محمد دهشة

المستشفى التركي في صيدا يعود إلى واجهة الإهتمام... هل يتمّ افتتاحه قريباً؟

14 آب 2020

02 : 00

الوفد التركي مع حسن والسعودي خلال جولة في المستشفى

عاد المستشفى التركي للطوارئ والحروق في صيدا الى واجهة الإهتمام مُجدّداً بعد الإنفجار الكارثي في مرفأ بيروت، والذي يكشف عن تداعياته السلبية يومياً، ومنها القطاع الصحي الذي أُصيب بأضرار بالغة لجهة توقّف اربعة مستشفيات رئيسية عن العمل، أو لجهة استنفاد اكثر من نصف قدرة المستشفيات الأخرى على معالجة الجرحى او مواجهة فيروس "كورونا"، مع ارتفاع عدّاد الإصابات اليومية.

والمستشفى الذي يُعتبر الأّول من نوعه في لبنان، فيه 103 أسرّة بما فيها العناية الفائقة، ويُغطّي منطقة جغرافية كبيرة تبدأ من حدود العاصمة بيروت مروراً بالشوف وصولاً الى الجنوب، وافتُتح في تشرين الثاني من العام 2010 برعاية وحضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان (رئيس وزراء تركيا آنذاك) والرئيس سعد الحريري (رئيس وزراء لبنان في الفترة نفسها)، عند المدخل الشمالي للمدينة، وقامت وكالة (تيكا) التركية ببنائه على أرض قدّمتها البلدية، وتبلغ مساحتها 14 دونماً، وبتجهيزه بأحدث المعدّات، حيث بلغت كلفة البناء والتجهيز نحو 20 مليون دولار أميركي. ويقوم المبنى وحده على مساحة أربعة آلاف متر مربع، فيما مساحته الإجمالية كطبقات نحو 16 ألف متر مربع. ويضمّ المستشفى أربع غرف عمليات و16 غرفة عناية فائقة ووحدة مركزية لحالات الطوارئ الطبية. ويأتي الإهتمام بإعادة تشغيل المستشفى للمرة الثانية في غضون عام واحد. في الأولى كانت من بوابة ازمة "كورونا" في شباط الماضي، حيث وضعته وزارة الصحة في إطار خطة الطوارئ الصحّية كمركز احتياط لمعالجة المُصابين بالفيروس، غير أنّ القوى السياسية في المدينة لم توافق، وأصرّت على إعادة تشغيله للهدف الذي أنشئ من أجله، وهو علاج الحروق والطوارئ، والمرة الثانية اليوم من البوابة التركية، بعد انفجار المرفأ حين أعرب الرئيس اردوغان عن استيائه من عدم افتتاحه وكان يرغب بأن يكون في خدمة الشعب اللبناني.

وتفقّد الممثّل الخاص لأردوغان المستشفى، يرافقه رئيس لجنة سياسات الصحّة والغذاء البروفسور سيركان توبال اوغلو وسفير تركيا في لبنان هاكان تشاكل على رأس وفد تركي كبير، وشارك وزير الصحة المستقيل حمد حسن، وكان في استقبالهم رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ومدير المستشفى الدكتور غسان دغمان.

ووصف السعودي الزيارة بالمهمّة، إذ تأتي تتويجاً لزيارات مُتلاحقة خلال أسبوع وكلّها تعكس الإهتمام الجدّي من قبل وزارة الصحة والحكومة التركية لفتح المستشفى في أسرع وقت، وهذا ما يجعلنا نستبشر خيراً خلال أسابيع قليلة.

وأكّد الوزير حسن أنّ الزيارة هي لتبديد العراقيل والمطبّات اللوجستية لافتتاح المستشفى، مُعلناً انه سيستقبل المرضى قريباً من دون أن يحدّد سقفاً زمنياً لذلك"، مشيراً الى أنّ المبلغ الذي كان قد تمّ رصده للمستشفى سابقاً بقيمة سبعة مليارات ونصف مليار ليرة قد توفّر"، مشدداً على أنّه في ظلّ خروج اربع مؤسسات استشفائية لبنانية عن العمل في منطقة الإنفجار، ومع التفشّي المتمادي لفيروس "كورونا" وقد وصلنا الى الذروة في اصابات كورونا، نحن بأمسّ الحاجة لرفع عدد الأسرّة لاستقبال المرضى والمُصابين من كلّ الجنوب وحتى نصل الى العاصمة بيروت.

بينما شدّد البروفيسور أوغلو على وقوف بلاده الى جانب لبنان وشعبه ووضع كل امكاناتها لمساعدتهم، مُعتبراً أنّ الزيارة تأتي لنعمل جاهدين على تسريع افتتاح المستشفى في أقرب وقت وتخطّي كل العقبات".

وامتداداً الى "كورونا"، أقفل مبنى مصلحة المالية في سراي صيدا الحكومي بقرار من محافظ الجنوب، اثر ظهور نتيجة فحص الـPCR بإصابة زوج إحدى موظّفات المصلحة التي تمّ إبلاغها بعدم الحضور، وإجراء الفحص والتزام الحجر المنزلي لمدة 15 يوماً.

وسارع فريق الطوارئ في بلدية صيدا الى تعقيم مكاتب "المالية وكافة الدوائر والمصالح في السراي، واتّخذت إجراءات قضت بعزل الطابق الذي تعمل فيه الموظّفة، فيما تمّ إبقاء عمل الموظفين في الطوابق الأخرى، ووضعت رابطة الموظفين بالإدارة العامة لافتة على البوابة الخارجية اعتذرت فيها عن استقبال أي مواطن أو معاملة إلّا عبر الوسائل الإلكترونية والهاتف، وذلك حتى إشعار آخر".

فلسطينياً، دقّت وكالة "الأونروا" ناقوس الخطر من تفشّي "كورونا" في المخيمات، وأعلنت عن وجود 13 إصابة مؤكّدة في مخيّم عين الحلوة، وعقدت اللجنة المصغّرة لهيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا لقاء طارئاً في قاعة مسجد "النور"، بمشاركة مسؤول قسم الصحّة الدكتور وائل ميعاري، واعتبرت ان إزدياد حالات "كورونا" لا تبشّر بالخير وتُنذر بوصولنا إلى حالة لا تُحمد عقباها، في ظلّ ندرة أسرّة الإستشفاء، وندرة إجراء فحص PCR في ظل تفشّي الوباء في لبنان ووصول المستشفيات والمختبرات إلى طاقتها القصوى.

وتفقدّ قائد القوة المشتركة الفلسطينية العقيد عبد الهادي الأسدي سوق الخضار في المخيّم، برفقة لجنة تجّار السوق، داعياً الباعة واصحاب البسطات والمتسوّقين الى الإلتزام بطرق الوقاية من تباعد وارتداء كمّامات واقية استحضرها الدفاع المدني الفلسطيني، مُشاركة في الجهود الآيلة الى حماية المخيّم من مخاطر تفشّي الوباء.

وعقدت اللجنة العليا للإستجابة لأزمة "كورونا" في المخيمات الفلسطينية في لبنان إجتماعاً لها في مقرّ لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني في السراي الحكومي، بدعوة من اللجنة، حيث أبلغت المشاركين أنها توصّلت مع الجهات والدول المانحة لتأمين حاجات مواجهة انتشار الوباء في المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان.


MISS 3