صدور بيان مشترك أميركي - إماراتي - إسرائيلي

"اتفاق سلام تاريخي" بين أبوظبي وتل أبيب

02 : 00

ترامب خلال إعلانه عن الاتفاق التاريخي بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض أمس (أ ف ب)

في خطوة مفصليّة قد تُغيّر وجه العلاقات الديبلوماسيّة بين دول المنطقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إبرام "اتفاق سلام تاريخي" بين الإمارات وإسرائيل، سيُسهم في دفع عمليّة السلام في الشرق الأوسط.

وأشار ترامب في تغريدة عبر "تويتر"، نشر خلالها نسخة من بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، إلى أن "اتفاقاً تاريخيّاً حصل بين بلدَيْن صديقَيْن عظيمَيْن، هما إسرائيل والإمارات". وأضاف الرئيس الجمهوري أن "أشياءً رائعة تحدث في اتجاه التطبيع بين دول إسلاميّة وإسرائيل، لكن لا يُمكنني الحديث عنها"، متوقعاً أن تحذو دول عربيّة وإسلاميّة حذو الإمارات وتوقّع اتفاق سلام مع إسرائيل.

من جانبه، أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنّه "تمّ الاتفاق على إيقاف ضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينيّة"، موضحاً أن "الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خريطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائيّة"، في حين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق معلّقاً بأنّه "يوم تاريخي".

واعتبر نتنياهو أن الاتفاق يُدشّن لـ"حقبة جديدة" من العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، وقال في خطاب ألقاه مساء أمس: "اليوم، تبدأ حقبة جديدة من العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي"، مشيراً إلى أن مخطّط ضمّ أراض في الضفة الغربيّة "تأجّل" لكنّه "لم يُلغَ".

وجاء في البيان المشترك أن الرئيس الأميركي وولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي تحدّثوا أمس و"اتفقوا على إقامة علاقات طبيعيّة بين إسرائيل والإمارات". وأضاف البيان أن "من شأن هذا الإنجاز الديبلوماسي التاريخي أن يُعزّز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الديبلوماسيّة الجريئة والرؤية التي تحلّى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيّات كبيرة في المنطقة".

وتابع أن "هذه الدول الثلاث تُواجه العديد من التحدّيات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقّق"، لافتاً إلى أن وفوداً من الإمارات وإسرائيل "ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقات ثنائيّة تتعلّق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوّية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة".

وأوضح البيان المشترك أن "بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصاديّة في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدّي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الابتكار التكنولوجي وتوثيق العلاقات بين الشعوب". كما أكد أنّه "نتيجة لهذا الانفراج الديبلوماسي وبناءً على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطّة ضمّ أراضٍ فلسطينيّة وفقاً لخطّة ترامب للسلام، وتُركّز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالمَيْن العربي والإسلامي".

كذلك أضاف البيان: "وإذ تؤمن كلّ من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانيّة تحقيق إنجازات ديبلوماسيّة إضافيّة مع الدول الأخرى، فإنّها ستعمل معاً لتحقيق هذا الهدف"، مشيراً إلى أن "الإمارات وإسرائيل ستقومان على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه في ما يتعّلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس "كورونا المستجدّ". ومن خلال العمل معاً، ستُساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة المسلمين واليهود والمسيحيين في كافة أنحاء المنطقة".

وتحدّث البيان أيضاً عن أن "بدء العلاقات الديبلوماسيّة السلميّة سوف يجمع بين اثنين من أقوى شركاء أميركا في المنطقة. كما ستنضمّ الإمارات وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجيّة للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الديبلوماسي والتجاري والأمني". و"إلى جانب الولايات المتحدة، تتشاطر الإمارات وإسرائيل وجهة نظر مماثلة في ما يتعلّق بالتهديدات والفرص في المنطقة، هذا فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار"، بحسب البيان.

وأكد البيان أن الاتفاق سيؤدّي إلى "حياة أفضل لشعوب الإمارات وإسرائيل والمنطقة". وأردف: "أثنت كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل على مشاركة الإمارات في حفل الاستقبال الذي أُقيم في البيت الأبيض في 28 كانون الثاني 2020، حين قدّم الرئيس ترامب خطّته للسلام، وأعربا عن تقديرهما للتصريحات الداعمة التي أدلت بها الإمارات". كما أكد البيان أن "الأطراف ستُواصل جهودها في هذا الصدد للتوصّل إلى حلّ عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي". وبحسب خطّة السلام، وفق ما أورد البيان، "يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظلّ الأماكن المقدّسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلّين من كلّ الأديان".

وفي ردود الفعل، ثمّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق قائلاً في تغريدة عبر "تويتر": "تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركيّة ودولة الإمارات العربيّة الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينيّة"، معتبراً أنّها "خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط"، في حين رحّبت البحرين أيضاً بالاتفاق واعتبرته "خطوة تاريخيّة" ستُسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة. بدوره، رحّب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاتفاق، وقال: "قرار الإمارات وإسرائيل تطبيع العلاقات نبأ سار للغاية"، مضيفاً: "كُنت أتمنّى بشدّة ألّا يمضي الضمّ في الضفة الغربيّة قدماً، واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط خطوة محلّ ترحيب على الطريق نحو شرق أوسط أكثر سلاماً".

بالتوازي، رأى وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في بيان أنّه "يوم تاريخي" و"خطوة حاسمة نحو السلام في الشرق الأوسط"، معتبراً أنّه "نجاح كبير للدولتَيْن الأكثر تقدّماً على صعيد التكنولوجيا في العالم"، فيما لفت المبعوث الأميركي لإيران براين هوك إلى أن اتفاق السلام يُمثّل "كابوساً بالنسبة إلى إيران"، التي أكد أنها "أكثر الدول تأجيجاً للصراع بين إسرائيل والعرب". واعتبر هوك أن ترامب أنجز "اتفاقاً تاريخيّاً" سيُفضي إلى شرق أوسط جديد، حيث المستقبل مع دول الخليج وإسرائيل.

فلسطينيّاً، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "اجتماع عاجل" لمستشاريه لمناقشة الاتفاق، بينما رفضت حركة "حماس" الاتفاق الذي "لا يخدم القضيّة الفلسطينيّة"، معتبرةً أنّه "مكافأة مجانيّة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه"، و"يُشجّع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر".