قصف تركي دموي جديد يستهدف شمال العراق

أنقرة تُثير المشكلات في شرق المتوسّط!

02 : 00

تُمعن تركيا بخرق كافة القوانين الدوليّة عبر تنقيبها "غير القانوني" في شرق المتوسط (أ ف ب)

بينما تتعدّى أنقرة على السيادة البحريّة لدول الجوار عبر الشروع في عمليّة تنقيب "غير قانونيّة"، اتهمت تركيا فرنسا أمس بالتصرّف مثل "بلطجي" في شرق المتوسط، ووجّهت تحذيراً شديد اللهجة إلى اليونان.

وغداة نشر باريس طائرتَيْن عسكريّتَيْن وسفينتَيْن من سلاح البحريّة في شرق المتوسط لإظهار دعمها لليونان في هذه الأزمة، اتهم وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو فرنسا بالتصرّف مثل "بلطجي"، وقال إنّه "يجب على فرنسا خصوصاً وقف اتخاذ تدابير تفاقم التوتر".

وفي إشارة إلى تدهور الوضع، أكدت أنقرة أنّها ردّت على محاولة اعتداء على سفينة البحث "عروج ريس"، إذ كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سفينة عسكريّة تركيّة "ردّت عليهم بطريقة مناسبة فعادوا إلى مرفئهم"، وأضاف أنّه "في حال تواصل ذلك، سيتمّ الردّ"، فيما تحدّثت صحيفة "كاثيميريني" اليونانيّة عن اصطدام فرقاطة يونانيّة بسفينة تركيّة الأربعاء، لكن لم تؤكد قيادة الأركان اليونانيّة حصول الحادث.

ومنذ بداية الأزمة، لجأت تركيا إلى التصعيد تارة والتهدئة تارة أخرى، فأصدرت رسائل بعضها كانت حازمة بينما دعت في أخرى إلى الحوار. وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجيّة التركي أن بلاده "لا ترغب في التصعيد"، بل تدعم عقد "حوار هادئ"، لكنّه حمّل أثينا مسؤوليّة التوتر ودعاها إلى "التصرّف بمنطق سليم".

وبعدما شعر أردوغان بخطورة الوضع في شرق المتوسّط، بدأ يتقرّب ديبلوماسيّاً و"عاطفيّاً" من القاهرة عبر كشفه عن لقاءات بين مسؤولين أتراك ومصريين، مستنكراً التضامن بين مصر واليونان وإسرائيل في المنطقة، معتبراً أن "مواقف الشعبَيْن المصري والتركي وتضامنهما ليست كتضامن الشعب المصري مع اليوناني، فحضارتنا ومبادئنا التاريخيّة ومفاهيمنا أقرب ممّا هي مع اليونان".

وفي الأثناء، اجتمعت دول الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجيّة للتعبير عن تضامنها مع اليونان، ودعوا إلى "إيجاد حلّ عبر التفاوض" وإلى "خفض التصعيد"، كما قرّروا مواصلة مناقشة الموضوع خلال اجتماع مقبل نهاية آب، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس لها "رؤى متقاربة حول الوضع في المتوسط" مع الولايات المتحدة والإمارات.

من جهته، تحدّث وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو مع نظيره اليوناني نيكوس داندياس في فيينا حول "الحاجة الطارئة إلى خفض التوتر في شرق المتوسط"، وفق ما جاء في بيان لوزارته. وضمن جهودها للوساطة، تحدّثت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل الخميس مع الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بينما أعلن أردوغان أنّه أكد لميركل أن السفينة التركيّة ستُواصل عمليّات البحث حتّى 23 آب، لافتاً إلى أنّه وافق على إجراء محادثات بعد ذلك التاريخ من أجل "تهدئة الأوضاع". وعلى جبهة شمال "بلاد الرافدين"، أعلن مسؤول عراقي مقتل 3 مقاتلين من حزب "العمال الكردستاني" التركي المعارض، في ضربة جوّية جديدة نفّذتها القوّات التركيّة ليل الخميس - الجمعة في شمال العراق، فيما تُواصل الحكومة العراقيّة حملة ديبلوماسيّة واسعة ضدّ الاعتداءات التركيّة في أراضيها. وقال مدير الناحية زاويته موشير بشير: "قُتِلَ ثلاثة من عناصر حزب "العمال الكردستاني" وأُصيب رابع بجروح وهرب إلى جهة مجهولة، وذلك خلال قصف تركي استهدف سيّارة دفع رباعي كانت قادمة من مدينة دهوك ومتوقفة عند محلّ بقالة في قرية رشانكي التابعة لمحافظة دهوك".

ديبلوماسيّاً، أجرى وزير الخارجيّة العراقي فؤاد حسين اتصالات بنظيرَيْه البحريني والإماراتي بعد اتصالات مماثلة بنظرائه المصري والأردني والسعودي والكويتي، إضافةً إلى الأمين العام للجامعة العربيّة أحمد أبو الغيط. ودعا حسين إلى "تضافر الجهود العربيّة إزاء هذه التطوّرات الخطرة، والخروج بموقف موحّد يُلزم الأتراك بعدم تكرار هذه الانتهاكات، وسحب قوّاتهم المتوغّلة في الأراضي العراقيّة". ويبدو تحقيق ذلك صعباً، وفق خبراء، لأنّ لتركيا نحو 10 مواقع عسكريّة في إقليم كردستان العراق منذ 25 عاماً. ولا ترغب أنقرة في خسارة تلك المواقع، بل إنّها أنشأت أخرى جديدة، بحسب مصادر كرديّة. وقُتِلَ منذ انطلاق عمليّة "مخلب النمر" منتصف حزيران، 5 مدنيين على الأقلّ، فيما أعلنت أنقرة مقتل 7 من جنودها، كما قُتِلَ 14 من عناصر حزب "العمال الكردستاني".


MISS 3