محمد دهشة

صيدا تواصل تضامنها مع العاصمة المنكوبة... إرسال قافلة "كرمال بيروت" اليوم

10 آب 2020

02 : 00

متطوعون من صيدا

واصلت مدينة صيدا، بفاعلياتها وقواها السياسية والبلدية والشعبية والأهلية وحِراكها الشبابي، حملات المساهمة في لملمة جراح العاصمة بيروت، ونفض غبار الأنقاض عنها، في وقت عاشت فيه أجواء الترقّب على وقع التطّورات السياسية المُتسارعة، وسط حالة من الحزن والحداد على ضحايا انفجار المرفأ، مع الإرتفاع المضطرد بأعدادهم، الى جانب أعداد الجرحى.

وتوزّع المشهد الصيداوي في ثلاثة اتّجاهات: الأول، تولّته بلدية صيدا، بالتعاون مع فاعليات المدينة وتجمّع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا، وتمثّل بحملات المساعدات الطارئة والإغاثية الى المُتضرّرين، ومن المقرّر إرسال قافلة "كرمال بيروت" صباح اليوم، من الملعب البلدي للمدينة بإشراف رئيس البلدية محمد السعودي، حيث تأتي الخطوة استكمالاً للجهود الصيداوية الرسمية والأهلية والشعبية في تخفيف مُعاناة المتضرّرين بعد وضع المرفأ بتصرّف الدولة لاستقبال السفن وتقديم الملعب البلدي، لامكانية إقامة مستشفى ميداني إذا دعت الحاجة، وفتح مستودعاته لوضع المساعدات الوافدة من الخارج بهدف توضيبها وإعادة توزيعها لمستحقّيها سريعاً.

ويقول ممثّل "تجمّع المؤسّسات الأهلية" في منطقة صيدا فضل الله حسّونة لـ"نداء الوطن" إنّ وفداً من التجمّع وبلدية صيدا زار بلديتي بيروت وبرج حمّود، "وعقدنا اجتماعين استمعنا خلالهما الى احتياجاتهما الضرورية، وكل يوم يتوجّه من المدينة نحو 250 متطوّعاً، يساهمون في أعمال التنظيف وإزالة الركام، ولكنّنا سنخطو خطوة إضافية في اليومين المقبلين، إذ سنُرسل معلّمي نجارة للبدء بالترميم الأوّلي للمنازل في بيروت وتحديداً في برج حمود، على أن نتعاون مع بلدية بيروت في الأمر ذاته، في الأحياء الأكثر فقراً، مثل الكرنتينا والجعيتاوي وغيرهما.

متطوّعون وحراك

في المشهد الثاني، استمرار تدفّق المتطوّعين بشكل فردي وجماعي، وعبر تجمّع المؤسّسات والجمعياّت والفرق الكشفية والمدنية الى العاصمة، للمساهمة في رفع الأنقاض وإزالة الركام وبلسمة الجراح، في وقت استمرّت فيه عملية فتح متوسّطة الشهيد معروف سعد لاستقبال التبرّعات، حيث يقوم عشرات المتطوّعين بتوضيبها وإرسالها تِباعاً الى بيروت، فيما أعطى السعودي تعليماته بتخصيص خطوط هاتفية ساخنة من أجل تواصل المواطنين مع غرفة عمليات البلدية – إدارة الأزمات والكوارث، ووضع كافة الإمكانات المُتاحة بتصرّف مدينة بيروت وبلديتها وأهلها لتجاوز هذه المحنة، مُشدّداً على أنّ البلدية تعمل على وضع لوائح بالإحتياجات الأساسية للمدينة لضمان أمنها الإجتماعي والصحّي.

أمّا المشهد الثالث، فتمثّل بمشاركة حشد من الناشطين في مجموعات "صيدا تنتفض" في الحراك الإحتجاجي في بيروت، استكمالاً لدورهم السابق في الوقوف الى جانب المُتضرّرين وتأمين المساعدات الإغاثية، والمساهمة ايضاً في عملية لملمة الجراح ونفض غبار الإنفجار. وتقول المربّية الناشطة ايمان حنينة: "كلّ مسؤول عنده جيش إعلامي ليدافع عن نفسه، طالبوا المحافظات بزمّور خطر عند الكوارث، كان واجب بلدية الأشرفية إطلاقه لإخلاء الشقق تخفيفاً من الضحايا، أو أن الهدف موتوا بصمت، رجاء انتفضوا لكرامتكم.. لوجودكم لعيون أولادكم".

دعوى قضائية

وفي خطوة لافتة، قدّم رجل الأعمال السيد مرعي ابو مرعي، صاحب الباخرة السياحية "أورينت كوين"، دعوى قضائية ضدّ كلّ مسؤولي ومُسبّبي الإنفجار، وتُعدّ الدعوى القضائية الأولى من نوعها، وقد تفتح الباب على دعاوى أخرى نتيجة الخسائر الجسيمة التي لحقت به، إذ غرقت باخرته السياحية "أورينت كوين" وسقط من طاقمها شهيدان وسبعة جرحى كانوا على متنها.

وقال أبو مرعي "إنّ الدعوى القضائية ضدّ كلّ المسؤولين من أعلى الهرم الى أسفله، الذين تسبّبوا بالإنفجار الهائل، وقناعتنا التامّة أنّه يجب على كل واحد تسبّب بذلك أن ينال عقابه الرادع، وهي ايضاً لحفظ دماء الشهداء والجرحى وحقوق المُتضررين"، مُطالباً "بتحقيق عادل وسريع وشفّاف وبإعلان النتائج في أسرع وقت من دون مُماطلة او تسويف، أو إخفاء للحقائق"، داعياً الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها، الى "التعويض عن المُتضرّرين سريعاً من أجل النهوض مُجدّداً"، قائلاً إنّ "أضرار الإنفجار أكبر من الوصف، وقد دمّر شريان لبنان الرئيسي في تجارته البحرية وزهق أرواح المئات وأسال دماء الآلاف وقطع أرزاقهم ودمّر ممتلكاتهم ومعدّاتهم، ومن المستحيل أن يصفح المتضرّرون عمّا أصابهم، وما نُطالب به الآن هو القصاص العادل والتعويض، لأنّ أرواح الناس وأرزاقهم ليست لعبة بيد أحد، مهما علا شأنه".


MISS 3