راية عاشورائية‬ تُحوّل باحة مسجد في اللوبية ساحة حرب بين "أمل" وحزب الله"

02 : 00

الضحّية حسين خليل

لم يكن ليل بلدة اللوبية عادياً، بل كان نارياً. تحوّلت الساحة المحاذية لمسجد البلدة ساحة حرب: إطلاق نار متبادل، عراك، وتكسير. والسبب، "رايات عاشورائية" لم يوافق عليها مسؤول حركة "أمل" أحمد الحاج، فأقدمت مجموعة تابعة للحركة على تمزيقها، يوم الأربعاء الماضي. وتفادياً للإشتباك المباشر بين "حزب الله" و"أمل"، قدّم رابط الحزب نعمة الأسعد شكوى لدى مخفر اللوبية لفضّ الإشتباك.

لكنّ الأمر لم ينته، بل زاد في احتقان الشبّان المتّهمين بتمزيق اليافطات، فكمنوا ليل الخميس ـ الجمعة لرابط الحزب نعمة الأسعد، وهو شيخ غير معمّم، أثناء خروجه من المسجد، واعتدوا عليه بالعصي وكسّروا سيارته، وطالبوه بإسقاط الدعوى في حقّهم. وسرعان ما تطور الأمر الى إطلاق نار بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية بين شبان محسوبين على الأسعد، وآخرين محسوبين على الحاج، أسفر عن مقتل المواطن حسين خليل وجرح أربعة محسوبين على حركة "أمل".

مصادر مطلعة على الإشكال أكّدت أنّ الوضع متشنّج، وأسفت لأن يتطوّر اعتراض على يافطات عاشورائية يُفترض أن تكون مدرسة في الوعي، الى معركة وشدّ حبال، بدل أن تكون احياءات عاشوراء مناسبة للتلاقي ونبذ الخلافات. ولم تخفِ المصادر أنّ ما جرى ترك آثاره الوخيمة على البلدة التي تحاول أن تلملم آثار الدم الذي زُهق لأسباب "تافهة" كما وصفتها.

منذ يوم الأربعاء الماضي والجوّ مشحون بين "حزب الله" وحركة "أمل" داخل البلدة، وِوفق المصادر، فإن خلفية التوتر "رايات حسينية" رفعها "حزب الله" داخل البلدة لم تُعجب مسؤول حركة "أمل" الذي سجّل اعتراضه على عددها، وبحسب المعلومات، فإن رابط "حزب الله" نعمة الأسعد، وفي أثناء تعليقه اليافطات العاشورائية، اعترضه مسؤول "أمل" أحمد الحاج مُسجّلاً امتعاضه من عددها، ما دفع بالأسعد للطلب من الحاج إزالة أي علم لا يعجبه ورفع آخر مكانه. غير أنّ الأخير وصف الأمر "بالمسخرة" وغادر المكان.

وذكرت مصادر وثيقة الصلة بالحادث لـ"نداء الوطن" أنه بعد قرابة الساعة، أقدمت مجموعة من الشبان المحسوبين على حركة "أمل" على تمزيق الرايات، فما كان من الأسعد إلّا تقديم شكوى لدى مخفر اللوبية، ما أثار حفيظة الفاعلين الذين كمنوا بحسب المصادر للأسعد، أثناء خروجه من المسجد ليل الخميس، وقاموا بتكسير سياراته بالعصي والتهجّم عليه مُطالبينه بإسقاط الدعوى. لم يمض وقت قصير على المشكل الذي بدأ بالعصي والسكاكين وإستقدم خلالها الطرفان عناصر مؤزارة، حتى تحوّلت باحة المسجد ساحة معركة وإطلاق نار متبادل، أسفر عن مقتل حسين خليل وجرح أربعة آخرين.

ولم تُخفِ المصادر أنّ المشكل "هو نتيجة القلوب المليانة، تُرجِمت عملياً عِراكاً وتبادلاً لإطلاق نار، بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية، كادت أن تُشعل فتيل الحرب بين الحليفين، لولا تدخّل مسؤولي الصفّ الأول، والعمل على تطويق المشكل وتسليم كلّ من عبد الأسعد وموسى خليل الى مخابرات الجيش في صيدا، في اعتبارهما المشتبه بهما بإطلاق النار وقتل المدعو حسين خليل، وذلك للملمة آثار المشكل وطيّ صفحاته وكأن شيئاً لم يكن.

غير أنّ اشتباك الميدان تطوّر الى اشتباك افتراضي متبادل بين الطرفين، تراشق خلاله الطرفان التُهم، بحيث إتّهم مناصرو حركة "أمل" في اللوبية "حزب الله" بقتل حسين خليل، غير أن تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى علاء الدين في صور أكّد أنّ الرصاصة التي أصابت القتيل هي من مسدس حربي، وليس كلاشنيكوف، وأنها أتت من الخلف. وبحسب المصادر الوثيقة، فإنّ مناصري رابط الحزب كانوا يطلقون النار من سلاح كلاشنيكوف، فيما مسؤول الحركة كان يطلق النار من مسدس حربي، الأمر الذي اعاد الهدوء نسبيا الى الساحة. وأسهمت التدخّلات الرفيعة المستوى في تطويق المشكل، والعمل على "ضبضبته". وتبقى كلمة الفصل النهائية في التحقيقات التي تتولّاها الأجهزة الأمنية.

في المحصّلة، عراك ناري سببه عَلَم، كشف حجم الهوة الكبيرة بين "حزب الله" وحركة "أمل"، ما يؤكّد أنّ الرابط غير وثيق، قد يتصدّع في أي لحظة، وحادث اللوبية خير شاهد.


MISS 3