جاد حداد

Good Girls... دراما فكاهية لا تُقاوَم!

30 تموز 2020

02 : 05

يبدو مسلسل Good Girls (فتيات صالحات) أشبه بنسخة نسائية من Breaking Bad (التحول للسوء)، لكنه أكثر من ذلك! ثمة قواسم مشتركة بين المسلسلَين، إذ تواجه بطلات القصة ظروفاً يائسة أيضاً ويُجبَرن على اللجوء إلى عالم الجريمة لإيجاد مخرج لمشاكلهنّ، كما فعل "والتر وايت". لكن على عكس تلك الشخصية، تدرك النساء هذه المرة سبب أفعالهنّ ويتّضح هذا الجانب في تصرفاتهنّ طوال الوقت.

يحمل هذا المسلسل عدداً من الرسائل المرحة والمهمة. البطلات الثلاث هنّ "بيث" وشقيقتها "آني" وصديقتهما القديمة "روبي". "بيث" هي زعيمة المجموعة التي تغرق في عالم جديد من الجرائم المظلمة. سيتعرّف المشاهدون أيضاً على رئيس عصابة غامض يطرح مخاطر كثيرة ويكون محور أحداث حماسية في حياة "بيث" تحديداً أكثر من الآخرين. "آني" هي المرأة المضطربة وغريبة الأطوار التي تضع خططاً مفرطة أثناء عملها في وظيفة رتيبة لا مستقبل لها. أما "روبي"، فهي الأكثر حذراً في المجموعة: وظيفتها رديئة أيضاً لكنها تحاول طوال الوقت دفع فواتير ابنتها الطبية اللامتناهية.

إختيار الممثلين في هذا المسلسل ممتاز، إذ تنجح كريستينا هندريكس في إضفاء طابع غامض على شخصيتها "بيث" عبر نظرة عينيها، وتبدو الكيمياء التي تجمعها مع ماني مونتانا (رئيس العصابة) مقنعة وجاذبة للمشاهدين. في الوقت نفسه، يسلّط المسلسل الضوء على الممثلة ريتا بدور "روبي"، وهي البوصلة الأخلاقية في مجموعة الفتيات، لكنها تتعامل مع جميع الأحداث الدرامية التي تواجهها بذكاء مدهش وسحر آسر. أخيراً، تضيف ماي ويتمان بدور "آني" نفحة من الغرابة إلى المسلسل المليء بالتطورات الدرامية، لكنها تحافظ في الوقت نفسه على ناحية ضعيفة في شخصيتها.





ينذر الطاقم التمثيلي إذاً بعمل عالي الجودة وترفع الأحداث من مستوى المسلسل تباعاً. على غرارDead to Me (ميت بالنسبة لي)، يجمع Good Girls بين دراما الجريمة من جهة والكوميديا الحذقة من جهة أخرى. تجد النساء الذكيات أنفسهنّ في مواقف صعبة بشكلٍ متكرر ويحاول رئيس العصابة دفعهنّ إلى الهاوية، لكن تبتكر هذه المجموعة النسائية طرقاً للتعامل مع هذا العالم الجديد الذي تورّطن فيه. لا يبتعد المسلسل عن أجواء الدراما الحقيقية، حتى لو كان يشمل نفحات فكاهية متعددة. حين تواجه الشخصيات المخاطر، لا مفر من أن نشعر بأن التهديد حقيقي. ينجح العمل في إثارة حماسة المشاهدين ويحثهم على تحليل الأحداث اللاحقة لدرجة أن ينسوا أحياناً أنه مجرّد مسلسل نظراً إلى سهولة التعلّق بالشخصيات وقصصها.

أخيراً، يعالج المسلسل مشاكل النساء وتعقيدات حياتهنّ بأسلوب مثير للإعجاب ويُركّز بشكلٍ أساسي على المرأة التي ترغب في الحصول على كل شيء. يتّضح هذا الجانب تحديداً في شخصية "بيث" التي تريد أن تصبح أماً لكنها تسعى إلى التحكم بهذه التجربة أيضاً بعد اكتسابها النفوذ. هي تسير على خط شائك بين مسؤولياتها كأم وسيدة أعمال تواجه كمّاً هائلاً من المصاعب والضغوط من داخل عائلتها ومن أطراف خارجية. تتخبّط "روبي" من جهتها بين رغبتها في حماية عائلتها أو أصدقائها حين يتقاطع مصير الجميع في مرحلة معينة. أما "آني" فتجد صعوبة في التعامل مع الرجال في حياتها وتحاول في الوقت نفسه إعالة طفلها.

إذا كنت من محبّي Breaking Bad أو Desperate Housewives (ربّات بيوت يائسات)، سينجح Good Girls في ملء الفراغ الذي يسود شاشات التلفزة في هذه الأيام.


MISS 3