نتنياهو تحت الضغط... وبرشلونة تحثّ السكان على "الحجر"

عودة الوباء "التهديد الرئيسي" للإقتصاد الأميركي

02 : 00

شواطئ كاليفورنيا تستقبل روادها رغم تفشّي الوباء (أ ف ب)

مع إستمرار تفشّي "العدو غير المرئي" بوتيرة سريعة في الولايات المتحدة، حذّر صندوق النقد الدولي أمس من أن عودة ظهور الإصابات بـ"كورونا المستجدّ" تُمثل "الخطر الرئيسي" على الاقتصاد الأميركي، وحضّ السلطات على "بذل جهود جديدة" لمكافحة الوباء ومعالجة التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة الراسخة في البلاد. وقدّر صندوق النقد الدولي، الذي أنهى للتو مراجعته السنويّة لأكبر اقتصاد في العالم، أن الناتج المحلّي الإجمالي الأميركي تقلّص بنسبة 37 في المئة خلال الربع الثاني من العام على أساس سنوي، كنتيجة مباشرة لإجراءات الاحتواء "على الرغم من الدعم السياسي غير المسبوق".

أمّا بالنسبة إلى السنة ككلّ، فقد قدّر أن يكون بالإمكان احتواء الركود في الولايات المتحدة عند 6.6 في المئة إذا استمرّ النشاط الاقتصادي. ومع ذلك، فإنّ عودة ظهور الوباء، الذي يُعدّ "الأصعب لجهة تقديره حسابيّاً"، قد أدّت بالفعل إلى تباطؤ في بعض الولايات وإلى "إلغاء جزئي لقرارات إعادة تشغيل الاقتصاد"، وهو ما من شأنه عرقلة حركة الانتعاش التي بدأت في أيّار، وفق المؤسّسة الماليّة.

وبلغت الوفيات في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرّراً على هذا الصعيد، أكثر من 138 ألفاً، مع تسجيل عدد قياسي جديد للإصابات الخميس، تخطّى 68 ألفاً في 24 ساعة، فيما أشار وزير الأمن الداخلي الأميركي تشاد وولف إلى أنّ الحدود بين الولايات المتّحدة وجارتَيْها، المكسيك وكندا، ستظلّ مغلقة أمام كلّ التنقّلات غير الضروريّة لغاية 20 آب، في حين باشر قادة الاتحاد الأوروبي أمس مفاوضات شاقة في بروكسل حول سُبل دعم الاقتصادات الوطنيّة التي تضرّرت بشدّة جرّاء "الأزمة الوبائيّة"، في وقت تبرز فيه مؤشّرات الى عودة انتشار هذا الوباء في أوروبا، خصوصاً في برشلونة حيث دعي السكّان إلى التزام منازلهم.

واجتمع قادة الدول والحكومات الأوروبّية الـ27 في لقاء مباشر للمرّة الأولى منذ فرضت دول حول العالم في آذار تدابير إغلاق بهدف احتواء تفشّي الفيروس التاجي. وترأس الاجتماع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وانضمّت إليهم لاحقاً رئيسة المفوضيّة الأوروبّية أورسولا فون دير لايين، وذلك بهدف الاتفاق على خطّة انعاش بقيمة 750 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر تضرّراً بالجائحة.

وبهدف تلطيف الأجواء، جرى الاحتفال بعيدَيْ ميلاد رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا (59 عاماً) والمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل (66 عاماً)، إذ إنّ الاختلافات عميقة بين مؤيّدي الخطّة التي ينبغي أن تستفيد منها دول الجنوب وفي مقدّمها إيطاليا وإسبانيا، والدول الملتزمة بأسس الميزانيّة الأوروبّية والمعروفة باسم الدول "المقتصدة". ومن الممكن أن تمتدّ القمّة حتّى الأحد.

وفي إسبانيا، واحدة من الدول الأكثر تضرّراً جرّاء الوباء مع تسجيلها أكثر من 28 ألف وفاة، دُعِيَ نحو 4 ملايين شخص في برشلونة إلى "التزام المنازل"، فيما أعلنت الحكومة المحلّية إغلاق صالات السينما والمسارح والملاهي الليليّة، ومنعت أيضاً زيارة دور رعاية المسنين والتجمّعات لأكثر من 10 أشخاص. وسيتعيّن على المطاعم خفض قدرتها الاستيعابيّة بنسبة 50 في المئة.

وتُراقب السلطات الإسبانيّة منذ أيّام عدّة أكثر من 120 بؤرة وبائيّة نشطة، خصوصاً في كاتالونيا، بينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها في مواجهة الفيروس الفتّاك قبل تشرين الثاني على أحسن تقدير، وحذّر من أن الملاهي الليليّة ومناطق لعب الأطفال، يجب أن تظلّ مغلقة، وأن تبقى حفلات الزواج محدودة. كما ذكر أن السلطات المحلّية ستكون لها صلاحيّات أكبر في فرض إجراءات العزل العام ابتداءً من اليوم.

وفي الشرق الأوسط، يُواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً متزايدة مع بروز انتقادات حول ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس القاتل، وتراجع التأييد له في استطلاعات الرأي، والتداعيات الاقتصاديّة لتدابير الإغلاق. وقرّرت الحكومة الإسرائيليّة اتخاذ تدابير جزئيّة جديدة "لتفادي حجر منزلي عام" بسبب ارتفاع عدد الإصابات اليوميّة، تقضي بإغلاق بعض المواقع العامة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأحصت إسرائيل البالغ تعداد سكّانها نحو 9 ملايين، أكثر من 44 ألف إصابة بالفيروس، بينها 380 وفاة.

في الغضون، تسعى الأمم المتحدة إلى جمع 3.6 مليارات دولار إضافيّة لتمويل خطّتها للاستجابة الإنسانيّة العالميّة في مواجهة "كوفيد-19"، محذّرةً الدول المتقدّمة من "كلفة التقاعس" حيال الفيروس في الدول الفقيرة.