تضامن واسع في وجه "قمع بكين" لحرّية التعبير

تايوان تخشى تحوّلها إلى "هونغ كونغ ثانية"!

02 : 00

عازار خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجيّة تايوان في تايبيه أمس (أ ف ب)

اتهم وزير خارجيّة تايوان جوزيف وو، الصين، أمس، بالسعي إلى تحويل دولة تايوان الديموقراطيّة إلى "هونغ كونغ ثانية"، وذلك بعد عقده مشاورات مع وزير الصحة الأميركي أليكس عازار الذي يزور الجزيرة.

وإذ أكد جوزيف خلال لقاء في تايبيه مع عازار، أن تايوان تعيش تحت التهديد الدائم لحرّياتها من الصين القاريّة، أضاف: "حياتنا اليوميّة تزداد صعوبة فيما تُواصل الصين الضغط على تايوان لقبول شروطها السياسيّة، شروط ستجعل من تايوان هونغ كونغ ثانية".

وتابع المسؤول التايواني: "شعب تايوان معتاد بشدّة على التهديدات، إن كانت عسكريّة أو ديبلوماسيّة أو وبائيّة"، في حين كان وزير الدفاع التايواني قد أكد أن مقاتلات صينيّة اخترقت لوقت قصير الأجواء فوق خط الوسط في مضيق تايوان الذي تعتبره تايبيه وبكين بمثابة حدود بينهما.

وأجرى وزير الصحة الأميركي زيارة لثلاثة أيّام إلى تايوان، حيث إلتقى مسؤولين تايوانيين وعلى رأسهم رئيسة البلاد، وهو أوّل مسؤول أميركي كبير يزور الجزيرة منذ 1979، العام الذي قطعت فيه الولايات المتحدة العلاقات الديبلوماسيّة مع تايبيه، واعترفت بالحكومة الشيوعيّة في بكين كممثل وحيد عن الصين. وندّدت بكين، التي تعتبر تايوان مقاطعة تابعة لها لا بدّ أن تضمّها من جديد ولو بالقوّة، بزيارة عازار.

ومنذ انتخاب الرئيسة تساي إينع وين العام 2016 والتي أُعيد انتخابها لولاية ثانية في كانون الثاني، ضاعفت الصين ضغطها الديبلوماسي والعسكري والاقتصادي على تايوان، إذ ترفض تساي مبدأ وحدة الجزيرة مع البرّ الصيني ضمن الصين الواحدة التي تُريدها السلطات الشيوعيّة في بكين، وتعتبر أن تايوان "بلد سيّد ومستقلّ"، بينما اقترحت الصين تطبيق مبدأ "بلد واحد بنظامَيْن" على الجزيرة، وهو المبدأ نفسه المطبّق في هونغ كونغ.

أمّا في المستعمرة البريطانيّة السابقة، فقد بيعت أعداد صحيفة "آبل دايلي" بشكل كبير صباح أمس في هونغ كونغ، في تجسيد للدعم الشعبي لهذه الصحيفة المؤيّدة للديموقراطيّة والحرّيات، والتي أوقف مالكها جيمي لاي الإثنين بموجب قانون الأمن القومي الصيني الجديد.

وجيمي لاي الثري وقطب الإعلام، واحد من 10 أشخاص جرى توقيفهم الإثنين في إطار عمليّة اعتقال جماعيّة ضدّ الحراك الديموقراطي، قبل أن يدهم نحو 200 شرطي مقرّ الصحيفة المنتقدة لبكين بشكل علني. لكن وفي دليل جديد على مدى شعبيّة المعارضة، هرع سكّان هونغ كونغ الثلثاء إلى أكشاك الصحف لشراء "آبل دايلي" التي توقّعت هذا الطلب المرتفع فطبعت 550 ألف نسخة، في حين أنّها تطبع في الأوقات العادية 70 ألفاً.

وعلى سبيل المثال، اشترى صاحب مطعم في حي شعبي في مونغكوك 50 نسخةً، موضحاً أنّه ينوي توزيعها مجاناً على زبائنه. وقال الرجل الذي قدّم نفسه باسم نغ لوكالة "فرانس برس": "بما أن الحكومة لا تُريد أن تستمرّ "آبل دايلي"، علينا نحن سكّان هونغ كونغ أن نُنقذها". وفي مؤشّر الى القلق المتزايد إزاء قانون الأمن القومي، يرفض عدد أكبر من سكّان المدينة إفادة شهاداتهم بأسمائهم الحقيقيّة.

وعلى صفحتها الأولى، عنونت صحيفة "آبل دايلي": "سنُقاتل"، تعهُّد كُتِبَ باللون الأحمر على صورة لجيمي لاي تسوقه عناصر الشرطة داخل غرفة التحرير في الجريدة. وفي دليل إضافي على الدعم الذي يحظى به لاي، ارتفع سهم مجموعته الإعلاميّة "نيكست ميديا" الثلثاء بنسبة 80 في المئة منذ توقيفه صباح الإثنين.

وقوبلت التوقيفات والمداهمة بالتنديد لكونها اعتداء "غير مسبوق" على حرّية الصحافة، التي كانت تُعدّ هونغ كونغ في وقت من الأوقات مقرّاً لها، وهي اعتداءات كانت غير معقولة قبل أشهر فقط. وتزايدت مؤشّرات سعي بكين للسيطرة بيد من حديد على هذه المنطقة ذات الحكم شبه الذاتي منذ فرض القانون القمعي للغاية، كردّ على أشهر من الاحتجاجات الشعبيّة الضخمة غير المسبوقة في العام 2019.

وفرض قانون الأمن القومي في 30 حزيران، ويمنح السلطات المحلّية صلاحيّة التصدّي لأربعة جرائم ضدّ أمن الدولة، هي "التخريب والنزعة الانفصاليّة والإرهاب والتواطؤ مع قوى خارجيّة".


MISS 3