الجامعة الأميركية "في خطر"!

02 : 00

ترفع كتاب فصلها عن العمل أمام مقر مستشفى الجامعة الأميركية أمس (فضل عيتاني)

المدارس والجامعات الخاصة ومستشفياتها على شفير الإقفال النهائي... وحتى اللحظة تتصرف الحكومة ورئيسها بلامبالاة، وكأنها غير معنية بما يجري من حولها من تهديد لصرح تربوي - صحي لطالما شكّل ركيزة لبنان الحضارية ودعامته الاقتصادية. الجامعة الأميركية في بيروت التي شكلت بطاقاتها وامكاناتها منارة الشرق الأوسط، بدأت ترثي مصائر عمال وموظفين ومستخدمين وهبوها جنى أعمارهم؛ فأوصدت الجامعة ومركزها الطبي الأبواب هرباً من أصوات الصرير والنحيب والدموع المنهمرة ممن قضوا في حرمها أكثر من 20 عاماً، من دون أن يكون لهم معيل سوى ذلك المدخول الذي حُرموا منه. أمس، دخل الجامعة الأميركيّة في بيروت قرابة 850 موظّفاً وعاملاً، فوجدوا أنفسهم على قارعة الطريق. وكانت نقابة عمال ومستخدمي الجامعة قد تبلّغت في وقت سابق من الإدارة أنّ الجامعة ستشهد موجة صرف ثانية، ولا من يهتمّ ولا من يسأل ولا من يُتابع، ولا من يحاول تفادي ذروة الانهيار الذي سيفوق بتداعياته الكارثية مخاطر الفيروس التاجي.

الجامعة الأميركية "في خطر" ولا سياسة إنقاذية للتعليم العالي ولا "مَن يُنقذون". فوزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب ومعه رئيس مجلس الوزراء حسان دياب يصبان تركيزهما على سبُل تهريب تراخيص جامعية جديدة بدلاً من إنقاذ جامعة لها في ذمة الدولة حوالى 150 مليون دولار بدل مستحقات استشفائية من وزارة الصحة. وفي هذا السياق، كان رئيس الجامعة فضلو خوري قد أثار مخاوف حول إمكانيّة اضطرار الجامعة الأميركية إلى إقفال أبوابها في بيروت، من دون أن يبدو دياب مكترثاً سوى لمسألة مقاضاته الجامعة وتقاضيه ما يصر على أنه حق له من "الدولارات".

أمس دفع 850 موظفاً ثمن تراكم فشل الإدارة وفساد الدولة، وبدلاً من ان يصدّر لبنان طاقات تمريضية قلّ نظيرها في العالم، تسهب الحكومة الحالية في تعميق الأزمات عبر نهج الوقاحة والضعف الذي تعتمده، من دون أن تحرك ساكناً لإنقاذ مصير هؤلاء الموظفين المصروفين ولتطويق خطر أن يصبح كل الطلاب والأساتذة والأطباء والمستخدمين في مهب الشارع... إذا ما قررت الجامعة الإقفال نهائياً.