خامنئي يُهدّد الأميركيين بـ"ضربة انتقاميّة"

الكاظمي يُعلن من طهران "حياد" العراق

02 : 00

خامنئي خلال استقباله الكاظمي في طهران أمس (أ ف ب)

كانت لافتة بالأمس زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران في الشكل والمضمون، حيث شدّد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن العراق توّاق للعلاقة مع إيران على مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخليّة، لافتاً إلى أن علاقات بغداد الخارجيّة تعتمد على مبدأ التوازن والابتعاد عن أي محاور، ما دفع مراقبين إلى وضع تصريحاته من طهران في خانة "إعلان حياد العراق" عن الصراعات الإقليميّة.

أما روحاني الذي رأى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي ستكون منعطفاً في العلاقات بين البلدَيْن الصديقَيْن والأخوَيْن، فلفت إلى أنّه بحث مع الكاظمي قضايا المنطقة واستقرارها والدور الذي يُمكن أن يلعبه العراق كدولة عربيّة قويّة في الأمن الإقليمي. كما تباهى الرئيس الإيراني بأنّ لدى بلاده القدرة على تلبية حاجة العراق في المجالَيْن الصحي والدوائي، علماً أن إيران غارقة في أزمة وبائيّة خطرة للغاية. وتابع روحاني بعد اجتماع استمرّ ساعة مع الكاظمي: "تتمثّل إرادة الحكومتَيْن في توسيع العلاقات التجاريّة الثنائيّة إلى 20 مليار دولار".

من جهته، أبلغ المرشد الأعلى علي خامنئي الكاظمي أن بلاده لن تتدخّل في علاقة بغداد بواشنطن، لكنّه حذّر في الوقت عينه من أن الوجود الأميركي على حدود الجمهوريّة الإسلاميّة يتسبّب بـ"انفلات أمني". وقال خامئني إنّ "إيران لن تتدخّل في علاقات العراق مع أميركا، لكن تتوقّع من الأصدقاء العراقيين أن يعرفوا أميركا ويُدركوا أن تواجدها في أي بلد يُسبّب الفساد والدمار والتدمير".

وأضاف المرشد الإيراني أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة تتوقّع الالتزام بقرار البرلمان (العراقي) طرد القوّات الأميركيّة بحيث أن تواجدها تسبّب بانفلات الأمن"، مشيراً إلى مقتل قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني، وقال: "لقد قتلوا ضيفكم في بيتكم واعترفوا بذلك بوقاحة"، مهدّداً بأنّ إيران "لن تنسى أبداً هذا، وستُوجّه بالتأكيد ضربة انتقاميّة للأميركيين".

كذلك، شدّد خامنئي على أنّ طهران "تُعارض ما يُضعف الحكومة العراقيّة"، بعكس واشنطن التي اعتبر أنّها "لا تُريد حكومة عراقيّة مستقلّة وقويّة منتخبة عبر تصويت شعبي". ويضمّ الوفد العراقي وزراء الخارجيّة والمال والصحة والتخطيط، بالإضافة إلى مستشار الكاظمي للأمن القومي، وقد التقى بعضهم نظراءهم الإيرانيين. وكان من المقرّر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعوديّة الإثنين قبل التوجّه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجّلت بسبب دخول العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى المستشفى.

وفي الأثناء، وبينما شدّد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من لندن على أن واشنطن "لن تسمح برفع حظر السلاح عن إيران"، أعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ترى أنّه "لا يزال هناك فرصة لانقاذ الاتفاق النووي الإيراني"، وقال خلال لقائه في موسكو نظيره الإيراني محمد جواد ظريف: "نحن كما أصدقاؤنا في إيران نبذل كلّ جهدنا لتحقيق هذه الغاية".

وإذ أكد لافروف وظريف عدم شرعيّة العقوبات الأميركيّة المفروضة على طهران، قال الوزير الروسي: "لقد أشرنا إلى الطابع غير المقبول وغير الشرعي للإجراءات التقييديّة الأحاديّة الهادفة إلى محاصرة العلاقات الاقتصاديّة الخارجيّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة". كما أكد لافروف رفض موسكو لمحاولات جعل حظر توريد أسلحة إلى إيران أبدياً، مشيراً إلى أن أي محاولات من هذا النوع لا شرعيّة لها.

من ناحيته، أشاد ظريف بـ"الدور المميّز" لموسكو في حماية الاتفاق النووي الإيراني. ورأى أن العلاقات بين موسكو وطهران "تستند إلى الاحترام المتبادل وستُساهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة"، فيما استدعت الخارجيّة الكوريّة الجنوبيّة السفير الإيراني في سيول سعيد بادامشي شابيستاري للاحتجاج على التهديد الإيراني باتخاذ خطوات قانونيّة ضدّ كوريا الجنوبيّة لقيامها بتجميد أصول البلاد التزاماً بالعقوبات الأميركيّة، عبر رفع القضيّة إلى "محكمة العدل الدوليّة".

واعتبرت الخارجيّة الكوريّة الجنوبيّة أن "التصريحات الإيرانيّة غير لائقة". وقد جُمِّدَت أصول إيرانيّة في مصرفَيْن كوريَيْن جنوبيَيْن تبلغ قيمتها الإجماليّة نحو 7 مليارات دولار اعتباراً من أيلول الماضي، إذ انتهت صلاحيّة الإعفاء الأميركي على واردات كوريا الجنوبيّة من النفط الإيراني.


MISS 3