إتّهمته بالتدخّل في شؤون روسيا الداخليّة

موسكو تستدعي ديبلوماسيّاً أميركيّاً

10 : 33

الكباش الأميركي - الروسي ينتقل إلى شوارع موسكو (أرشيف)

استدعت روسيا أمس مستشار سفارة الولايات المتّحدة الأميركيّة في موسكو تيم ريتشاردسون، للاحتجاج على ما تعتبره "تدخّلاً" قام به لمصلحة المعارضة الروسيّة عبر رسائل حول تظاهرة السبت الماضي التي قمعتها الشرطة بالقوّة. وأبدت الخارجيّة الروسيّة في بيان لها احتجاجها على نشر إدارة الشؤون القنصليّة التابعة للخارجيّة الأميركيّة عبر حسابها على "تويتر"، والبعثة الديبلوماسيّة الأميركيّة في روسيا على موقعها الرسمي، قبل التظاهرة "غير المرخّص لها" التي نُظِّمت في موسكو في الثالث من آب، خريطة تُظهر مسار الحملة الاحتجاجيّة.

وشدّدت الخارجيّة الروسيّة على أنّها تعتبر نشر الجانب الأميركي هذه الخريطة تحريضاً للمواطنين على المشاركة في الحملة ودعاية لها، ما يُمثّل، بحسب بيان الوزارة، محاولة للتدخّل في الشؤون الداخليّة لروسيا. وتأخذ موسكو على السفارة الأميركيّة إذاً أنّها نشرت معلومات تتعلّق بهذه التظاهرة التي تُطالب بانتخابات حرّة ونزيهة، ولم تسمح بها السلطات الروسيّة. كما دعوة السفارة المواطنين الأميركيين في روسيا عبر رسائل، إلى تجنّب المنطقة وحمل خريطة عن الطرق التي ستسلكها التظاهرة.

وكانت روسيا قد استدعت بالفعل ديبلوماسيّاً ألمانيّاً أمس الأوّل للتنديد بما تعتبره "دعوات مباشرة للتظاهر" وجّهتها قناة "دويتشه فيله" الألمانيّة على شبكات التواصل الاجتماعي. وأشارت الديبلوماسيّة الروسيّة في هذا المجال أيضاً إلى "تدخّل وانتهاك المعايير والأخلاقيّات الصحافيّة".

وتُواجه السلطات الروسيّة منذ أسابيع، واحدة من أهم حركات الاحتجاج منذ عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الكرملين في 2012. وتُطالب المعارضة بالسماح لمرشّحيها بالمشاركة في الانتخابات المحلّية التي ستُجرى في الثامن من أيلول. ونُظِم عدد كبير من التظاهرات في موسكو وقمعتها السلطات بشدّة، وأسفرت التظاهرتان الأخيرتان عن اعتقال أكثر من 1000 شخص، فيما حُكِمَ على جميع شخصيّات المعارضة تقريباً بالسجن لفترات قصيرة. وبعد قمع التظاهرة الأخيرة السبت الماضي، ندّدت المتحدّثة باسم السفارة الأميركيّة في موسكو على "تويتر" بـ "تقييد حقوق المواطنين الروس في التعبير عن أنفسهم". ومن المقرّر تنظيم تظاهرة احتجاج جديدة اليوم، سمحت بها السلطات هذه المرّة، في موسكو.

وفي سياق متّصل، جمّد القضاء الروسي أمس الأوّل الحسابات المصرفيّة التابعة لمنظّمة المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني وللمتعاونين معه، وذلك في إطار تحقيق بقضيّة "تبييض أموال". وكتبت المتحدّثة باسم نافالني، كيرا ايارميتش على "تويتر": "أمرت محكمة بريسنينسكي بتجميد الحسابات المصرفيّة التابعة لصندوق مكافحة الفساد ولبعض المتعاونين معه"، مضيفةً أنّ الحساب المصرفي الخاص بفريق نافالني قد جُمّد أيضاً "رغم أنّه لا يرد في هذه القضيّة". وكتب نافالني على مدوّنته الإلكترونيّة أنّ "ما يجري الآن هو المحاولة الأكثر عدائيّة لإسكاتنا، لكن لا جديد في ذلك"، مؤكّداً أنّه "لن يستسلم ولن يُغادر روسيا وسيُواصل أنشطته". واعتبر أن "الهدف الاستراتيجي من هذا الهجوم ومن كلّ الدعاوى القضائيّة الملفّقة، هو تخويفنا"، مضيفاً: "لا تخافوا من أن تُشاركوا في التظاهرات". ويقضي نافالني عقوبة بالسجن 30 يوماً.

يُشار إلى أن منظّمة "صندوق مكافحة الفساد" التابعة لنافالني خلف تحقيقات عدّة في شأن الحياة المرفّهة والفساد في أوساط النخب الروسيّة.


MISS 3