روي أبو زيد

ماجدة الرومي تزور الجميزة ومار مخايل: إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان!

8 آب 2020

02 : 00

"إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان" حاولوا حذف البيت الذي كتبه الشاعر نزار قباني بقلبه وغنّته ماجدة الرومي بوطنيّتها... حاولوا حذف الثورة من النصوص لأنهم لم يتمكّنوا من إلغائها من النفوس!

الماجدة التي سبّحت لبنان بصوتها ونصّبت بيروت ملكة على عرش فؤادها تأثّرت بمشهد انفجار بيروت، وينقل بعض المقرّبين منها في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ "الماجدة تأثّرت كثيراً عندما وقع انفجار بيروت، دخلت غرفتها وصلّت لساعات".

"حاولت التواصل مع بعض المقرّبين منها الذين يعيشون في الأشرفية ومار مخايل"، تكشف المصادر. لافتة الى أنّ "ابنة شقيقها تأثّرت بالانفجار خصوصاً وأنّ منزلها في الجميزة".

وتؤكد المصادر أنّ "الماجدة لم ترد أن تقف مكتوفة اليدين، خصوصاً لدى رؤيتها شباب لبنان وشاباته قد شمّروا عن سواعدهم، نزلوا الى موقع الانفجار وراحوا يكنّسون الزجاج ويحاولون إزالة الردم الموجود في الشوارع".





ارتدت الأسود حداداً على أرواح الشهداء وترجّلت من سيارتها في شوارع مار مخايل في الأشرفية. تجمّع المواطنون حولها لتتوجّه أليهم بالقول: "إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان".

وأعربت الرومي عن فخرها وفرحتها "لدى رؤية الشباب والصبابا"، وإذ توجّهت إليهم بالقول: "أنا أعتذر لأننا سلّمناكم لبنان مدمّراً ومشرذماً"، شددت على أنّ "بيروت ستقوم بكم ومعكم وبفضل جهودكم".

ودعت الماجدة جميع اللبنانيين إلى الوقوف مع بعضهم البعض والنزول الى الشارع لمساعدة إخوتهم في الوطن، مشدّدة على أنّ ما رأته عبر التلفاز مغاير تماماً لواقع الخراب على الأرض. وقالت: "يجب على كلّ لبناني أن يساعد أخاه ويكون الى جانبه في هذه الأوقات الصعبة والعصيبة".

وبالنســــــبة لتوجيهها رسالة الى الحكام اللبنانيين، قالت الرومي إنها لا تتدخّل في المجـال السياسي والاقتصادي، وهي تجيّر هذا الموضوع لأصحاب الاختصاص.

وأضافــــت: "نحن مغـدورون، وضائعـون لا نعرف إلى أين نتوجّه، لكننا في الوقت نفسه لن نستســــلم، وبيــروت التي قامت سبع مرات من تحت الدمار ستقوم آلاف المرات". وشددت الرومي على أنّ "لبنان لن يموت طالما هناك شبان وشابات صامدون حتى الرمق الأخير".

وقالت إنّ "هذا تفجير مفتعل وليس حادثاً".


وأعربت الرومي عن فخرها الكبير باللبنانيين الذين يقومون بعمليات مسح الأضرار في الشوارع والبيوت بمبادرات فردية منهم في ظل غياب السلطة وتقاعسها.

وإذ انحنت أمام شباب لبنان، توجّهت إليهم قائلةً: "مكنستكم تفوق أهميّة مليون مدفع ودبّابة، وهذه المكنسة التي ينظر إليها العالم بأسره اليوم جعلتني أشعر أنني صغيرة جداً لعدم انضمامي إليكم". وقالت الرومـي: "أشكركم باسم المعذبين والمقهورين، وباســم كلّ أب وأمّ خـــسروا أبناءهم أمـس".وشـددت الرومي على أنها "مؤمنة بأن الله لا يترك شعب لبنان العظيم، خصوصاً وأنّ صرخــات اللبنانيين وصـلت الى السمـاء"، لافتة الى أنّ "الشعـب هو الدولة والوطن".





وخلال جولتها بين المواطنين الذين التفوا حولها مرحبين بها، شكروها على هذه الزيارة الإنسانية التي لم يتجرأ أحد من السياسيين على القيام بها وشعروا بوجودها كأنهم غرقى يتمسّكون "بقشّة". ودارت دردشات مؤثرة بين الرومي وبينهم، عمدت خلالها إلى إحتضان عدد من السيدات والشابات اللواتي إنهمرت دموعهن وهن يتحدثن مع ماجدة عـــن وجعهن ومعاناتهن.

في أول تعليقٍ على "البلبلة" التي أثارها حذف عبارة "إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان" في احتفال عيد الجيش، قالت الرومي إنّ هذه الجملة "لا تُمحى"، مشدّدةً على أنّها "لسان حال شعب"، ولافتة الى أنّ "هذه العبارة أكبر من أن تُحذف".

لم تتخلّ ماجدة الرومي يوماً عن أداء واجبها الوطني، فهي التي رفضت أن تسخّر صوتها لفريق سياسي معيّن قدّمت الهبة التي أنعم بها الله عليها هدية لوطنها. فوقفت على أهم المسارح وغنّت الوطن المتألّم. كما أنّ وجودها في موقع الزلزال وتفاعلها مع اللبنانيين، فضلاً عن دموعها الصادقة لهي أكثر بلاغة من تصاريح السياسيين كافة ودعمها العائلات المنكوبة أكبر دلالة على المحبّة الحقيقية في ظلّ أروقة كذب قصور البعض وخداعها!