محمد دهشة

مبادرات شعبية من صيدا نحو بيروت ووقفة للمطالبة بتحقيق سريع وشفّاف

11 آب 2020

02 : 00

حملة قافلة كرمال بيروت تنطلق من صيدا

بين الجائحة والفاجعة، يسير اللبنانيون على درب الألم الطويل، يحاصرهم "كورونا" في عدّاد يرتفع يومياً ليُشكّل خطراً حقيقياً على حياتهم، وتُداهمهم نار الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة، في ظلّ استنزاف قدرات المستشفيات الخاصة والحكومية جرّاء استيعاب تداعيات إنفجار المرفأ الكارثي، فيما استنفرت المناطق للمساهمة في لملمة جراح العاصمة وتخفيف مُعاناة أبنائها.

وصيدا التي أصابها الوجع، تُتابع تطوّرات المشهد السياسي، على وقع استقالة الحكومة وعدد من النواب، وفيما الثابت أنّ استقالة رئيسة كتلة تيار "المستقبل" النائبة بهية الحريري ترتبط بقرار الرئيس سعد الحريري، اتّجهت الأنظار الى النائب أسامة سعد الذي ذكرت مصادره لـ"نداء الوطن" أنّه يُجري مروحة مشاورات مع قاعدته الشعبية للوقوف على رأيها.

توازياً، انخرطت المدينة في حملات بلدية وشعبية وأهلية لتضميد الجراح وإزالة الأنقاض ورفع الركام والزجاج المُتناثر، وشهدت مبادرات إنسانية فردية وأهلية عدّة تحت شِعار "قومي من تحت الرماد". وبرعاية رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، سيّرت بمبادرة من مؤسسات الرعاية، وبالتنسيق مع تجمّع المؤسسات الأهلية، قافلة "كرمال بيروت"، من باحة الملعب البلدي، تضمّ 28 آلية مُحمّلة بمساعدات عينية وصناديق مياه للشرب ووجبات غذائية ساخنة ومساعدات عينية، بالإضافة الى عيادة نقالة وفريق طبي ومسعفين وأدوية، وسيارة إطفاء للمساعدة في رّش الشوارع وشطفها، وخزّان مياه كبير لتزويد البيوت التي انقطعت عنها المياه، مُرسلة من أهل مدينة صيدا للأهالي المُتضرّرين، حيث سيستفيد منها أكثر من 10 آلاف مُتضرّر.

توازياً، أطلقت مجموعة "نهضة وطن" حملة دعم، وقال منسّقها الدكتور اسماعيل صيّاد: "في الأيام الأولى توجّه كادر بشري من متطوّعين ومهندسين، وقمنا بإمداد المتطوّعين بالتجهيزات اللوجستية لرفع الأنقاض"، بينما أطلقت مجموعة شباب صيدا حملة "قومي من تحت الردم" للمساعدة برفع الركام، فيما بادرت "صيدا تنتفض"- حراك صيدا ومجموعة "أنا مستقلّ" الى النزول الى قلب العاصمة وتقديم المساعدة.

ونظّمت مجموعة من ناشطي "شباب المساجد" وقفة رمزية أمام قصر العدل، بعنوان "دماؤهم تستصرخ العدل"، للمطالبة بتحقيق عادل وشفّاف.

وأوضح المنظّمون لـ"نداء الوطن" أن "صيدا التي لم تتوان عن مدّ يد العون لقلب بيروت الجريح، حيث هبّت بقطاعاتها الطبّية وهيئاتها المدنية لنجدتها، تطالب اليوم بالإسراع في التحقيقات وكشف تفاصيل الإنفجار وصولاً الى الحساب".

وفي إطار خطّة التكامل بين المرافئ التي تمّ وضعها لتأمين انتظام حركة الملاحة التجارية بعد الإنفجار الكارثي، رست في المرفأ الجديد أول باخرتي قمح محوّلتين من مرفأ بيروت المُدمّر، الباخرة الأولى AGNES التي ترفع العلم الروسي، قادمة من تنزانيا، وعلى متنها حوالى 4000 طن من القمح، والباخرة الثانية RAMA التي ترفع علم هندوراس قادمة من كرواتيا وعلى متنها حوالى 7500 طن من القمح، وباشرتا تفريغ حمولتيهما بإشراف رئاسة مرفأ صيدا والجهات الرسمية والأمنية المختصّة، وبعد فحص عينات من القمح على متنهما.