محمد دهشة

بلبلة في أسواق صيدا والشريف يأمل استثناء من وزير الداخلية كي لا يُحكم عليها بالإعدام

27 آب 2020

02 : 00

إقفال الأسواق في صيدا

عكست البلبلة التي سادت أسواق صيدا وتجّارها، بين الإقفال العام ضمن إجراءات التعبئة العامة، وبين معاودة الإفتتاح، الواقع المتردّي الذي يعيشه اللبنانيون اليوم بين فكّي كماشة: الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة وتفشّي فيروس "كورونا"، مع الإرتفاع الصادم في أعداد المصابين، كامتداد للأزمات المتلاحقة التي أنهكت البلد وأفقدته القدرة على المواجهة من دون التجرّع من الكأس المرّة.

وأوضحت مصادر تجارية لـ"نداء الوطن" أنّ البلبلة تُرجمت بالفوضى بين التجّار الذين عمدوا صباحاً الى فتح محالهم التجارية وِفق ما قرّرته الجمعيّات التجارية في لبنان، غير أنّ اتصالاً جرى بين مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري ورئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس، تمنّت عليه التمهّل بالفتح مع الأعداد الصادمة لعدد المصابين والوفيات بالفيروس، وبانتظار قرار يصدره وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي وتنظيم بروتوكول للإجراءات الوقائية، اتّصل شماس بدوره برؤساء جمعيات المناطق، الذين لم يتمكّنوا من تبليغ كل التجّار بالتطورات المتسارعة ليلاً، فكانت البلبلة والفتح ثم الإقفال. في المقابل، تلقّت القوى الامنية تعليمات بالتشدّد بتطبيق قرار الإقفال العام، فسيرّت دوريات بهدف منع فتح المحال تحت طائلة تحرير محاضر ضبط في حقّ المخالفين، وانتظار القرار النهائي من الجهات المعنية، باعتبار أنّ التعبئة العامة بسبب جائحة "كورونا" والإقفال العام ما زالا ساريين ولم يتغيّر الحال.

ساعة من الوقت، كانت كافية لإيضاح الصورة، استوعب التجّار التطوّر المفاجئ، عمدوا الى الإقفال تجاوباً ووسط ترقّب، وأعرب عدد منهم عن قلقه من إستمرار الأوضاع على هذا النحو السيّئ، لأنّ الخسائر المتوالية والإقفال بين الحين والآخر أدّيا إلى إفلاس العديد منهم، فيما تساءل عدد آخر عن أسباب تفاوت تطبيق مقرّرات التعبئة العامة بين منطقة وأخرى، ما يجعلهم يشعرون بغياب العدالة".

وأمل رئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف أن يصدر الوزير محمد فهمي قراراً باستثناء الأسواق التجارية من الإقفال العام حتى لا يحكم على القطاع التجاري بالإعدام.

وقال الشريف لـ"نداء الوطن" إنّ "الأسواق التجارية تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، اذ لا يدخل اليها الكثير، خلافاً لواقع الحال في محلات بيع المواد الغذائية والتموينية، ناهيك عن افتتاح المحال في الجوار وباقي المناطق اللبنانية"، مُضيفاً "اننا كجمعيات تجّار نتعهّد مجدّداً الإلتزام بالإجراءات الوقائية الضرورية لجهة الزامية ارتداء أصحاب المحال والموظفين الكمّامات وطلب ذلك من الزبائن، وتعقيم اليدين والحفاظ على المسافة الآمنة".

وتلقّى الشريف اتصالاً من شماس لتنسيق الموقف من موضوع الإقفال أو عدمه، مشيراً الى "أنّ شماس تمنّى على جمعيات التجّار في المناطق ومن بينها صيدا، التريّث في استئناف قرار فتح الأسواق التجارية في ظلّ الإرتفاع الكبير بعدد الإصابات"، مؤكّداً "تجاوبنا وأقفلنا حتى لا نكسر قرار الدولة، ولكننا في المقابل نأمل في إصدار استثناء يساعدنا على مواجهة المخاطر التي تتهدّدنا نتيجة الأزمات المتلاحقة التي ضربت القطاع التجاري تفادياً للإفلاس والإقفال.

وخطورة الوضع الإجتماعي تزامناً مع سرعة انتشار الفيروس دفعت مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الى دقّ ناقوس الخطر من التأخّر في تعزيز جهوزية مستشفى صيدا الحكومي حتى يتمكّن من القيام بواجباته كاملة في استقبال ورعاية الأعداد المتزايدة من المصابين، التي تحوّل اليه من مختلف مناطق الجنوب والإقليم، وتقديم الرعاية الصحّية اللازمة لهم، هذا المطلوب وليس الإقفال لأنه يحمّل الناس أعباء المعيشة والبطالة وجمود الدورة الإقتصادية في المدينة، وماذا بعد ذلك!

وقال "إنّ المطلوب التشدّد في الإجراءات الوقائية المتّخذة للحدّ من تفشّي الوباء، لجهة الإلتزام بارتداء الكمّامة والتباعد الجسدي ومنع التجمّعات والاختلاط، وليس المطلوب الإقفال الذي يحمّل الناس أعباء المعيشة والبطالة وجمود الدورة الإقتصادية"، مُعلناً استمرار تعليق الصلوات في مساجد المدينة للحدّ من التجمّعات والإختلاط، وحرصاً على سلامة المصلّين والسلامة العامة، ويستطيع الإنسان أن يصلّي في بيته وفي أي مكان وهذه عظمة الإسلام".

وللمرة الثالثة، أطلق "تجمع المؤسّسات الأهلية" قافلة "من صيدا لبيروت.. منشيلك على كتافنا" من أمام مركز بلدية صيدا، بإشراف رئيس البلدية محمد السعودي وأعضاء التجمّع وفاعليات المدينة، بالتنسيق مع بلدية بيروت، وبرعاية المحافظ القاضي مروان عبود، وبدعم من SPF جمعية النجدة الشعبية الفرنسية، وبالتكامل مع الجهاز الفني مع شركة M.J Services Group لتنفيذ رشّ المبيدات وأعمال النظافة في مناطق الباشورة، المصيطبة، الجميزة، الكرنتينا وساحة الشهداء، وشارك الجميع في الوقفة التكريمية في باحة فوج الإطفاء – الكرنتينا".


MISS 3