الرئيس الإسرائيلي يدعو ولي عهد أبوظبي إلى زيارة القدس

قرقاش: إتفاق السلام قرار سيادي ليس موجّهاً إلى إيران

02 : 00

نتنياهو متحدّثاً إلى الصحافيين خلال جولته في مطار بن غوريون أمس (أ ف ب)

في ردّ حاسم على تصريحات مسؤولين إيرانيين، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش أن معاهدة السلام الإماراتيّة - الإسرائيليّة قرار سيادي ليس موجّها إلى إيران، محذّراً من أنّه "لا نقبل التدخّل في قراراتنا، كما نرفض التهديد والوعيد سواء كان مبعثه التنمّر أو القلق".

وأشار قرقاش إلى أن "القرارات الاستراتيجيّة تحوليّة ولها وقعها وتأثيرها، وقرارنا مستقبلي يُعزّز موقعنا وتنافسيّتنا"، فيما كانت وزارة الخارجيّة والتعاون الدولي الإماراتيّة قد استدعت القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي وسلّمته مذكّرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفيّة التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي اعتبر أن الإمارات ارتكبت "خطأً جسيماً" عندما وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واصفاً الاتفاق الذي أُعلن عنه بأنّه "خيانة".

توازياً، وجّه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين دعوة إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى زيارة إسرائيل، وقال ريفلين في رسالة باللغة العربيّة: "باسمي وباسم الشعب في إسرائيل استهلّ الفرصة لأوجّه لفخامتكم الدعوة لزيارة إسرائيل وأورشليم - القدس والحلول ضيفاً معزّزاً مكرّماً لدينا"، مضيفاً: "في هذه الأيّام المصيريّة تختبر الزعامة في شجاعتها وقدرتها على الريادة والرؤية البعيدة المدى".

وأكد ريفلين أن "الاتفاق المتبلور بين دولتينا بواسطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإدارة الأميركيّة الحكيمة الذي سيُوقّع قريباً... بقيادتكم وزعامتكم وبتنسيق كامل ومتبادل، يُشكّل حجر أساس استراتيجيّاً في اتجاه مسارات جديدة في منطقتنا". وتابع: "كلّي أمل في أن هذه الخطوة سوف تُساهم في بناء وتعزيز الثقة المتبادلة بيننا وبين شعوب المنطقة". كما اعتبر أن هذه الخطوة من شأنها "توفير الازدهار والاستقرار لسكّان الشرق الأوسط بأسره، والأجيال القادمة سوف تُثمّن ما أقدمتم عليه". وفي الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه يعمل على تسيير رحلات جوّية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات وتحديداً بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعوديّة. وأوضح نتنياهو في ختام جولة في مطار "بن غوريون" الدولي أنّها "رحلة جوّية قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى نحو ثلاث ساعات، لكنّها ستُغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي في كلا الاتجاهَيْن، وحجم هائل من الاستثمارات التي لم نشهد مثلها".

وأكد أيضاً أن "مواطني الإمارات العربيّة المتحدة معنيّون جدّاً بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل في مجال التكنولوجيا، ما سيُحقّق فائدة كبيرة جدّاً للمستهلك الإسرائيلي ويُعتبر ببساطة عاملاً محفّزاً للاقتصاد الإسرائيلي سيُفيد أي مواطن". كما أشار إلى أن "دبي تملك أكبر مناطق التجارة الحرّة في العالم، والآن ستخضع هذه البضائع لاتفاقات السلام الإسرائيليّة وبأسعار أقلّ لإسرائيل"، معتبراً أن "هذا الاتفاق بمثابة دعم كبير للاقتصاد الإسرائيلي وقدرات وإمكانات المواطنين في إسرائيل، وهي القدرات والإمكانات التي لم تتواجد في البلاد حتّى الآن". تزامناً، تلقّى الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجيّة يوسف بن علوي بن عبد الله اتصالاً هاتفيّاً من وزير الخارجيّة الإسرائيلي غابي أشكنازي، بحسب ما أعلنت الخارجيّة العُمانيّة التي كشفت أنّه "تمّ خلال الاتصال التطرّق إلى التطوّرات الأخيرة في المنطقة". وأكد بن علوي خلال المكالمة "موقف السلطنة الثابت والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى "ضرورة استئناف مفاوضات عمليّة السلام وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة، وهو ما يتوافق في الوقت نفسه مع الموقف العربي". كما تلقّى بن علوي اتصالاً من جبريل الرجوب، أمين سرّ اللجنة المركزيّة لحركة "فتح" التي يتزعّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضحت الخارجيّة العُمانيّة أن الرجوب "أعرب عن تقديرهم واطمئنانهم لدور السلطنة وسياستها المتوازنة والحكيمة إزاء القضايا العربيّة وفي مقدّمها القضيّة الفلسطينيّة"، في وقت حضّ فيه مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير السعوديّة على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستصبّ في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستُساهم في الحدّ من قوّة إيران في المنطقة. وأكد كوشنير أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد أبلغاه بأنّهما يُريدان رؤية دولة فلسطينيّة مستقلّة إلى جانب فرص اقتصاديّة للفلسطينيين.


MISS 3