محمد دهشة

إصابات بـ"كورونا" في صيدا وشائعات... والحامض بـ 9 آلاف في بلد الحمضيات

5 آب 2020

02 : 00

حرق الإطارات المطاطية في ساحة الثورة في صيدا

وسط أجواء من القلق والشائعات، واصل عدّاد الإصابات بفيروس "كورونا" في مدينة صيدا ارتفاعه، وسجلت حالة خامسة مؤكّدة بين أبنائها، ما دفع مستشفى صيدا الحكومي الى تقريب مواعيد إجراء الفحوصات المخبرية PCR مجّاناً، في محاولة لتحديد حقيقة الأرقام المثبتة مع المُخالطين، وسط دعوات رسمية وبلدية واختيارية للمواطنين الى الإلتزام الجدّي بالإجراءات الوقائية.

وبين إقفالين، سابق بعد الإلتزام بإغلاق المؤسسات والمحال والأسواق التجارية لخمسة ايام مع غياب مظاهر عيد الأضحى المبارك، ولاحق بدءاً من الخميس حتى الإثنين المقبل، التقطت صيدا أنفاسها، وشهدت حركة ناشطة في اتجاهات مختلفة لمرافق الدورة الحياتية، خصوصاً لجهة الإقبال على المصارف للحصول على "كوتا" مالية مع بداية الشهر.

وفي يوميات المدينة، رصدت اوساط صيداوية عبر"نداء الوطن"، ملاحظتين بارزتين: الأولى عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية جدّياً ولا سيما في فترتي الصباح والمساء، والثانية انتشار الشائعات كالنار في الهشيم عن إصابة هنا أو هناك، ما يعكس حجم الإرباك، ومُسارعة خلية الأزمة في بلدية صيدا الى تصحيح المعلومات والإعلان عن عدد الإصابات المؤكّدة، وآخرها خمس، مع رسالة طمأنة بأنّ المُصابين يلتزمون الحجر المنزلي من دون أن تستدعي حالة أي منهم نقلها الى المستشفى، مع دعوة المُخالطين لهم الى إجراء الفحوصات في مستشفى صيدا الحكومي يومي الثلثاء والأربعاء.

المختار عنتر: للحيطة والحذر

ودعا رئيس "رابطة مخاتير صيدا" ابراهيم عنتر، أبناء المدينة والمُقيمين الى التشدّد في تطبيق إجراءات الوقاية، وقال لـ"نداء الوطن": "لا أحد بمنأى عن الإصابة بالفيروس، لذلك وجب أخذ الحيطة والحذر، والتشدّد في تطبيق إجراءات الوقاية التي رفعتها وزارة الصحة العامة"، مُضيفاً: "نحن على قناعة أنّ ذلك يصبّ في مصلحتنا، فنرجو أخذ الأمور على محمل الجدّ، لأنّ الإستهتار قد يُفاقم هذه الجائحة"، مُشيراً الى "أنّنا كمخاتير، اتّفقنا على المزيد من الإجراءات لأنّنا أكثر الناس اختلاطاً بهم، وعلى تماس مباشر مع المجتمع المحلي"، مؤكّداً أنه "اذا التزم الجميع، فإننا باذن الله نقطع الطريق على أي كارثة صحية، ونُحصّن أنفسنا وعائلاتنا وجيراننا وأحياءنا ومجتمعنا من هذا الوباء، على قاعدة أنّ كل مواطن بمثابة خفير ومسؤول"، خاتماً بأنّ صيدا "ليست جزيرة معزولة وهي مفتوحة على كلّ المناطق ويُصيبها ما يُصيب بقية القرى والمدن... لذا المطلوب الإنتباه والحذر والإلتزام كي لا نقع في المحظور".



ازدحام أمام المصارف في صيدا



إصابات وشائعات

ودقّت بلدية صيدا ناقوس الخطر جرّاء ارتفاع عدد الإصابات، وتلاقت في دعوتها مع بلديتي الهلالية وحارة صيدا، التي اجتاحتها الشائعات على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي عن إصابة أحد المواطنين في البلدة ومُخالطته للعشرات، ما أثار الهلع والقلق ودفع ببلدية حارة صيدا ولجنة أزمة "كورونا" الى إصدار بيان توضيحي يؤكّد خضوعه لفحص الـPCR وجاءت النتيجة سلبية.

ودعت البلدية ولجنة أزمة "كورونا" في البلدة الأهالي والمُقيمين فيها وزوّارها والوافدين اليها الى الإلتزام بكافة الإجراءات الوقائية وتطبيقها حرصاً على سلامتهم، مُشيرة "الى وجود سبع اصابات أعلن عنها في البلدة قبل ايام، ونتابع تنفيذ كافة الإجراءات الوقائية التي تمّ اتخاذها وخصوصاً التزامهم الحجر المنزلي وبتعقيم الاحياء والشوارع والارصفة تجنّباً لتفشّي "كورونا".

وبقي الهمّ المعيشي والإقتصادي حاضراً في ظلّ الغلاء وارتفاع الأسعار، والتقنين الكهربائي القاسي وشحّ البنزين والمازوت. وعمد محتجّون في "حراك صيدا" الى إحراق الإطارات المطاطية في ساحة الثورة عند تقاطع ايليا، وإقفالها لبعض الوقت احتجاجاً. وعبّروا عن غضبهم من انتشار الوباء والغلاء حيث وصل سعر كيلو الحامض الى تسعة آلاف ليرة لبنانية في بلد الحمضيات.

وقال الناشط وليد السبع أعين: "نحن في وضع لا نُحسد عليه والموقف أشدّ وأصعب من ذلك، والمريضة التي ظهرت في الفيديو تطلب تأمين دخول المستشفى، عيّنة من المعاناة والكارثة التي حلّت ببلادنا والعالم، اللهم إشفِ هذه المريضة وعافها وإشفِ كل سقيم، وباعد بيننا وبين هذا الوباء الخبيث، والكلام من أجل أخذ الموضوع على محمل الجدّ، وإتّخاذ التدابير اللازمة والتنبّه".

وتفاوتت تعليقات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قرار الإقفال التام خمسة أيام متتالية ثم فتح البلد يومين، مُتسائلين عن الجدوى في ظلّ ارتفاع اعداد الإصابات، وقال الناشط حسام البزري "يعني اليوم وبكرا ما في "كورونا"، والخميس بترجع، هذا استخفاف بعقول الناس، اللهمّ انّا نعوذ بك من البرص والجنون والجزم وسيّئ الاسقام"، وسط دعوات مُتكرّرة الى الإلتزام بالكمّامة والتباعد الإجتماعي.


MISS 3