بكين تعتبر أن المسؤولين الأميركيين "فقدوا عقولهم"

ترامب "لا يستبعد شيئاً" في ما يتعلّق بالصين!

02 : 00

"الشرخ الاستراتيجي" يتّسع أكثر فأكثر بين "العم سام" و"التنّين الأصفر" (أ ف ب)

حذّر البيت الأبيض من أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يستبعد أيّ شيء" في ما يتعلّق بالصين، رافضاً في الوقت نفسه تأكيد ما إذا كانت هناك إمكانيّة لفرض حظر على دخول أعضاء الحزب الشيوعي الصيني إلى الولايات المتحدة.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني: "ليس هناك شيء مستبعد في ما يتعلّق بالصين"، وذلك وسط توتّرات صينيّة - أميركيّة شديدة ومتصاعدة مرتبطة بأكثر من ملف جيوسياسي حسّاس، خصوصاً هونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ أحد الإجراءات قيد الدرس في البيت الأبيض هو منع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتهم من دخول الأراضي الأميركيّة. لكن الصحيفة أوضحت أنّ هذا الإجراء الذي لم يتمّ الانتهاء من درسه ويُمكن أن يرفضه ترامب، سيُواجه عقبات كبيرة. وتبرز في هذا الإجراء خصوصاً قيود عمليّة، ذلك أنّ الحزب الشيوعي الصيني يضمّ 92 مليون عضو.

من جهته، لفت وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إلى أنّ هناك "أفكاراً كثيرة" قيد الدرس، بينما وصفت المتحدّثة باسم الخارجيّة الصينيّة هوا شونينغ احتمال اتّخاذ الولايات المتحدة أيّ إجراء في هذا الإطار، بأنّه أمر "مثير للشفقة"، مضيفةً: "نأمل ألّا تفعل الولايات المتحدة أي شيء يُخالف القواعد الأساسيّة التي تحكم العلاقات الدوليّة". وتابعت: "لو صحّت هذه التقارير، فإنّ هذا يعني أن الولايات المتحدة وبشكل صارخ تقف ضدّ 1.4 مليار صيني يُشكّلون خُمس سكّان العالم"، لافتةً إلى أن هذه التقارير "أثارت ردود فعل كبيرة بين الصينيين".

واعتبرت كذلك أن المسؤولين الأميركيين "فقدوا عقولهم وجنّ جنونهم" في تعاملهم مع بكين، إذ زاد وزير العدل الأميركي بيل بار من حدّة التوتر بين العملاقَيْن الاقتصاديَيْن عندما اتّهم بكين بشنّ "حرب اقتصاديّة خاطفة" للحلول محلّ واشنطن كأبرز قوّة في العالم ونشر الأيديولوجيا السياسيّة التي تتبنّاها حول العالم.

لكن شونينغ رأت أن بار وغيره من المسؤولين الأميركيين ينتقدون الصين لصرف الأنظار عن مشكلاتهم السياسيّة الداخليّة، وقالت: "لا يتردّد هؤلاء، لمصلحتهم الخاصة ولتحقيق مكاسب سياسيّة، في تأليب الرأي العام المحلّي... إلى درجة أنّهم فقدوا عقولهم وجُن جنونهم". كما أكدت أن الصين لا تنوي تحدّي الولايات المتحدة أو الحلول مكانها باعتبارها القوّة العالميّة الأولى في مجالات عدّة، لكنّ بكين "ستُحارب التشهير الخبيث والهجمات من قبل واشنطن"، مشيرةً إلى أن "هذا سوء تقدير وسوء فهم خطر لنوايا الصين الاستراتيجيّة".

وشدّدت شونينغ أيضاً على أن الشاغل الرئيس لدى الصين هو تحسين الظروف المعيشيّة لمواطنيها والحفاظ على السلام والاستقرار العالميَيْن، قائلةً: "الصين كدولة مستقلّة ذات سيادة، لها الحق في حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنمويّة، والدفاع عن إنجازات حقّقها الشعب الصيني بالعمل الدؤوب، ورفض أي تنمّر أو ظلم للصين ومحاربة التشهير الخبيث والهجمات التي تشنّها الولايات المتحدة ضدّ الصين".


MISS 3