الولايات المتحدة تتسلّم من قبرص عضواً بارزاً في "حزب الله"

إنفجار جديد يهزّ محطّة لتوليد الطاقة في إيران

02 : 00

توقّع ماكينزي أن تردّ طهران على سلسلة "الهجمات الغامضة" (أ ف ب)

تهزّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بشكل متواصل في الآونة الأخيرة انفجارات لافتة في توقيتها ومريبة في مسبّباتها، داخل منشآت عسكريّة ونوويّة وصناعيّة، وتدقّ ناقوس الخطر في طهران الغارقة في أزماتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة والوبائيّة والإقليميّة.

وفي آخر المستجدّات، دوّى انفجار في محطّة لتوليد الطاقة في محافظة أصفهان في وسط إيران أمس، "من دون أن يُسفر عن إصابات"، وفق ما أعلنت وكالة "إرنا" الرسميّة التي ذكرت أن الحادث ناجم عن "عطل في المعدّات". وقال المدير العام لشركة توليد الكهرباء في أصفهان سعيد محسني: "انفجر محوّل قديم في المحطّة قرابة الساعة الخامسة فجر اليوم (أمس)".

وأضاف محسني أن المنشأة عاودت عملها بشكل طبيعي بعد نحو ساعتَيْن، مؤكداً أن إمدادات الطاقة في أصفهان لم تتأثّر، في وقت اندلع فيه حريق في مصنع للورق المقوّى في محافظة أذربيجان الشرقيّة (شمال غرب)، بحسب ما أفادت "إرنا"، فيما أشارت وحدة الإطفاء في المدينة إلى إصابة اثنَيْن من عناصرها.

وفي هذا الإطار أيضاً، أظهرت صور للأقمار الاصطناعيّة أن الانفجار الذي دوّى في 10 تموز الحالي في منطقة غرمدره غرب طهران، استهدف قاعدة جوّية تابعة لـ"الحرس الثوري"، بحسب قناة "بي بي سي" الفارسيّة.

وسُجّلت في الأسابيع الأخيرة سلسلة حرائق وانفجارات في مواقع عدّة في أنحاء إيران، كان أبرزها الانفجار الذي هزّ مجمّع نطنز النووي وأدّى إلى تدمير مبنى يضمّ أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة. وأثارت هذه الأحداث تكهّنات جدّية في إيران وخارجها، بأنّها قد تكون نتيجة أعمال تخريبيّة تُنفّذها إسرائيل لضرب البرنامجَيْن النووي والصاروخي الإيرانيَيْن، وكذلك لاضعاف طهران وإغراقها أكثر فأكثر في مشكلاتها الداخليّة المتنامية، خصوصاً مع تجدّد الحراك الشعبي المطالب بسقوط النظام.

بالتزامن، لفت قائد القوّات الأميركيّة في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي إلى إمكانيّة حصول احتكاك مع إيران في المستقبل، موضحاً أنّه بسبب سلسلة الهجمات الغامضة التي حصلت في إيران أخيراً واستهدفت أجهزة الطرد المركزي في نطنز ومواقع اختبار الصواريخ، وبسبب الاتهام الموجّه ضدّ إسرائيل، "فبحسب تجربتي أن الجمهوريّة الإسلاميّة ستردّ على ذلك".

توازياً، علّقت السلطات الإيرانيّة تنفيذ أحكام إعدام صادرة بحق ثلاثة أشخاص دينوا على خلفيّة الاحتجاجات الشعبيّة الدامية التي اندلعت في تشرين الثاني، وفق ما أفاد محامي أحد المتّهمين وكالة "فرانس برس"، إذ قال المحامي باباك باكنيا عبر الهاتف: "رفعنا طلباً إلى المحكمة العليا وتمّ قبوله. نأمل في أن يتمّ إلغاء الحكم الصادر بحقّهم".

على صعيد آخر، سلّمت السلطات الأمنيّة في قبرص الولايات المتحدة اللبناني غسان دياب، العنصر البارز في "حزب الله" والمتّهم بتجارة المخدّرات، إذ كان دياب مطلوباً في فلوريدا بسبب تُهم تتعلّق بـ"غسل أموال عائدة من تجارة المخدّرات ودعم العمل الإجرامي الذي تقوم به ميليشيا "حزب الله"، بحسب بيان لوزارة العدل الأميركيّة. ووصل دياب (37 عاماً) إلى ميامي أمس الأوّل بعد تسليمه من جمهوريّة قبرص. وأُلقي القبض عليه في قبرص في 9 آذار 2019 في مطار لارنكا الدولي، لدى وصوله قادماً من بيروت، بناءً على طلب من الولايات المتحدة وفق معاهدة التسليم بين واشنطن ونيقوسيا.

وفي سياق متّصل، كشف تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات في بريمن شمال ألمانيا أن أحد المراكز الاجتماعيّة متورّط في دعم "حزب الله" ماليّاً، عبر جمع أموال تحت غطاء اجتماعي وإرسالها إلى لبنان. وأشار التقرير الأمني إلى أن مركز "المصطفى" يجمع الأموال ويُحوّلها إلى "حزب الله"، كما يلعب دور الجامع بين مناصري الحزب في المدينة الألمانيّة وبين القيادة في لبنان.

تزامناً، طالبت عائلات ضحايا هجوم استهدف في 18 تموز 1994 مبنى "الجمعيّة التعاضديّة الإسرائيليّة - الأرجنتينيّة" (آميا) في بوينوس أيرس وخلّف 85 قتيلاً و300 جريح، بتطبيق العدالة إزاء الأفعال التي مرّت من دون عقاب. ودانت منظّمة "ميموريا أكتيفا" التي تضمّ هذه العائلات، "التستّر الواضح" ومبدأ "سرّ الدولة" الذي "كان دائماً في خدمة الإفلات من العقاب". ونسبت الأرجنتين الهجوم إلى مسؤولين إيرانيين كبار سابقين، بينهم الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، و"حزب الله".

أمّا في الملف الإقليمي المتّصل بالعراق، فقد استهدف عدد من صواريخ الـ"كاتيوشا" المنطقة الخضراء في وسط بغداد، حيث كان وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف يلتقي مسؤولين عراقيين أمس، في هجوم معتاد في العراق ولكن نادراً ما يقع في وضح النهار. والتقى ظريف نظيره العراقي فؤاد حسين ورئيس الجمهوريّة برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي يزور السعوديّة (اليوم) وإيران توالياً، في محاولة لتحقيق توازن في العلاقات مع الغريمَيْن الإقليميَيْن خلال أوّل رحلة خارجيّة له منذ استلام منصبه.

وأكد الكاظمي خلال استقباله ظريف أن بلاده تسعى إلى تأكيد دورها المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدّم في المنطقة، في حين شدّد صالح على حاجة المنطقة إلى تفاهم مشترك لإيجاد حلول للأزمات وترسيخ الأمن الإقليمي. كما أكد أن العراق يولي أهمّية لحماية سيادته وأمنه واستقراره ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخّل في الشؤون الداخليّة.