الراعي يهاجم من يتقاسم الحصص الحكومية: لا ثقة بالمسؤولين ولتَجمع الدولة السلاح

02 : 00

الراعي خلال الجولة التفقدية (فضل عيتاني)

لم يوفّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال جولته على الأحياء المنكوبة في بيروت أهل السلطة الذين يتقاتلون على الحصص، وصوّب على السلاح غير الشرعي داعياً الدولة إلى جمعه.

قال الراعي من كنيسة مار مارون في الجميزة: "الله ينجينا من الأعظم لأنه إذا لم تعرف الدولة سبب هذه الكارثة، فستعاد". وأضاف: "الدستور هو الاساس والشعب هو المصدر وكنا ننتظر ممن يتحفظ ان يعطي براهين، ولا نقبل الاتهام بالعمالة". وسأل: "هل يختلف اثنان على أن السلاح متفلت في لبنان؟ الحل أن نقول للدولة لمّي السلاح"، معتبراً أن "خلاص لبنان الوحيد هو الحياد".

إلى ذلك، رأى الراعي إثر تفقده كنيسة مار جرجس في وسط بيروت، ان "للبنان دوراً في لقاء الحضارات وفي الاهتمام بحقوق الإنسان والسلام وهو يكون دولة قوية بجيشها وقانونها ودستورها، لذلك يجب ان يفرض سيادته من الداخل ومن الخارج ونحن ككنيسة وكبطريرك وكبطريركية لا نقول الا الحقيقة البيضاء لكرامتنا، نرفض اي ارتهان لأي جهة وقوتنا في قول الحقيقة لجميع الناس وليس لفئة دون أخرى. فليجاوبونا من هذا المنطق، لماذا كلما نتحدث يقولون اننا نقصد حزب الله؟".

وقال: "لقد تحدثنا عن القرارات والاستثناءات هل من أحد لا يرى السلاح المتفلت لتضع الدولة حداً لذلك وتحافظ على أمن المواطنين. نحن نخسر شبابنا فلتبسط الدولة سيادتها. انها الدويلات في قلب الدولة وليس دويلة في قلب الدولة. وليقم القضاء بعمله وليبق حراً فهو موجود وعليه التحقيق وتحميل المسؤوليات".

وأكد الراعي بعد تفقده مدرسة الفرير في الجميزة أن "ما حصل جريمة كبرى وجريمة ضد الإنسانية، فبعد ست سنوات من وجود مواد قاتلة لا أحد يحرك ساكناً. إنه أمر غير مقبول. لا يحق لهم ان يبقوا مكتوفي الأيدي. أما ما يقومون به حيال تأليف حكومة، فالبلد على الأرض وهم يبحثون عن الحصص. نحن ندين هذا الأمر أشد الإدانة".

وشدد الراعي من ساحة فوج إطفاء بيروت، على حاجة لبنان اليوم الى "حكومة طوارئ بكل ما للكلمة من معنى كما حصل في العام 1960 إثر ثورة الـ 1958، هذه الحكومة التي صنعت أفضل لبنان بوزرائها من أصحاب الكفوف النظيفة والحياديين".

وبعد ان رفع الصلاة عن راحة أنفسهم في باحة المركز سأل العزاء لأهلهم والشفاء للجرحى والراحة للمفقودين، وقال: "لقد قدمتم أغلى ما عندكم لقد تقدس المكان بدمائكم ومن هنا نطالب المسؤولين بتقديم المزيد من القيمة والتعزيزات والاحترام للفوج وإعطاء أفراده الأولوية، فكفى استهتاراً بمن يقدم للبنان أغلى ما يمكن. أطالب رسمياً بأن يعامل فوج الإطفاء بما يلزم ويليق بخدمتهم ورسالتهم من تعويضات وحقوق. هذا مطلبنا الأساسي نحن معكم نشكركم ونقدم كل الدعم لكم".

أضاف: "من هنا نقول للمسؤولين: ما قبل 4 آب ليس كما بعده، لأنهم لا يزالون كما هم وخصوصاً في تعاملهم مع الحكومة الجديدة وتأليفها. لا يعطون أهمية لما أصاب لبنان لتخبئة إهمالهم، الدستور هو طريقهم فليسلكوه".


MISS 3