روحاني يُقرّ بفعاليّة العقوبات الأميركيّة القاسية

طهران تُوافق على تفتيش موقعَيْن نوويّيْن مشبوهَيْن

02 : 00

روحاني خلال استقباله غروسي في طهران أمس (أ ف ب)

وافقت إيران أمس على دخول مفتّشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة قريباً إلى موقعَيْن نوويّيْن مشبوهَيْن كانت الوكالة تُطالب بالكشف عليهما، في ظلّ توتر قائم جرّاء سعي الولايات المتحدة إلى إعادة فرض عقوبات دوليّة على طهران، المنهكة أصلاً بسبب سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها الإدارة الأميركيّة.

وجاء في بيان مشترك نادر صادر عن الوكالة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، أن "إيران تمنح بشكل طوعي للوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة حق الوصول إلى موقعَيْن محدّدَيْن من جانب الوكالة". وأضاف: "تمّ التوافق على تواريخ دخول مفتّشي الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة وأنشطة التحقّق"، من دون تحديد المواعيد في البيان.

وبحسب متحدّث باسم منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة، فإنّ أحد الموقعَيْن المشبوهَيْن هو في وسط إيران بين محافظتَيْ أصفهان ويزد، والثاني على مقربة من طهران. وكانت إيران ترفض حتّى الأمس قبول طلب الوكالة، معتبرةً أنّه مبني على "إدعاءات إسرائيليّة".

ويأتي هذا الإعلان في وقت اختتم فيه مدير الوكالة الأرجنتيني رافاييل ماريانو غروسي، الذي يترأس الهيئة الدوليّة منذ العام 2019، أمس، زيارته الأولى إلى إيران، حيث التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء قبل أن يختتم الزيارة. وقال روحاني إنّ "إيران، كما في السابق، على استعداد للتعاون عن كثب مع الوكالة في إطار الضمانات". ووصف الاتفاق بـ"المفيد ويُمكن أن يُساعد أخيراً في تسوية قضايا".

ودعا روحاني غروسي إلى أن "يضع في الحسبان بأنّ إيران تُواجه أعداء لدودين لا يتعاونون مع الوكالة، ويسعون دائماً إلى التسبّب بمشكلات لطهران". وزار غروسي طهران شخصياً في خضمّ التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبّيين حول محاولة واشنطن تمديد حظر السلاح المفروض على إيران وإعادة فرض عقوبات دوليّة عليها.

وتقوم الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بالإشراف على أنشطة إيران النوويّة في إطار الاتفاقيّة المُبرمة العام 2015 بين الجمهوريّة الإسلاميّة والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، إضافةً إلى ألمانيا. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيّة، تبذل أطراف الاتفاق الأخرى جهوداً حثيثة لإنقاذه.

توازياً، أقرّ روحاني بانهيار إقتصاد النظام الإيراني جرّاء العقوبات القاسية التي فرضتها واشنطن على بلاده، وفق ما نقل تقرير "راديو فردا". وكشف روحاني خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أنّ العقوبات الأميركيّة خفّضت إيرادات إيران بمقدار 900 تريليون ريال إيراني، أي ما يُعادل 214 مليار دولار منذ أيّار 2018. وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الإيرانيين قدّموا تقديرات مختلفة عن الخسائر الضخمة في الإيرادات الناجمة عن العقوبات الأميركيّة.