العقوبات تلاحق الشركات الصينيّة ومصير "تيك توك" على المحك

02 : 00

بومبيو كشف أن ترامب سيتّخذ قريباً إجراءات ضدّ شركات برمجيّات صينيّة (أ ف ب)

فيما لا تزال "الحرب الباردة" مستعرة على أكثر من جبهة جيوسياسيّة بين واشنطن وبكين، من ملف "الفيروس الصيني" مروراً بهونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان وبحر الصين الجنوبي، وصولاً إلى التجارة والتكنولوجيا والاتصالات و"الهجمات السيبرانيّة"، أكد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أمس أن الرئيس دونالد ترامب سيتّخذ قريباً إجراءات ضدّ شركات البرمجيّات الصينيّة التي تُسلّم بياناتها إلى السلطات الشيوعيّة في بكين مباشرةً، ما يُشكّل خطراً على الأمن القومي الأميركي. وقال بومبيو خلال حوار مع قناة "فوكس نيوز": "الرئيس ترامب قال "كفى" ونعتزم إصلاح هذه المشكلة، ولذلك سيتّخذ في غضون الأيّام المقبلة إجراءات بحق طيف واسع من المخاطر التي تُشكّلها البرمجيّات المرتبطة بالحزب الشيوعي على أمننا القومي"، في حين أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين وجوب إمّا بيع وإمّا حظر تطبيق "تيك توك" الصيني في بلاد "العم سام".

وشدّد منوتشين على أنّه "لا يُمكن لـ"تيك توك" أن يستمرّ بشكله الحالي"، مشيراً إلى أن لجنة الاستثمارات الأجنبيّة في الولايات المتحدة التي يترأسها، تنظر في ملف "تيك توك"، الذي يلقى رواجاً خصوصاً في أوساط الشباب، إذ يُمكّنهم من نشر تسجيلات مصوّرة قصيرة ومشاهدتها، ويبلغ عدد مستخدميه حول العالم نحو المليار، فيما يؤكد مسؤولون أميركيّون أنّه بمثابة "أداة للاستخبارات الصينيّة".

وقال وزير الخزانة الأميركي لشبكة "ايه بي سي": "سأقول علناً إنّ اللجنة بأكملها متّفقة على أنّه لا يُمكن لـ"تيك توك" أن يُحافظ على شكله الحالي، إذ إنّه يحمل خطر إرسال معلومات عن 100 مليون أميركي إلى جهات خارجيّة"، لافتاً إلى أنّه تحدّث مع قادة الكونغرس بمن فيهم رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي وكبير الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في شأن ما يُمكن القيام به في ما يتعلّق بعمليّات "تيك توك" في الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" السبت أن المفاوضات مع "مايكروسوفت" لشراء عمليّات "تيك توك" المملوك من مجموعة "بايت دانس" الصينيّة في الولايات المتحدة، توقّفت بعدما هدّد ترامب بحظر التطبيق، إذ كشف أنّه يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يحظره في أميركا، ما يعني أن الحظر قد يتمّ تنفيذه في غضون 24 ساعة.

وكان بومبيو قد أشار في إفادة قدّمها الخميس أمام لجنة الشؤون الخارجيّة التابعة لمجلس الشيوخ، على حدوث تغيّر في المواقف الدوليّة تجاه الصين، مستشهداً بدعم دول أخرى للمبادرات الأميركيّة الموجّهة ضدّ بكين، بما فيها تعزيز واشنطن وشركائها وتيرة المناورات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه والحراك الرامي إلى منع استخدام معدّات شركة "هواوي" الصينيّة العملاقة في تطوير شبكات "الجيل الخامس" في البلدان الأخرى. كما اعتبر أن النهج الصارم تجاه الصين الذي تتّبعه إدارة ترامب دفع العالم إلى الاستيقاظ إزاء خطر الحزب الشيوعي الصيني، واصفاً إيّاه بـ"الخطر المركزي لأوقاتنا".

كذلك، رأى وزير الخارجيّة السويسري إغناسيو كاسيس أن الصين تتخلّى عن نهج الانفتاح، محذّراً من أن الغرب سيكون حاسماً أكثر إذا واصلت ذلك. وقال كاسيس لصحيفة "سونتاغسبليك" إنّ "الانفتاح الاقتصادي في الصين لم يُرافقه انفتاح سياسي، كما تشهد انتهاكات حقوق الإنسان تزايداً هناك"، معتبراً أن "ذلك يعني أن على سويسرا أيضاً الدفاع عن مصالحها وقيمها بحزم أكبر، عبر دعم القانون الدولي ونظام تعدّد الأقطاب مثلاً". وقدّر كاسيس أنّه "في حال تخلّت الصين عن مبدأ: "بلد واحد ونظامان" في هونغ كونغ، فإنّ ذلك سيُؤثّر على شركات سويسريّة عدّة تستثمر هناك".