الطرف الآخر، فيما أفاد قرويّون على جانبَيْ الحدود وكالة "فرانس برس" بأنّ منازلهم تعرّضت للنيران وأعربوا عن خشيتهم على حياتهم.

وفي هذا السياق، لفتت المتحدّثة باسم وزارة الدفاع الأرمينيّة سوشان ستيبانيان إلى أن القوّات الأذربيجانيّة "تقصف القرى الأرمينيّة بقذائف الهاون ومدافع الهاوتزر"، مؤكدةً أنّ القوّات الأرمينيّة ردّت "ودمّرت مواقع مدفعيّة ودبّابات العدوّ التي يستخدمها لقصف قرى أرمينيّة"، فيما قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "نحن نُسيطر على الوضع".

وإذ أعلنت "الدفاع" الأذربيجانيّة أن وحدة من "القوّات المسلّحة الأرمينيّة حاولت مجدّداً مهاجمة مواقعنا في منطقة توفوز على الحدود الآذريّة - الأرمينيّة"، أشارت إلى أن قرى اغدام ودونار غوشتشو وفاخليدي "تتعرّض لنيران أسلحة ثقيلة وقذائف الهاون".

وأكدت أذربيجان مقتل أحد جنودها أمس ما يرفع إلى 17 قتيلاً حصيلة المعارك التي نشبت الأحد على الحدود بين البلدَيْن السوفياتيَيْن السابقَيْن، اللذَيْن يخوضان نزاعاً منذ عقود حول منطقة ناغورني قره باغ الانفصاليّة ذات الغالبيّة الأرمينيّة في جنوب غربي أذربيجان. وفي التفصيل، قُتِلَ 12 جنديّاً أذربيجانيّاً ومدنيّاً واحداً مقابل 4 جنود أرمينيين.

وفي تصعيد خطر، هدّدت أذربيجان بضرب المفاعل النووي الأرميني، إذا هاجمت يريفان منشآت استراتيجيّة أذربيجانيّة، إذ حذّرت الدفاع الأذربيجانيّة من أن قوّاتها قد تُنفّذ ضربة دقيقة على محطّة "ميتسامور" الكهروذريّة غرب أرمينيا. وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع العقيد واقف دارغانخلي للصحافيين: "أنظمتنا الصاروخيّة الدقيقة بوسعها ضرب محطّة الطاقة النوويّة متسامور في أرمينيا، ما سيتحوّل إلى مأساة كبيرة لها"، وذلك ردّاً على تهديدات أرمينيّة بضرب خزّان مينغيتشيفير المائي شمال أذربيجان.

وفي ردود الفعل، صدرت دعوات أميركيّة وأوروبّية وروسيّة ليريفان وباكو إلى وقف فوري لإطلاق النار، في وقت اصطفّت فيه تركيا بوضوح مع أذربيجان مهدّدةً أرمينيا بأنّها "ستدفع ثمن فعلتها"، بحيث توعّد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يريفان خلال استقباله قائد القوّات الجوّية الأذريّة رامز طاهروف، قائلاً: "يريفان ستغرق في مكائدها وستدفع ثمن فعلتها".

وفي خطوة سياسيّة مفاجئة، أقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وزير خارجيّته إلمار ماميدياروف، الذي يشغل منصبه منذ فترة طويلة، بعد أن انتقد أداءه خلال الأزمة. وعيّن وزير التعليم جيهون بيراموف مكانه. وبحسب تقارير صحافيّة محلّية، فإنّ ماميدياروف يُعدّ من أشدّ معارضي الخيار العسكري بحق أرمينيا في أذربيجان.

وأي حرب بين البلدَيْن يُمكن أن تُغرق كلّ منطقة القوقاز وتُقحم روسيا، الحليفة العسكريّة لأرمينيا، وتركيا الداعمة لباكو، واللتَيْن تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجيّة الحسّاسة. لكن موسكو المتحالفة عسكريّاً مع أرمينيا، حيث لديها قاعدة عسكريّة، تُزوّد في الوقت ذاته كلّاً من يريفان وباكو بأسلحة بمليارات الدولارات.

وسيطر انفصاليّون أرمينيّون على ناغورني قره باغ خلال حرب في التسعينات أدّت إلى مقتل 30 ألف شخص، لكن المواجهات الأخيرة جرت في منطقة بعيدة عن هذا الإقليم، على الحدود الشماليّة بين أرمينيا وأذربيجان. لهذا، يرى محلّلون أن أذربيجان، في ظلّ وجود معظم المرتفعات الاستراتيجيّة على طول خطّ الجبهة في قره باغ تحت سيطرة الأرمن، ليست في وضع جيّد يُمكّنها من شنّ هجوم عسكري.


MISS 3