دريان: لتحقيق دولي وتنفيذ الحكم ودعوة عون لاستشارات

02 : 00

دريان: ما هذا التمسك المرضي بالسلطة؟

رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في رسالة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة حلول رأس السنة الهجرية أن "التهديد الوجودي للبنان الوطن والدولة، يقتضي أموراً عاجلة أهمها تحقيق دولي لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة، الإقبال على تغيير جذري في السلطة، كما هي إرادة الشباب، بل كل الناس، قيام رئيس الجمهورية بإجراء استشارات نيابية ملزمة وعاجلة، لتسمية رئيس حكومة يكلف بتشكيل حكومة حيادية إنقاذية ويكون من مهماتها إنفاذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

ولفت المفتي دريان الى انه "قد لا نحتاج إلى الحياد، إذا بنينا دولة قوية وعادلة ومعززة بالوحدة والتماسك الداخلي"، معتبراً انه "إذا بقينا على انقسامنا ولم نبن دولة فلن يفيدنا أي حياد حتماً ولن نخرج من نفق التمزق والتشرذم والحقد والعداء".

وقال: "قليلة هي الحواضر التي قاست وقاسى أهلها ما قاسته بيروت. ومفهوم أن يكره الأعداء حياتها المزدهرة، وحريتها، ووداعة أهلها، وسلامهم، فيحاولون الاعتداء عليها. أما أن يأتي العدوان من المتنعمين بخيراتها، ومن سلطاتها، بالإهمال أحياناً، وبالتواطؤ والتعمد أحياناً أخرى، فهذا هو الأمر المستنكر الذي لا تقبله النفوس الكريمة، ولا مبدئيات المواطنة وأعرافها.

نعم، إن يوم الرابع من آب، هو يوم أسود في تاريخ بيروت ولبنان والمشرق. فخراب المرفأ وخراب بيروت ومقتل المئات وجرح الآلاف تجعلنا جميعاً أمام جريمة كبرى من جرائم العصر. فكيف يمكن للمرء أن يقف صامتاً أو لامبالياً أمام هول هذه الجريمة الكارثة؟ كيف يمكن للبناني ألا ينفجر وهو يرى بأمّ عينه تدمير عاصمته بفعل إهمال أو عدم مسؤولية من سلمهم قيادة البلاد، ومنحهم ثقته، كيف لمن يتولى القيادة أن يتهرب من المسؤولية أو يعفي نفسه من المسؤولية بحجة التراتبية الإدارية، ويبقى المسؤولون في مراكزهم ولا يبادرون خجلاً إلى ترك مواقعهم طوعاً لمن يستحق امتثالاً لإرادة الشعب؟ كيف يمكنهم أن يواجهوا ببرودة أعين المفجوعين والمتألمين".

وسأل: "ما هذا الغياب التام لشعور الطبقة الحاكمة بما ألمّ بمواطنيهم من مآس وأوجاع؟ ما هذا التمسك المرضي بالسلطة، مع ثبوت العجز وعدم الاكتراث بما سببوا للبنان وللبنانيين من آلام وعذابات؟ لقد أعمتهم السلطة عن رؤية الحق وعن الإحساس بالناس الذين أفقدوهم آمالهم وأحلامهم، وحرموهم من كل ما يجعلهم يتمسكون بالحياة، حرموهم من فلذات أكبادهم، من أطفالهم، من أمهاتهم، من أسماعهم وأبصارهم، وحولوا حياتهم رماداً وسواداً وجحيماً".


MISS 3