"هيئة تحرير الشام" تعتقل أميركيّاً

ترامب يوجّه رسالة شخصيّة إلى الأسد!

02 : 00

والدة الصحافي الأميركي أوستن تايس، ديبرا، حملت لواء قضيّته بقوّة (أ ف ب - أرشيف)

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نظيره السوري بشار الأسد رسالة شخصيّة بخصوص الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي خُطِفَ قبل 8 سنوات في سوريا، وفق ما أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أمس.

وجاء في بيان أصدره وزير الخارجيّة الأميركي في الذكرى السنويّة الثامنة لفقدان أثر الصحافي أن "الحكومة الأميركيّة حاولت مراراً التواصل مع مسؤولين سوريين للإفراج عن أوستن"، كاشفاً أن ترامب وجّه في آذار رسالة إلى الأسد يقترح فيها "فتح حوار مباشر".

وتابع بومبيو: "لا يُشكّكن أحد في مدى التزام الرئيس ترامب في إعادة كلّ المواطنين الأميركيين المحتجزين رهائن أو المعتقلين تعسّفياً في الخارج"، مؤكداً "جدّية التصميم في قضيّة أوستن تايس". كما أعرب عن أمله في "ألّا تكون هناك حاجة لبيان مماثل بعد عام من الآن".

واعتبر أن "الإفراج عن أوستن تايس وإعادته إلى الوطن طال انتظاره"، مشدّداً على أنّه "سنبذل أقصى جهودنا لتحقيق هذا الهدف". وكان تايس يعمل مصوّراً صحافيّاً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكلاتشي نيوز"، و"واشنطن بوست"، و"سي بي إس" وغيرها من المؤسّسات الإخباريّة، عندما فُقِدَ أثره إثر توقيفه عند حاجز قرب دمشق في 14 آب 2012.

وبعد شهر، ظهر تايس الذي كان يبلغ 31 عاماً عند احتجازه، في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزاً لدى جماعة مسلّحة غير معروفة. ومذّاك لم ترد أي معلومات رسميّة عمّا إذا كان حيّاً أو ميتاً. وأشار الرئيس الأميركي في آذار إلى أن الولايات المتحدة وجّهت رسالة إلى السلطات في دمشق، من دون أن يوضح أنّه هو شخصيّاً من وجّه الرسالة إلى الأسد. وحينها ذكر ترامب أنّه لا يعرف ما إذا كان تايس على قيد الحياة.

وأبدت الحكومة الأميركيّة العام الماضي اعتقادها بأنّ تايس لا يزال على قيد الحياة، فيما كشفت والدته ديبرا في كانون الثاني أن لديها "معلومات ذات صدقيّة" تُفيد بأنّ ابنها لا يزال على قيد الحياة. وكانت السلطات الأميركيّة قد أعلنت في العام 2018 مكافأة مقدارها مليون دولار لمن يُقدّم أي معلومات يُمكن أن تقود إلى تحرير تايس.

وفي الغضون، اعتقلت "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) أميركيّاً يُقدّم نفسه على أنّه صحافي، لكن يُشتبه في ارتباطه بتنظيمات متطرّفة في شمال غربي سوريا، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي أوضح أن بلال عبد الكريم البالغ من العمر 49 عاماً، وهو أميركي اعتنق الإسلام، "قد اعتُقل من قبل "هيئة تحرير الشام" في بلدة أطمة"، قرب الحدود التركيّة.

وجاء اعتقاله عقب توقيف توقير شريف، البريطاني الذي جُرِّدَ من جنسيّته ويُقدّم نفسه على أنّه عامل إغاثة. وكانت "هيئة تحرير الشام" قد أعادت اعتقاله هذا الأسبوع للمرّة الثانية بعد اعتقاله في شهر حزيران. ونشر عبد الكريم مقابلة مع زوجة شريف، راكيل هايدن بيست، التي اتهمت "هيئة تحرير الشام" باعتقال زوجها تعسّفياً وممارسة التعذيب بحقّه.

ووفق المرصد، عجّل نشر هذه المقابلة في اعتقال عبد الكريم، واسمه الحقيقي داريل لامونت فيلبس. وكان الأخير قد دخل سوريا العام 2012 آتياً من ليبيا. وعمل مع وسائل إعلام بارزة مثل "سي أن أن" قبل أن يؤسّس قناته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأثارت المقابلات التي أجراها مع فصائل ومقاتلين متطرّفين الشكوك حول علاقته بها، في وقت كان دخول صحافيين أجانب إلى المنطقة محفوفاً بالمخاطر.

على صعيد آخر، دافعت الولايات المتّحدة عن إبرام شركة أميركيّة عقداً نفطيّاً مع "قوّات سوريا الديموقراطيّة" (قسد) التي تُسيطر على شمال شرقي سوريا. وقال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر صحافي إنّ "حكومة الولايات المتّحدة لا تمتلك الموارد النفطيّة في سوريا ولا تُسيطر عليها ولا تُديرها"، مضيفاً: "يُمكنني أن أوكّد لكم أنّ من يُسيطر على المنطقة النفطيّة هم أبناء شمال شرقي سوريا ولا أحد آخر". وتُمثّل العائدات النفطيّة المورد الأساسي لمداخيل "الإدارة الذاتيّة" الكرديّة التي تُسيطر على هذه المناطق.

كذلك، أكد جيفري أنّ واشنطن "ليس لها أي ضلع في القرارات التجاريّة لشريكنا المحلّي في شمال شرقي سوريا"، مشيراً إلى أن "الشيء الوحيد الذي فعلناه هو الترخيص لهذه الشركة لكي تفلت من حزمة العقوبات الواسعة"، التي تفرضها الولايات المتحدة على النظام السوري، في حين أكّد المتحدّث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان أنّ الهدف الأوحد للوجود العسكري الأميركي في سوريا هو منع تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة على النفط وتمويل عمليّاته، لافتاً أيضاً إلى أنّ القرار "يسمح من جهة ثانية لشركائنا بمواصلة عمليّاتهم الدفاعيّة لهزيمة الإرهابيين في هذه المنطقة وتمويل جهود إعادة الإعمار".


MISS 3