بيلاروس توقف مقاتلين روساً وتطلب توضيحات من موسكو

الولايات المتحدة تُغيّر "تموضعها الإستراتيجي" في أوروبا

02 : 00

كشف الجيش الأميركي أن 3 ألوية ستنتقل من ألمانيا إلى بلجيكا (أرشيف)

في قرار جيوسياسي وعسكري يحمل أبعاداً استراتيجيّة في إطار سياسة تطويق "الدب الروسي"، قرّرت الولايات المتحدة سحب نحو 12 ألفاً من جنودها من ألمانيا، بحيث سيُعيد البنتاغون 6400 منهم إلى الولايات المتحدة وسينقل 5600 إلى دول أخرى في "حلف شمال الأطلسي" من بينها بلجيكا وإيطاليا، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر.

وتنظر واشنطن أيضاً في إعادة نشر قوّات لها في بولندا ودول البلطيق، في حال التوصّل إلى اتفاق مع هذه الدول حول وضع تلك القوّات، وفق ما أكد إسبر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن. وتابع وزير الدفاع الأميركي أن هذه الخطوة التي ستُكلّف الحكومة الأميركيّة مليارات عدّة، ستُخفّض وجود القوّات الأميركيّة في ألمانيا إلى حوالى 24 ألفاً.

وشدّد على أن هذا الإجراء هو جزء من خطّته الأوسع لإعادة تمركز القوّات العسكريّة الأميركيّة في أنحاء العالم من أجل التصدّي بشكل أفضل للتهديدات وتعزيز مرونتها، بما فيها مع "حلف شمال الأطلسي"، الذي يُركّز على ردع التهديد الروسي المحتمل لأوروبا.

وأوضح إسبر أن الخطوات الأولى قد تبدأ في غضون أسابيع، وسيتمّ نقل بعض عمليّات القيادة الأميركيّة الموجودة حاليّاً في ألمانيا إلى بلجيكا وإيطاليا، حيث ستتمركز مع نظيراتها في الـ"ناتو". كما لفت إلى أن هذه الخطوة "ستُعزّز قوّات "حلف شمال الأطلسي" وتُحسّن كفاءتها وجهوزيّتها". وكشف الجيش الأميركي أن "3 ألوية ستنتقل من ألمانيا إلى بلجيكا"، مشيراً إلى أن "مقرّ قيادة العمليّات الخاصة للجيش الأميركي سينتقل أيضاً إلى بلجيكا".

كذلك، سينقل البنتاغون مقاتلات من طراز "إف 16" من ألمانيا إلى إيطاليا قرب منطقة البحر الأسود، حيث يُمكنها حماية المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة للـ"ناتو". وأشار إسبر إلى أنّه يُمكن مناوبة وحدة قيادة أخرى وقوّات أميركيّة إلى بولندا، إذا وقّعت وارسو اتفاق تعاون دفاعي وتقاسم أعباء وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس البولندي أندريه دودا في حزيران.

وشدّد إسبر على أن "إعادة تمركز قوّاتنا في أوروبا يُشكّل تحوّلاً استراتيجيّاً وإيجابيّاً رئيسيّاً"، معتبراً أن "هذه التغييرات ستُحقق بلا شك المبادئ الأساسيّة لتعزيز الردع الأميركي وحلف الـ"ناتو" للتهديدات الروسيّة وستُساهم في تقوية الـ"ناتو" وطمأنة الحلفاء وتحسين مرونة الاستراتيجيّة الأميركيّة". وأكد إسبر أن الخطوة نوقشت لفترة طويلة ولم تكن نتيجة عدم رضى ترامب عن العلاقة بين واشنطن وبرلين، وذلك بعدما لم تدفع ألمانيا ما يتوجّب عليها للدفاع عن أوروبا.

على صعيد آخر، أعلنت بيلاروس إيقاف 32 مقاتلاً من مجموعة "فاغنر" العسكريّة الخاصة التي تُعتبر مقرّبة من الكرملين، واتهمتهم بالسعي إلى "زعزعة استقرار" البلاد مع اقتراب الانتخابات الرئاسيّة، وطلبت توضيحات من موسكو. وروسيا وبيلاروس حليفتان تاريخيّاً، لكن العلاقات بينهما تزداد توتّراً منذ نهاية 2019، مع اتهام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو موسكو بشكل خاص بالسعي إلى استتباع بلاده والتدخّل في اقتراع 9 آب.

وأعلن أبرز تلفزيون بيلاروسي ووكالة الأنباء الرسميّة "بيلتا" عن التوقيفات التي حصلت بعد علم السلطات بـ"وصول 200 مقاتل إلى الأراضي (البيلاروسيّة) لزعزعة الوضع خلال فترة الحملة الانتخابيّة". ونفّذت قوّات الأمن (كي جي بي) العمليّة التي تتزامن مع المرحلة الأخيرة لحملة انتخابيّة غير عاديّة، شهدت تعبئة غير مسبوقة لصالح المعارضة وقمعاً للمتظاهرين ولمنافسي لوكاشينكو.

ويقود هذا الأخير بيلاروس بقبضة من حديد منذ 1994، وهو مرشّح لولاية سادسة، ويتّهم الكرملين بدعم معارضيه. ونقل تلفزيون "إس تي في" عن لوكاشينكو قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن الوطني: "إن كانوا مواطنين روساً، وأعلم جيّداً أنّهم كذلك، يجب التواصل مع الهيئات الروسيّة المختصّة لشرح ما يحدث".

وبُعيد ذلك، أعلنت السفارة الروسيّة في مينسك على "تويتر" أنّها تلقّت "إعلاماً رسميّاً بإيقاف 32 مواطناً روسيّاً"، من دون إضافة تفاصيل. وبحسب وكالة "بيلتا"، أوقف الرجال الـ32 ليل الثلثاء - الأربعاء بفندق قرب العاصمة مينسك، وهم "مقاتلون في المجموعة العسكريّة الخاصة فاغنر". وأضافت أنّه جرى إيقاف رجل آخر جنوب البلاد، من دون أن توضح مكان تواجد بقيّة المقاتلين. وتأسّست مجموعة "فاغنر" على يد شخصيّة مقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي تُعتبر بمثابة أداة تستخدمها روسيا في تدخّلات عسكريّة خارجيّة لا يُمكن أن تقوم بها رسميّاً.