محمد دهشة

إسماعيل هنية في لبنان ولقاء "إفتراضي" مع عباس وقادة الفصائل الفلسطينية

1 أيلول 2020

02 : 30

هل يزور هنية المخيّمات الفلسطينية في لبنان؟

وسط الإنشغال اللبناني بتشكيل الحكومة العتيدة بعد تكليف السفير مصطفى أديب بأغلبية نيابية، واستقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يصل الى لبنان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، في زيارة هي الأولى له، ليُضفي على الحركة السياسية الفلسطينية زخماً إضافياً، في ظلّ التطورات المتسارعة والمخاطر التي تُحدق بالقضية الفلسطينية، بدءاً بـ"صفقة القرن"، وصولاً الى تطبيع العلاقات الثنائية بين الإمارات العربية المتّحدة واسرائيل، مع الخشية من أن تكرّ السبحة، بعد محاولات تهويد القدس والتهديد بضمّ أجزاء من الضفّة الغربية والاغوار وإطباق الحصار على غزة. وتكتسب زيارة هنية الى لبنان أهميّة خاصة، كونها تأتي في مرحلة شديدة الخطورة، إذ لا تُخفي القوى الفلسطينية ومعها أبناء المخيمات في لبنان، تسارع المؤامرة التي تُحاك ضدّ القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها وشطب حقّ العودة، وفي إعتقادهم أنّ الأشهر الفاصلة حتى موعد الإنتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني ستكون الأصعب بانتظار نتائجها، لجهة إعادة انتخاب ترامب مُجدّداً، أو وصول المرشّح الديمقراطي جو بايدن، الذي بدأ بإطلاق المواقف الإنتخابية تجاه القضية الفلسطينية، وآخرها أنّه يؤيّد حلّ الدولتين، ويرفض نيات اسرائيل ضمّ أراضي فلسطينية.

وأوضحت مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" أنّ زيارة هنية تتضمّن ثلاث مهمّات رئيسية: الأولى، عقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين والأمنيين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة الأحزاب والقوى السياسية والمراجع اللبنانية. الثانية، عقد إجتماعات داخلية مع كوادر ومسؤولي حركة "حماس" في لبنان والشتات لتقييم المرحلة السابقة ووضع خطّة للقادمة منها، والثالثة، لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بهدف إعلان موقف موحّد من رفض التطبيع. ومن المتوقّع أن يصل إلى بيروت إضافة إلى هنية، كلّ من الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي" زياد نخالة ونائب الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية" أبو أحمد فؤاد، ونائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية" فهد سليمان، والأمين العام المساعد لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" طلال ناجي.

على أنّ الحدث الأبرز سيتمثّل بعقد لقاء جامع مساء يوم الخميس، بين الضفّة الغربية ولبنان عبر تطبيق "زوم" أو "فيديو كونفرس"، وفي الضفّة، تمّت دعوة فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" الى اللقاء على مستوى الأمناء العامين، برئاسة رئيس حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية محمود عباس، على أن يكون في لبنان خلال اجتماع للأمناء العامين بمشاركة هنية ونخالة وسليمان وفؤاد وناجي، إضافة الى ممثّل منظمة "الصاعقة" وباقي أمناء الفصائل أو مسؤولي الصفّ الأول عن المنظّمة أو تحالف القوى الفلسطينية، وترتيبات مشتركة مع سفير فلسطين في لبنان أشرف دبّور، بهدف إعلان موقف موحّد من رفض التطبيع، وفتح كوّة في الجدار للسير قدماً في إنهاء الخلافات وتحقيق الوحدة الداخلية.

زيارة المخيّمات؟

المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان وليد كيلاني رجّح لـ"نداء الوطن" وصول هنية الى لبنان مساء الأربعاء أو صباح الخميس، مشيراً الى أنّ جدول الأعمال حافل باللقاءات والإجتماعات لبنانياً وفلسطينياً بهدف تنسيق الموقف الفلسطيني اللبناني والفلسطيني الداخلي لمواجهة "صفقة القرن"، وما يخطّط لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حقّ العودة وإنهاء عمل وكالة "الأونروا"، ارتباطاً باستراتيجية اسرائيل الجديدة التي تقوم على استغلال التغيير الدولي في ظلّ ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض الأمر الواقع.

في المقابل، لم يحسم مسؤولو "حماس" الإجابة عن سؤال ما اذا كان هنية سيزور المخيمات، بالرغم من التأكيد أنّ الحركة مهتمّة بشكل كبير باللاجئين الفلسطينيين في الشتات لا سيما في لبنان، مؤكّدين أنّ العديد من قيادات الحركة من الداخل والخارج زاروا المخيّمات الفلسطينية في لبنان ضمن رؤية الحركة بالتواصل مع شعبها الفلسطيني في كل أماكن وجوده، ومن بينهم القيادي البارز محمود الزهّار ومشير المصري وخليل الحية ورئيس الحركة في الخارج ماهر صلاح.


MISS 3