موجة إستقالات تُطيح الحكومة... ودياب: إجتمعوا ضدّي

02 : 00

على وقع غليان الشارع المستمرّ والمترافق مع إستقالات وزارية "بالمفرّق"، سبقتها استقالات نيابية، وعشية دخول إنفجار مرفأ بيروت أسبوعه الأول، دخل الرئيس حسان دياب قصر بعبدا متأبطاً استقالة حكومته وقدّمها خطياً الى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي قبلها وكلّف الحكومة الإستمرار في تصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة. وكان دياب أعلن استقالته من السراي الحكومي، في كلمة الى اللبنانيين شنّ خلالها هجوماً حاداً على خصومه، ورأى اننا اليوم "أمام مأساة كبرى، وكان يفترض في كل القوى الحريصة على البلد وعلى مصالح الناس، أن تتعاون من أجل تجاوز هذه المحنة" واعتبر ان"البعض يعيش في زمن آخر، لا يهمّه من كل ما حصل إلا تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية الانتخابية، وهدم ما بقي من مظاهر الدولة".

واعتبر أنّ "هؤلاء لم يقرأوا جيداً ثورة اللبنانيين في 17 تشرين الأول 2019. تلك الثورة كانت ضدهم، لكنهم لم يفهموها جيداً... لكن المفارقة الأكبر، أن هؤلاء، وبعد أسابيع على تشكيل هذه الحكومة، حاولوا رمي موبقاتهم عليها، وتحميلها مسؤولية الانهيار والهدر والدين العام... فعلاً يلي استحوا ماتوا".

أضاف: "قاتلنا بشراسة وشرف، لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ. كنّا وحدنا، وكانوا مجتمعين ضدّنا". وتابع: "نحن اليوم نحتكم إلى الناس، إلى مطلبهم بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة المختبئة منذ سبع سنوات... أمام هذا الواقع، نتراجع خطوة إلى الوراء، للوقوف مع الناس، كي نخوض معركة التغيير معهم. نريد أن نفتح الباب أمام الإنقاذ الوطني الذي يشارك اللبنانيون في صناعته".

وسبقت الإستقالة محاولات باءت بالفشل لإعادة ترميم حكومته، بعدما كرّت سبحة الإستقالات على اثر استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي منذ اسبوعين، وتبعتها استقالة كل من وزيرة الاعلام منال عبد الصمد والبيئة دميانوس قطار، وتلويح وزراء العدل والدفاع والمال بالاستقالة اذا لم تقدم الحكومة إستقالة جماعية.

وكان دياب ترأس آخر جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي بعد نقلها من قصر بعبدا، تم خلالها احالة قضية انفجار المرفأ على المجلس العدلي. بعد الجلسة، اعتبر الوزير حمد حسن ان استقالة الحكومة "مسؤولية وليست هروباً من المسؤولية"، ولفت إلى أن "الحكومة اتخذت عدداً من القرارات المهمة التي كان يجب إقرارها قبل استقالتها، وأبرزها إحالة التفجير على المجلس العدلي ووضع موظفي الفئة الأولى الذين تم توقيفهم والذين يمكن توقيفهم لاحقاً بالتصرّف".

وداخل الجلسة كان لعكر مداخلة قالت فيها: "إن وقوع الكارثة يقتضي إستقالة حكومة وليس استقالة وزراء أفراد، فالحكم مسؤولية، والثورة مسؤولية، والمواطنة مسؤولية، والقضاء مسؤولية، والإعلام مسؤولية، والإستقالة مسؤولية، أين نحن من كل هذا"؟ وتمنت أن يتم الاتفاق على حكومة جديدة نزيهة وفعّالة بأسرع وقت. وأوضحت وزيرة العدل ماري كلود نجم انها أصرّت على استقالتها ولم تتراجع عنها وهي ليست هروباً من المسؤولية". فيما كتبت وزيرة المهجرين غادة شريم على "التويتر" تقول: "هناك سيناريو محبك لتحميل حكومة الـ 6 أشهر فسادهم واهمالهم ونفاقهم".

وأوضح وزير الأشغال ميشال نجار انه علم بموضوع المرفأ قبل 24 ساعة من حصول الإنفجار.

تجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية شربل وهبة، سجّل رقماً قياسياً لناحية السرعة التي سمّي بها وزيراً والسرعة التي اصبح فيها وزيراً في حكومة تصريف اعمال.