الأمم المتحدة تُعلّق "محادثات الدستور" في جنيف

"تفجير إرهابي" يقطع الكهرباء عن سوريا

02 : 00

خلّف الانفجار حفرة كبيرة وضرراً في أحد الأنابيب (سانا)

تسبّب انفجار في خط غاز رئيسي في ريف دمشق فجر أمس بانقطاع التيّار الكهربائي عن أنحاء سوريا، في حادثة أعلنت السلطات أنّها نجمت عن "عمل إرهابي"، من دون أن تُحدّد الجهة المسؤولة عنه، بينما أوضح المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري للصحافيين في جنيف أن بلاده لا تزال تبحث في الأمر لمعرفة المسؤولين عن التفجير، مضيفاً: "لكن من شبه المؤكد أن يكون ناجماً عن ضربة نفّذها تنظيم داعش".

وإذ تحدّث وزير الكهرباء في حكومة تسيير الأعمال محمّد زهير خربوطلي عن أنّ "انفجاراً وقع في خط الغاز العربي بين منطقة الضمير وعدرا في ريف دمشق، ما أدّى إلى انقطاع الكهرباء في سوريا"، أوضح أن الانفجار هو "السادس من نوعه الذي يتعرّض له الخطّ في المنطقة نفسها"، في حين كشف وزير النفط والثروة المعدنيّة علي غانم أنّ الانفجار "ناجم عن عمل إرهابي"، وفق وكالة "سانا"، من دون أن يُعطي مزيداً من التفاصيل.

من ناحيته، أشار "المرصد السوري لحقوق الانسان" إلى انفجارات عنيفة تردّد صداها في دمشق، وأدّت إلى اندلاع النيران بشكل واسع. ولم تُعلم هويّة الجهة التي عمدت إلى تفجير الخطّ، وفق المرصد، الذي لفت في الوقت عينه إلى أن تنظيم "داعش" كان قد تبنّى استهداف الكثير من حقول الغاز في وقت سابق.

ونشرت "سانا" صوراً تُظهر كتلاً كبيرة من النيران المشتعلة، بينما يعمل رجال إطفاء على إخمادها. وخلّف الانفجار حفرة كبيرة وضرراً في أحد الأنابيب، فيما أكّد عدد من سكّان دمشق لوكالة "فرانس برس" انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء المدينة منذ ساعات الفجر الأولى.

وفي وقت لاحق، أٌخمدت النيران بشكل كامل. وأعلن خربوطلي أنّ التيّار الكهربائي بدأ بالعودة بشكل جزئي إلى المحافظات السوريّة، ومنها وسط مركز مدينة دمشق. وأوضح أنّه "تمّت إعادة التغذية الكهربائيّة إلى بعض المنشآت الحيويّة المهمّة في دمشق، كالمشافي وبعض الأحياء السكنيّة، إضافةً إلى عودة جزئيّة للتغذية الكهربائيّة في محافظتَيْ حمص وحماة والمنطقة الساحليّة". وتُعدّ منطقة القلمون الشرقي، حيث يمرّ خط الغاز، بوابة رئيسيّة إلى البادية السوريّة، التي انكفأ إليها عناصر "داعش" من مناطق عدّة تمّ طردهم منها خلال السنوات الأخيرة.

ويُعدّ هذا الانفجار الأحدث ضمن سلسلة اعتداءات استهدفت في السنوات الأخيرة إمدادات أو مرافق حيويّة، بينها أنابيب غاز ومنشآت نفطيّة بحريّة أو محطّات توليد للكهرباء، وهي قطاعات استنزفتها سنوات الحرب الدامية. كما يُعدّ الخطّ المُستهدف الرئيسي المسؤول عن تغذية محطّات توليد الطاقة الكهربائيّة في المنطقة الجنوبيّة. ويبلغ قطره 36 إنشاً وباستطاعة 7 ملايين متر مكعّب من الغاز يوميّاً.

توازياً، أعلنت الأمم المتحدة تعليق المحادثات حول الدستور السوري في جنيف بعدما تبيّن أن 3 مشاركين فيها مصابون بفيروس "كوفيد 19"، وذلك بعد بضع ساعات من بدء الاجتماع. وأوضح مكتب موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا في بيان أنّه "بعد إبلاغ السلطات السويسريّة ومكتب الأمم المتحدة في جنيف، تمّ اتخاذ تدابير فوريّة انسجاماً مع البروتوكولات الهادفة إلى الإقلال من أي خطر، وتتمّ متابعة أي شخص يُمكن أن يكون قد خالط الأشخاص المعنيين في شكل وثيق".

وكانت قد بدأت الجولة الثالثة من المحادثات حول الدستور السوري في جنيف، بحيث تأمل الأمم المتحدة في أن تتمكّن الأطراف من إجراء "محادثات معمّقة" خلال الأسبوع. وتجمع هذه المحادثات 45 شخصاً تمّ اختيارهم بالتساوي من جانب دمشق والمعارضة وموفد الأمم المتحدة غير بيدرسن، بهدف إشراك ممثلين للمجتمع المدني.