محمد دهشة

مسيرة بحرية صيداوية تضامناً مع بيروت... وارتفاع عدد الإصابات بـ"كورونا" في "عين الحلوة"

13 آب 2020

02 : 00

مسيرة بحرية صيداوية تضامناً مع بيروت

حمل الصياد مصطفى بديع صورة لمرفأ بيروت المُدمّر، وهو يُكفكف دموع الحزن، ويحث الخطى مُسرعاً نحو الميناء، للمشاركة في مسيرة بحرية نظّمتها نقابة صيادي الأسماك واللجنة الشعبية في صيدا القديمة، تحت شِعار "تحية وفاء لعاصمتنا بيروت"، الى جانب عشرات الصيادين وأبناء صيدا، في إطار استمرار حملة التضامن مع العاصمة المنكوبة بيروت.

ويقول بديع لـ"نداء الوطن": "إنّ تفشي فيروس "كورونا" وارتفاع أعداد المصابين منعاه من التوجّه الى بيروت للتضامن مع أبنائها المنكوبين والمساهمة في تضميد جراحهم، ولكنّه اختار مع عدد من زملائه التعبير عن الحبّ والتقدير للعاصمة، من خلال هذه المسيرة البحرية التي ترمز الى المرفأ والميناء والرزق المفتوح على البحر"، مُضيفاً: "ما جرى يُدمي القلب ولكنّنا سنقاوم اليأس وستنهض بيروت من جديد"، مُشدّداً على ضرورة أن ينال المسؤولون ومُسبّب الإنفجار عقابهم العادل".

مسيرة بحرية

في المسيرة البحرية التي صدحت فيها الأغاني الوطنية، شارك فيها الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد ونقيب الصيّادين نزيه سنبل وأمين سرّ "تجمع المؤسسات الأهلية" في منطقة صيدا ماجد حمتو. رفع الصيّادون والمشاركون الأعلام اللبنانية، وردّدوا شعارات مُتضامنة مع بيروت المنكوبة، قبل أن يجمعوا عدداً من لوحات كرتونية كُتبت عليها أحرف بيروت باللغة الإنكليزية وبألوان الأحمر والأخضر والأبيض، في رمزية الى ألوان العلم اللبناني، وعلى أنّ العاصمة المنكوبة ستُلملم جراحها من جديد.

وقال النقيب سنبل إنّ المسيرة البحرية رسالة حبّ وتضامن وتحيّة لبيروت، وشكر كل من تضامن مع بيروت وأهلها،.. نحن نقول لبيروت إنّنا معك، ولن يهزّك أي شيء.. لقد حاولوا تدميرك لكنّك صامدة وستبقين ستّ العرائس وقبلة الشرقين.. نحن دائماً إلى جانبك.. مصابك مصابنا.. ولن تموتي وسوف تنهضين من جديد".

وشدّد النائب سعد على أنّ الكارثة دليل ساطع على فساد المنظومة السياسية في لبنان، قائلاً: "المسؤولية تقع على الكلّ من دون استثناء.. والسؤال المركزي الذي يُطرح اليوم: هل سيتوصّل التحقيق إلى نتائج؟ هل سيُحاكم المجرمون؟ هذا سؤال بناء عليه نقول انّ في لبنان دولة، ونحن نريد دولة وسنسعى لأن تتحقّق العدالة في لبنان.. العدالة لأبناء وشهداء وجرحى بيروت"، مُضيفاً: "تسقط حكومات وتؤلّف حكومات.. والأوضاع في لبنان تسير من سيّئ إلى أسوأ.. والشعب يئنّ، ويُقمع، ويُقتل.. فهل سنقبل بذلك؟ وماذا بعد كل الذي جرى ويجري؟ الناس تريد الأمن والاستقرار والدولة العادلة لنعيش فيها بكرامتنا، علينا بعدم التردّد، وأن نثور للحفاظ على كرامتنا الإنسانية، وإلّا سنعيش بذلّ وهوان وسنشهد هجرة الشباب إلى الخارج".

إرتفاع الأعداد

الى جانب التضامن مع بيروت، ارتفع عدد المُصابين بفيروس "كورونا" في مخيّم عين الحلوة بشكل لافت، بعدما أظهرت نتائج الفحوصات التي أجريت لمُخالط مُصاب من أبنائه بأنّها إيجابية، من دون أن تستدعي نقلهم الى المستشفيات حتى الآن، في وقت علمت فيه "نداء الوطن" أنّ مستشفى صيدا الحكومي استقبل خمسة مُصابين، من بينهم ثلاثة على أجهزة التنفّس الاصطناعي.

وقال عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا عضو إدارة الأزمة مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن":"نتابع كلّ المحجورين في منازلهم، ونتواصل معهم بشكل دوري للإطمئنان عليهم وتأمين احتياجاتهم، وعددهم في صيدا الإدارية نحو 11، وفي البلدات المجاورة نحو 9"، مُشدّداً على "أنّ الخطورة في الأمر انه لم يُعرف من اين جرى التقاط العدوى ما يؤشّر الى بدء تفشٍّ مجتمعي"، داعياً "أبناء المدينة والمُقيمين الى الإلتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمّامة والتباعد الإجتماعي لأنّها خطّ الدفاع الأول وأولى الخطوات لمنع انتشار هذا الوباء الخطير".

إجراء فحوصات

وفي عين الحلوة، قام فريق طبي من مستشفى الهمشري التابع لـ"جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" بأخذ عينات من مُخالطين لمريض مصاب بـ"كورونا" داخل المخيم، بناء على توصية اللجنة التنسيقية الصحّية، وبالتنسيق مع وزارة الصحة و"الأونروا" وتوجيهات من مدير مستشفى الهمشري الدكتور رياض أبو العينين.

وجرى أخذ عيّنات لـ 45 مُخالطاً في مقرّ "القوة المشتركة" في الشارع التحتاني للمخيّم، بحضور رئيس قسم الصحّة في وكالة "الأونروا" في منطقة صيدا الدكتور وائل ميعاري، أمين سرّ اللجان الشعبية الفلسطينية الدكتور عبد أبو صلاح، قائد مسؤول القوة المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي ومسؤولين من الهلال الأخضر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني. وأعلن الدكتور أبو العينين بأن نتائج الفحوصات ستكون جاهزة في أقرب وقت، مؤكّداً أنّ فريق المختبر يصل الليل بالنهار لإصدار النتائج بدقّة وسرعة، مُعتبراً ان انتشار الفيروس أصبح في مرحلة متقدّمة وعدد الإصابات في ارتفاع ملحوظ ومُقلق.