بينما لا تزال طبول الحرب تُقرع على أبواب مدينتَيْ سرت والجفرة الإستراتيجيّتَيْن، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس ثوابت الموقف المصري تجاه القضيّة الليبيّة، مشدّداً على السعي إلى تثبيت الموقف الحالي وتقويض التدخّلات الخارجيّة.
وجدّد السيسي خلال استقباله في القاهرة وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان، موقف مصر في شأن محاربة العنف والجماعات المتطرّفة والإرهابيّة، بهدف استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، محذّراً من تحوّل ليبيا إلى قاعدة ارتكاز للإرهاب تُهدّد الأمن الإقليمي وأمن القارة الأفريقيّة.
وبحث السيسي مع الوزير السعودي بشكل عام مستجدّات القضايا الإقليميّة، خصوصاً في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، واتفقا على أن مسارات الحلول السياسيّة هي الأساس لحلّ تلك القضايا. وأوضح المتحدّث باسم الرئاسة المصريّة السفير بسام راضي أن السيسي أكد خلال لقائه وزير خارجيّة السعوديّة أن "التكاتف ووحدة الصف العربي واتساق المواقف يُعتبر من أقوى السُبل الفعّالة لدرء المخاطر الخارجيّة عن الوطن العربي كلّه".
كما أشار إلى أن السيسي "أشاد بمتانة وقوّة العلاقات المصريّة - السعوديّة وما تتميّز به من خصوصيّة، مؤكداً حرص مصر على تطوير التعاون والتنسيق الثنائي الوثيق لما فيه مصلحة الشعبَيْن الشقيقَيْن، وكذلك الأمة العربيّة"، فيما أكد فيصل بن فرحان "دعم المملكة الكامل" لموقف مصر في الأزمة الليبيّة. وقال فرحان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري خلال زيارة سريعة للعاصمة المصريّة: "تحدّثنا عن الوضع في ليبيا وأكدت لمعالي الوزير (المصري) دعم المملكة الكامل للموقف المصري ودعمها لإعلان القاهرة".
كذلك، أكد الوزير السعودي "موقف المملكة الثابت من أهمّية احترام مقوّمات الأمن الوطني المصري وإبعاد ليبيا عن التدخّلات الأجنبيّة"، مشدّداً على أن المملكة ومصر "يد واحدة".
تزامناً، تفقّد رئيس أركان حرب القوّات المسلّحة المصريّة الفريق محمد فريد "إجراءات الاصطفاف للاستعداد القتالي لعناصر القوّات المسلّحة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي". وذكر المتحدّث العسكري للقوّات المسلّحة المصريّة العميد تامر الرفاعي عبر صفحته الرسميّة على "فيسبوك" أن رئيس الأركان "استمع إلى الإجراءات المتّخذة لرفع درجات الاستعداد القتالي، وعرض قرارات القادة على مختلف المستويات وتنظيم التعاون بين كافة عناصر تشكيل العمليّة الاستراتيجيّة للقوّات البرّية والأفرع الرئيسيّة للقوّات المسلّحة، بما يضمن تنفيذ جميع العناصر للمهام بكلّ دقّة وفي التوقيتات المحدّدة".
وأوضح الرفاعي أن رئيس الأركان "ناقش مع عدد من القادة والضبّاط في أسلوب تنفيذ المهام المخطّطة وكيفيّة مجابهة التغيّرات الحادة والسريعة أثناء سير أعمال القتال". وقام فريد بالمرور على العناصر المصطفّة للاطمئنان على مدى جاهزيّتها وقدرتها على تنفيذ كافة المهام والوقوف على مستوى الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدّات، بحسب الرفاعي.
وفي الغضون، أجرى رئيس مجلس النوّاب الليبي عقيلة صالح مع نظيره المغربي الحبيب المالكي مباحثات رسميّة في مقرّ مجلس النوّاب المغربي في الرباط، تناولت الأزمة الليبيّة. وقال صالح أمام البرلمان المغربي: "جئت لإيجاد حلّ للأزمة"، مضيفاً: "تقدّمنا بمبادرة نعتقد أنّها مقبولة من الليبيين والأمم المتحدة"، وأوضح أن "المغرب وعد ببذل أقصى جهوده لدعم الحلّ الليبي".
من جهته، قال المالكي: "نحن بصدد دراسة مبادرة مجلس النوّاب الليبي الأخيرة ونأمل صادقين في أن تُشكّل مخرجاً لهذه الأزمة"، معتبراً أن "مجلس النوّاب هو المؤسّسة الوحيدة المنتخبة حاليّاً في ليبيا". ورأى أن "الأزمة الليبيّة لها تداعيات على أمن واستقرار المنطقة كلّها، وأن أمن ليبيا جزء من أمن واستقرار كلّ المنطقة"، لافتاً إلى "متابعة كلّ التطوّرات على الساحة الليبيّة ومحاولة تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف".
توازياً، بحث قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر هاتفيّاً مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الأزمة الليبيّة وتدخّلات تركيا السلبيّة فيها وإرسالها آلاف المرتزقة والإرهابيين، ومكافحة الإرهاب. كما بحث الطرفان دور الاتحاد الأفريقي في رعاية العمليّة السياسيّة والتأكيد على دعم الحوار الليبي - الليبي بعيداً من الأطراف الداعمة للإرهاب، في وقت استهدف فيه الجيش الليبي ثلاثة أهداف تابعة لميليشيات حكومة "الوفاق" ودمّرها، إذ كانت تُحاول التقدّم في اتجاه مواقع قوّات الجيش الليبي في غرب سرت.
