الراعي: تمكين مؤسسات الدولة الشرعيّة الدفاع عن نفسها وعودة لبنان إلى دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب

13 : 19

أعلن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال إحتفاله بالذبيحة الالهيّة في الديمان أن الهدف الأساس من "نظام الحياد الناشط والفاعل" شدّ أواصر وحدة لبنان الداخليَّة، وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله والابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليميَّة ودوليَّة، وبخاصَّة تلك التي لها تأثيرات سلبيَّة مباشرة على الاستقرار داخل الدَّولة.

وخلال العظة شدد الراعي على ضرورة اتخاذ التدابير الاحتياطية من فيروس كورونا حماية للجميع، خصوصًا في اماكن التجمعات ودور العبادة والصالات الراعوية وخلال المناسبات والاعراس والجنازات.

وأشار إلى "مواصلة صلاة مسبحة الورديّة في كل مساء على نيَّتين أساسيَّتين: الأولى، إلتماس نعمة الشِّفاء للمُصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الفيروس المتزايد الانتشار، وعودة الحياة الطَّبيعيَّة إلى الكرة الأرضيَّة التي باتت مشلولةً ومصابةً بأزمةٍ إقتصاديَّة عالمية قاتلة. والنيَّة الثانية إلتماس خلاص لبنان من الانقسامات الداخليَّة والفساد المستشري في الإدارات العامَّة، المتسبِّبة بالأزمة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة الخانقة للشَّعب المحروم من خبزه اليوميّ".


وأعلن أن الأسبوع المنصرم "تميَّز بالمزيد من مؤيِّدي مشروع "نظام الحياد الناشط والفاعل" أكان بالكتابات العديدة والغنيَّة في الصحف، أم بتصريحات الرَّسميِّين من الصَّرح البطريركيّ، أم بتأييداتٍ من خارج لبنان. وباتَ واضحًا أنَّ الهدف الأوّل والأساس من "نظام الحياد الناشط والفاعل" بالنسبة إلى الداخل، هو شدّ أواصر وحدة لبنان الداخليَّة، وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله، وتعزيز الشراكة الوطنيَّة والاستقرار والحوكمة الرشيدة، في دولةٍ قادرة بقوَّة الدستور والميثاق والقانون والمؤسَّسَات على الدفاع عن نفسها بوجه أيّ اعتداء.


وبالنسبة إلى الخارج، إعتبر أن "الحياد هو الابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليميَّة ودوليَّة، وبخاصَّة تلك التي لها تأثيرات سلبيَّة مباشرة على الاستقرار داخل الدَّولة".

وأضاف: "صفة الحياد "الناشط والفاعل" هي التزام لبنان بالقضايا العامَّة: من سلام وعدالة وحقوق إنسان، وحوار أديان وحضارات، ودور وساطة في النزاعات الاقليميّة والدوليَّة، ولاسيّما ما يختصّ بوحدة الدول العربيَّة، والقضيَّة الفلسطينيَّة، وصدّ الممارسة العدائيَّة من إسرائيل تجاه أهل فلسطين وأرضهم وحقوقهم وتجاه لبنان وأي بلد آخر".


وشدد الراعي على أنّ "صفة الحياد "الناشط والفاعل" هي عودة لبنان إلى دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والتجاري الذي يمليه عليه موقعه الجغرافيّ على ضفَّة المتوسّط، ونظامه السِّياسيّ بمكوّناته الدينيَّة والثقافيَّة، واقتصاده اللِّيبراليّ، وانفتاحه الديمقراطيّ".


وتابع: "في إطار موضوع "الحياد الناشط والفاعل"، وأوضاع المدارس الخاصَّة التي تهدِّد مستوى التعليم والتربية، والحالة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة الخانقة، والحاجة إلى الإسراع في إصلاحات الهيكليَّات والقطاعات المطلوبة من الأسرة الدوليَّة منذ سنتين وثلاثة أشهر في مؤتمر باريس CEDRE لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيزه؛ أُسعِدنا يزيارة معالي وزير خارجية فرنسا السيد Jean-Yves Le Drian، يوم الخميس الفائت. وقد أعرب عن دعم فرنسا لمشروع "الحياد الناشط والفاعل"، وعن مساعدتها الماليَّة للمدارس الكاثوليكيَّة الفرنكوفونيَّة، وعن استعدادها الدائم لمساعدة لبنان بالمبلغ الذي رصده مؤتمر "سيدر" شرط المباشرة بالاصلاحات. فأعربنا له عن مشاعر الشكر والامتنان. وفي المناسبة نهيب مجدَّدًا بالحكومة والمسؤولين السِّياسيِّين التعالي على الانقسامات الشَّخصيَّة، والعمل معًا على إنهاض لبنان بإجراء الاصلاحات بدءًا بالكهرباء والمكافحة القضائيَّة للفساد المتفشّي الذي يتزايد اليوم من دون أيّ وخز ضمير أو خوف كجريمة فساد الموادّ الغذائيَّة القاتلة للمواطنين".


وختم عظته بالدعاء "كي يمسَّ الله بقوَّة روحه القدُّوس الضَّمائر والقلوب، ليتوبوا إليه ويعملوا بروح المسؤوليَّة للخير العامّ، ملتمسين من رحمة الله أن يفتقدنا بمسؤولين يعملون وفق قلبه".

MISS 3