دعت منظّمة الصحة العالميّة الناس أمس إلى عدم التخوّف من الإصابة بفيروس "كورونا المستجدّ" عبر المواد الغذائيّة، بعدما عثر خبراء صينيّون على آثار للفيروس التاجي على أغذية ومغلفاتها، إذ رُصِدَ الفيروس الثلثاء في مدينة شينزين خلال فحص روتيني لعيّنات من أجنحة الدجاج المثلّج المستورد من البرازيل.
وطمأنت المنظّمة الدوليّة الى أن ما من سبب للذعر، مشيرةً إلى عدم وجود أدلّة على أمراض تنفسيّة انتقلت من خلال مواد غذائيّة. وقال مدير الطوارئ في المنظّمة مايكل راين خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت في جنيف إنّ "على الناس ألّا يخشوا الطعام أو أغلفة المواد الغذائيّة أو معالجة الطعام أو تسليمه"، مضيفاً: "لا توجد أدلّة على أن المواد الغذائيّة أو سلسلة الغذاء تُسهم في نقل الفيروس".
وفي الغضون، أعلنت اليونان تسجيل أوّل إصابة بالفيروس القاتل في أحد مخيّمات المهاجرين المكتظّة، وفق ما أعلن مصدر في وزارة الهجرة الذي أوضح لوكالة "فرانس برس" أن المُصاب يمني عمره 35 عاماً ويعيش في مخيّم "فيال" في جزيرة خيوس. وهناك أكثر من 3800 شخص يعيشون في مخيّم "فيال"، ما يفوق بثلاثة أضعاف قدرته الاستيعابيّة.
تزامناً، أقامت كوريا الجنوبيّة محطّات حافلات متقدّمة تكنولوجيّاً لمكافحة تفشّي الفيروس الفتّاك، إذ جهّزتها بكاميرات حراريّة ومصابيح بالأشعة فوق البنفسجيّة لتعقيمها. وأُقيمت 10 من هذه المحطّات في أحد أحياء شمال شرقي سيول، والهدف منها حماية منتظري وصول الحافلات من المطر ومن حرارة الصيف، ولكن أيضاً من فيروس "كورونا المستجدّ". وينبغي على كلّ من يرغب في انتظار الحافلة تحت سقف إحدى المحطّات هذه، أن يقف أمام كاميرا حراريّة، ولا يفتح باب المحطّة إلّا إذا كانت الحرارة أدنى من 37.5 درجة.
أمّا في الجارة الشيوعيّة الشماليّة المعزولة عن العالم، فقد كثّفت بيونغ يانغ إجراءاتها لمكافحة "كوفيد 19" بفرضها قياس درجة حرارة الجسم واستخدام السوائل المعقّمة ووضع كمامات بتصرّف مستخدمي وسائل النقل المشترك، في وقت تؤكّد فيه كوريا الشماليّة، التي تمتلك نظاماً صحيّاً متهالكاً لا يُمكنه مواجهة الوباء، أنّ البلاد لم تُسجّل أي إصابة بـ"كورونا" على أراضيها. لكنّها أعلنت في نهاية تموز "حال الطوارئ القصوى" بعد الاشتباه بأوّل إصابة لدى منشق عائد من كوريا الجنوبيّة، فيما لم تحسم السلطات الصحية الكوريّة الشماليّة ما إذا ثبُتت إصابته بالمرض.
وبينما تخطّت الوفيات الناجمة عن الوباء حول العالم عتبة 750 ألف حالة، فيما لا يزال القلق من موجة وبائيّة ثانية حاضراً، وقّعت ولاية بارانا البرازيليّة (جنوب) مذكّرة تفاهم مع روسيا لاختبار وإنتاج لقاح "سبوتنك في" الجديد ضدّ الفيروس، والذي لا تزال فعاليّته موضع شكّ كبير.
وفي الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الصحة العراقيّة أنّها سجّلت 3841 إصابة بالفيروس التاجي في غضون 24 ساعة، وهو رقم قياسي منذ أوّل حالة إصابة في شباط. وبذلك يُصبح إجمالي الإصابات 164277، بما في ذلك 5641 حالة وفاة.
