ترامب يغيّر معادلات المنطقة

اتفاق مباغت بين إسرائيل والإمارات!

02 : 00

تصفيق حارّ لترامب بعد إعلانه "الاتفاق المباغت" في المكتب البيضاوي أمس (أ ف ب)

نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحياكة اتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل مع مجموعة مخضرمة من إدارته الجمهوريّة، ليُعلن عنه بشكل مباغت أمس من البيت الأبيض، في خطوة ذكر أنّها ستُمهّد الطريق لخطوات مماثلة تتّخذها دول عربيّة وإسلاميّة في المستقبل، ما قد يُغيّر خريطة العلاقات الديبلوماسيّة في الشرق الأوسط ويُعيد انتاج تحالفات جيوسياسيّة سيكون لها دور حاسم في كتابة تاريخ جديد للمنطقة. فالاتفاق الذي سُمّي بـ"اتفاق إبراهيم"، يُعتبر الأوّل من نوعه منذ أن وقّعت إسرائيل والأردن معاهدة سلام العام 1994، ومن أبرز بنوده موافقة إسرائيل على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربيّة كانت تدرس ضمّها في إطار "صفقة القرن".

إذاً، توصّلت الإمارات وإسرائيل بوساطة أميركيّة إلى "اتفاق سلام" مفصلي حول تطبيع العلاقات بينهما، بحيث وصفه ترامب بـ"الاختراق الضخم والتاريخي"، في حين أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنّه "تمّ الاتفاق على إيقاف ضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينيّة"، موضحاً أن "الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خريطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائيّة"، في حين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق معلّقاً بأنّه "يوم تاريخي".

وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل وصف الاتفاق بـ"الإنجاز الديبلوماسي التاريخي"، الذي من شأنه "أن يُعزّز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الديبلوماسيّة الجريئة والرؤية التي تحلّى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربيّة المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيّات كبيرة في المنطقة". وأكد أن إسرائيل "ستتوقّف عن خطّة ضمّ أراض فلسطينيّة"، بحسب ما كانت تنصّ عليه خطّة ترامب للسلام، و"تُركّز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي"، فيما أوضح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش أن "ما قمنا به خطوة جريئة لضمان حلّ الدولتَيْن"، مشيراً إلى أن السفارة الإماراتيّة لن تكون في القدس وأنّ افتتاحها "لن يتطلّب وقتاً طويلاً".

وبينما سارعت مصر والبحرين وبريطانيا إلى الترحيب بالاتفاق، أكدت القيادة الفلسطينيّة "رفضها واستنكارها" له، ودعت إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربيّة، في وقت استدعت فيه الخارجيّة الفلسطينيّة سفيرها في الإمارات بشكل فوري. وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة في بيان تلاه عبر شاشة التلفزيون الرسمي أن الاتفاق "نسف المبادرة العربيّة للسلام"، وهو "خيانة للقدس والأقصى وقرارات القمم العربيّة والإسلاميّة والشرعيّة الدوليّة وعدوان على الشعب الفلسطيني"، فيما أكد وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي أن الاتفاق سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل من خطوات لاحقة.

وقال الصفدي في بيان: "أثر الاتفاق سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل. فإن تعاملت معه حافزاً لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرّية والدولة المستقلّة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلّة على خطوط الرابع من حزيران 1967، ستتقدّم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل. لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك ستُعمّق الصراع الذي سينفجر تهديداً لأمن المنطقة برمّتها".

وكان لافتاً موقف منافس ترامب المرشّح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة جو بايدن، الذي رحّب بالاتفاق واعتبره "خطوة تاريخيّة" ستُساعد على تخفيف التوتر في المنطقة. وقال نائب الرئيس السابق في بيان حول الاتفاق: "اليوم (أمس)، قامت إسرائيل والإمارات العربيّة المتحدة بخطوة تاريخيّة لكسر الانقسامات العميقة في الشرق الأوسط". وأضاف: "عرض الإمارات الاعتراف بشكل علني بدولة إسرائيل عمل مرحّب به وشجاع وفعل سياسي مطلوب بشدّة، وسيُساعد على ضمان أن تبقى إسرائيل جزءاً لا يتجزّأ من الشرق الأوسط".


MISS 3