تركيا تُرسل مزيداً من "الدواعش" المرتزقة إلى ليبيا

وتيرة الاستعدادات العسكريّة ترتفع غرب سرت

02 : 00

تقف ليبيا اليوم على مفترق طرق خطر جدّاً (أ ف ب)

ترتفع وتيرة الاستعدادات العسكريّة بشكل ملحوظ غرب مدينة سرت الليبيّة الإستراتيجيّة، حيث تشهد مناطق وسط البلاد حركة نشطة للطائرات التركيّة المسيّرة، فيما كشفت تقارير صحافيّة عدّة هبوط طائرة شحن تركيّة في قاعدة الوطية الجوّية جنوب طرابلس، وذلك بعد تحذير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مشايخ وأعيان القبائل الليبيّة في القاهرة الخميس، من أنّ مصر "لن تقف مكتوفة الأيدي" وستردّ إذا ما هاجمت ميليشيات "الوفاق" الإسلاميّة مدينتَيْ سرت والجفرة.

إذاً، وبينما أعاد السيسي رسم خطوطه الحمر بشكل واضح وصريح داخل ليبيا في وجه "المحتلّ التركي"، مشدّداً على أنّه "إذا تدخّلت مصر في ليبيا فستُغيّر المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم"، لا تزال التعزيزات تصل إلى تشكيلات وميليشيات حكومة "الوفاق" المدعومة من أنقرة إلى مناطق القداحية وبوقرين تمهيداً للهجوم على سرت والجفرة، في وقت استهدفت فيه مدفعيّة "الجيش الوطني الليبي" تحرّكات عسكريّة جنوب شرقي مدينة مصراتة.

وأكد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر جهوزيّته للتصدّي لأي محاولة من ميليشيات "الوفاق" الإسلاميّة للهجوم على سرت. وكان المتحدّث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش اللواء أحمد المسماري، قد أشار إلى أن تركيا بدأت بتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عمليّاتها وللانطلاق نحو منطقة "الهلال النفطي"، حيث اتخذت منشآت حيويّة في المدينة لتمركز الميليشيات المسلّحة، وأرسلت لها المعدّات والقوّات، مضيفاً أنّها تُواصل بالتوازي مع ذلك تعزيز تواجدها العسكري في قاعدة الوطيّة الجوّية.

كذلك، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الاستخبارات التركيّة نقلت مئات المسلّحين من "تنظيمات إرهابيّة"، يحمل معظمهم الجنسيّة التونسيّة، من الأراضي السوريّة إلى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الاستخبارات التركيّة نقلت أكثر 2500 من عناصر "داعش"، ممَّن يحملون الجنسيّة التونسيّة إلى ليبيا، بأوامر من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان "المرصد" قد تحدّث الأسبوع الماضي عن أن "الأتراك شرعوا في نقل دفعة جديدة من الإرهابيين، من غير السوريين، الموجودين في مناطق الاحتلال التركي في سوريا إلى ليبيا، مثل مناطق درع الفرات". وكان من بين هؤلاء جنسيّات من دول في شمال أفريقيا. وأشار "المرصد" كذلك إلى أن هؤلاء سيُشاركون في القتال إلى جانب ميليشيات "الوفاق"، موضحاً أن إرسال تركيا للإرهابيين إلى ليبيا "أصبح نهجاً عاماً لدى أنقرة"، خصوصاً بعد إرسالها آلاف المرتزقة السوريين.

في الغضون، أظهرت صور الأقمار الاصطناعيّة مقاتلتَيْن من طراز "سوخوي 24" روسيّتَيْ الصنع، في قاعدة الجفرة الجوّية وسط ليبيا. وتُعتبر الصور الجديدة دليلاً إضافيّاً على استمرار المقاتلات الروسيّة في العمل داخل ليبيا بعد شهر تقريباً من كشف الولايات المتحدة نشاط مقاتلات روسيّة هناك، بحسب موقع "ذا درايف".

ديبلوماسيّاً، دعت الخارجيّة الفرنسيّة واشنطن إلى تعزيز عملها لإعاقة الخرق المتكرّر لحظر الأسلحة إلى ليبيا. وأكدت باريس، في ردّ لها على انتقاد مساعد وزير الخارجيّة الأميركي دافيد شينكر لعمليّة "إيريني" البحريّة الأوروبّية التي اعتبر أنّها منحازة وغير جدّية، أن العمليّة ضرورية وتأتي تنفيذاً لمقرّرات "مؤتمر برلين" لحلّ الأزمة الليبيّة، التي تضع المصالح الأمنيّة للأوروبّيين على المحك.

وأضافت الخارجيّة الفرنسيّة أن عمليّة المراقبة للأسلحة المتّجهة إلى ليبيا مستمرّة، داعيةً الولايات المتحدة إلى التدخّل لوقف الخرق المتكرّر لحظر الأسلحة على ليبيا، في حين اتهم أردوغان كلاً من مصر والإمارات "بمخالفة القانون من خلال تصرّفاتهما في ليبيا". وقال الرئيس التركي، ردّاً على سؤال عن تدخّل عسكري مصري محتمل في ليبيا، إنّ الخطوات التي تتّخذها القاهرة في هذا البلد ودعمها للجيش الوطني الليبي "غير مشروعة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز". علماً أن مجلس النوّاب الليبي برئاسة عقيلة صالح فوّض مصر بالتدخّل عسكريّاً في ليبيا بغية "حفظ أمن البلدَيْن القومي".


MISS 3