علّقت "تبادل المطلوبين" بين هونغ كونغ ودول غربيّة

بكين تُحذّر من "مواجهة" مع واشنطن!

02 : 00

الصراع الجيوستراتيجي محتدم بين "العم سام" و"التنّين الأصفر" (أرشيف)

لا تزال "الحرب الباردة" مستعرة إلى أقصى حدّ بين الصين والولايات المتحدة، التي تحشد حلفاءها المحيطين بـ"التنين الأصفر" تحت عناوين "قيم الحرّية" و"سيادة القانون الدولي" في بحر الصين الجنوبي و"مواجهة الطغيان الجديد" للحزب الشيوعي الصيني، فيما ندّد وزير الخارجيّة الصيني وانغ يي أمس بتسبّب الولايات المتحدة "بمواجهة بشكل متهوّر"، بعدما أمر الطرفان بإغلاق قنصليّتَيْ بلديهما، لكنّه دعا إلى "تواصل عقلاني" بين أقوى قوّتَيْن اقتصاديّتَيْن في العالم.

وحذّر وانغ خلال اتصال أجراه مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان من أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين "قد تسقط في هاوية المواجهة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "مقاومة أي خطوة أحاديّة أو محاولة للهيمنة"، بحسب مضمون المكالمة الذي نشرته وزارة الخارجيّة. ورأى أن الولايات المتحدة تحوّلت إلى "أكبر جهة مدمّرة للنظام الدولي القائم".

واعتبر وانغ أن "استفزاز الولايات المتحدة المتهوّر الذي من شأنه التسبّب بمواجهة وانقسام، يُعدّ انفصالاً تاماً عن الواقع الذي يُشير إلى أن مصالح الصين والولايات المتحدة متكاملة إلى حدّ بعيد"، مؤكداً أنّ على الطرفَيْن "التواصل في شكل عقلاني وعدم السماح إطلاقاً لبعض العناصر المناهضين للصين بإلغاء عقود من التواصل والتعاون الناجح".

وتُرجم تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة عندما أُمرت القنصليّة الأميركيّة في شينغدو بإغلاق أبوابها الإثنين ردّاً على إغلاق البعثة الصينيّة في هيوستن بولاية تكساس، في وقت حذّرت فيه وزيرة خارجيّة كوريا الجنوبيّة كانغ كيونغ هوا من أن التوترات بين واشنطن وبكين قد تتحوّل إلى "صراع عنيف"، قائلةً: "حتّى الاحتكاكات الصغيرة يُمكن أن تتصاعد إلى صراع عنيف، ويبدو من الصعب إيجاد حلّ وسط والسعي إلى التعاون".

وأضافت كانغ: "تحت هذه الظروف، نحتاج إلى أن نتحلّى بالوعي ونستعدّ لاحتمال مواجهة مستويات أعلى من التحدّيات الخارجيّة". أمّا بالنسبة إلى المجال الأمني، فقد دعت إلى توسيع دور سيول في تعزيز الاستقرار الإقليمي مع توطيد التحالف الكوري الجنوبي - الأميركي.

وحول ملف هونغ كونغ، أعلنت السلطات الشيوعيّة في بكين تعليق العمل باتفاقات تبادل المطلوبين بين هونغ كونغ وكلّ من كندا وأستراليا والمملكة المتحدة، التي انتقدت فرض الصين قانون الأمن القومي المثير للجدل على المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي، بينما دان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو انتهاك الحزب الشيوعي الصيني الاتفاقيّة الدوليّة التي تضمن "الحكم الذاتي" للمستعمرة البريطانيّة السابقة. ويُعتبر هذا الإجراء الصيني رمزيّاً، لأنّ هذه الدول سبق أن علّقت أحاديّاً هذه الاتفاقات احتجاجاً على القانون الجديد المطبّق منذ 30 حزيران في هونغ كونغ.

وفي الأثناء، علّقت نيوزيلندا اتفاقيّتها لتسليم المطلوبين مع هونغ كونغ على خلفيّة "قلقها العميق" من قانون الأمن القومي الصيني، على غرار بريطانيا وكندا وأستراليا. وقال وزير الخارجيّة وينستون بيترز: "اعتماد الصين قانون الأمن القومي الجديد قوّض مبادئ دولة القانون وشكّل انتهاكاً لالتزاماتها أمام المجتمع الدولي". وأضاف أن هذا التعليق، الذي من شأنه إثارة غضب الصين، الشريك التجاري الأساسي لويلينغتون، مبرّر لأنّ "نيوزيلندا لا يُمكن أن تثق بعد اليوم باستقلاليّة النظام القضائي في هونغ كونغ عن الصين"، مشيراً إلى أن نيوزيلندا ستُعزّز القيود المتعلّقة بتصدير المعدّات العسكريّة إلى هونغ كونغ، وحذّر مواطنيه من السفر إلى المستعمرة البريطانيّة السابقة.