أثينا تُحذّر أنقرة وتدعو إلى اجتماع أوروبي طارئ

مقتل ضابطَيْن عراقيَّيْن بهجوم لمسيّرة تركيّة في كردستان

02 : 00

سفينة المسح الزلزالي التركيّة "عروج ريس" (أ ف ب)

قُتِلَ ضابطان عراقيّان أمس وفق ما أعلن الجيش العراقي الذي ندّد بـ"اعتداء تركي سافر من خلال طائرة مسيّرة"، فيما تشنّ أنقرة منذ أعوام ضربات جوّية على حزب "العمال الكردستاني" المعارض في كردستان العراق. وعلى الرغم من استدعاء بغداد مرّتَيْن السفير التركي احتجاجاً على غارات لأنقرة داخل أراضي "بلاد الرافدين" في الآونة الأخيرة، لم تتوانَ تركيا عن شنّ هذه الغارة الجديدة.

وأورد بيان الجيش أن الضابطَيْن، وهما آمر لواء وآمر فوج في حرس الحدود، قُتِلا مع سائقهما، فيما كانا يستقلّان "عجلة عسكريّة". لكن رئيس بلديّة سيدكان في شمال محافظة أربيل احسان شلبي، كشف لوكالة "فرانس برس" أن المسيّرة التركيّة استهدفت "قادة في جهاز حرس الحدود العراقي فيما كانوا يعقدون اجتماعاً مع مقاتلين في حزب العمال الكردستاني". وبعدما أفاد شهود عيان بأنّ مواجهات سُجّلت صباحاً بين مقاتلين أكراد والقوّات العراقيّة، فإنّ الاجتماع الذي استهدفته الضربة التركيّة حصل بشكل عاجل في محاولة لتهدئة التوتر.

ودعت الرئاسة العراقيّة تركيا إلى "إيقاف الاعتداءات فوراً والجلوس إلى طاولة الحوار لحلّ المشكلات الحدوديّة". وإذ اعتبر نائب رئيس البرلمان العراقي كريم الكعبي أن "الاعتداءات التركيّة انتهاك صارخ لكافة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدوليّة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، دعا مجلس الأمن إلى "التدخّل العاجل لوقف الانتهاكات التركيّة".

على صعيد آخر، طالبت اليونان بأن تسحب تركيا سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس"، التي هي في قلب خلاف جيوسياسي متصاعد بينهما حول الحقوق البحريّة، محذّرةً من أنّها ستُدافع عن سيادتها، ودعت إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجيّة دول الاتحاد الأوروبي لتسوية الأزمة. وحضّ وزير الخارجيّة اليوناني نيكوس ديندياس خلال تصريحات متلفزة، أنقرة، على إخراج السفينة "عروج ريس" فوراً من الجرف القاري اليوناني، فيما كانت تركيا قد أرسلت سفينة التنقيب تُرافقها سفن لسلاح البحريّة إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانيّة في شرق المتوسط.

وبناءً على تعليمات رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، أوضح ديندياس أنّه طلب من مجلس الشؤون الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع طارئ لمناقشة "استفزاز تركيا المتصاعد وأخطائها"، في حين رأى المتحدّث باسم وزير خارجيّة الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن الوضع "مثير جدّاً للقلق" ويتعيّن تسويته من خلال الحوار، معتبراً أن "الأحداث على الأرض تظهر للأسف أنّه يجب فعل المزيد لنزع فتيل التوتر والعودة عن النهج السلبي جدّاً والمؤسف للتصعيد". وحدّدت البحريّة اليونانيّة موقع السفينة التركيّة إلى جنوب شرقي جزيرة كريت، تُرافقها قطع بحريّة تركيّة، وتُراقبها بوارج حربيّة يونانيّة. وأظهرت صورة رسميّة تركيّة السفينة "عروج ريس" تُرافقها 5 سفن حربيّة، في وقت أكد فيه وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو أن بلاده ستُكثّف عمليّات البحث عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط ولن تتنازل عن حقوقها، لافتاً أيضاً إلى أن أنقرة ستقوم بإصدار تراخيص لإجراء عمليّات بحث وتنقيب في مناطق جديدة من "الجزء الغربي من جرفنا القاري" اعتباراً من نهاية آب.


MISS 3