جورج الهاني

المارد البافاريّ والصعلوك الكاتالونيّ

18 آب 2020

01 : 30

ما زالت تداعيات الخسارة الثقيلة التي مُني بها برشلونة الإسباني أمام بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة (8-2) ضمن الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم مساء الجمعة الفائت تقضّ مضاجع النادي "المنكوب" وإدارييه ولاعبيه ومشجّعيه الكثر حول العالم. فبرشلونة الذي طالما كان "بعبعاً" للفرق الكبيرة والعريقة، تحطّمت هالته وتشوّهت صورته كما لم تُشوَّه من قبل، فخرجَ ليونيل ميسي ورفاقه خائبين ومذلولين من ملعب "النور" في العاصمة البرتغالية لشبونة وسط حال من الصدمة والذهول لدى جميع من تابع هذه المواجهة التاريخية غير المتكافئة بين العملاق البافاريّ والصعلوك الكاتالونيّ.

لقد حملت هذه المباراة من دون شكّ العديد من الأرقام القياسية للفريقين اللذين بلغ كلاهما الدور ربع نهائي للبطولة القارّية للمرة الثامنة عشرة في تاريخه، فمن جهة برشلونة لقد تلقى خمسة أهداف في مباراة أوروبية للمرّة الأولى منذ خسارته (5-4) أمام ليفسكي صوفيا البلغاريّ في آذار 1976 في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، كما انه تلقى ثمانية أهداف في مباراة واحدة لأول مرة منذ سقوطه (8-0) أمام إشبيلية في دور الـ 16 لكأس الملك الإسباني عام 1946، كذلك إستقبلت شباكه أربعة أهداف في الشوط الأول من مباراة ضمن دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.

أما بالنسبة الى بايرن ميونيخ فهو أول فريق يحرز ثمانية أهداف في مباراة خروج المغلوب في هذه البطولة، كما انّه سجل 26 هدفاً في أول ستّ مباريات أوروبية لمدرّبه هانس ديتر فليك، أي أكثر بخمسة أهداف لأيّ مدرب آخر بنفس عدد المباريات، مع التنويه أيضاً بأنّ المهاجم البولندي "القنّاص" روبرت ليفاندوفسكي هو أول لاعب في تاريخ بايرن يُسجل في ثماني مباريات متتالية في منافسة أوروبية كبرى، متجاوزاً الألماني يورغن كلينسمان الذي سجّل في سبع مباريات إنتهت في العام 1996.

وأعادت هذه النتيجة القاسية الى الأذهان فوز ألمانيا الكاسح على مضيفتها البرازيل (7-1) في نهائيات كأس العالم 2014، وهي المباراة التي كان فيها مدرّب بايرن الحالي فليك يجلس على مقاعد البدلاء كمساعدٍ لمدرّب منتخب "المانشافت" يواكيم لوف.


MISS 3