ماكرون في بغداد: تحصين السيادة ومواجهة الإرهاب

02 : 00

سلام "كورونا" بين ماكرون ونظيره العراقي في القصر الرئاسي في بغداد (أ ف ب)

في زيارة رسمية خاطفة هي الأولى له إلى العراق بهدف مساعدة البلاد على تأكيد "سيادتها" في وقت يجد العراقيون أنفسهم وسط توتر شديد بين واشنطن وطهران، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بغداد أمس قادماً من بيروت، ليكون أوّل رئيس دولة يزور العراق منذ تولّى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في أيار.

وأكد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي برهم صالح دعمه للعراق في محاربة الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية والوقوف ضد التدخلات الخارجية قائلاً: "مرّ العراق بفترةٍ مليئة بالتحديات لعدة سنوات مع الحرب والإرهاب، وعليكم أن تقودوا مرحلة انتقالية وستكون فرنسا الى جانبكم حتى يتمكن المجتمع الدولي من دعمكم".

ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن مبادرة "السيادة" التي كثر الحديث عنها فيما انتشرت تصريحات لمسؤولين عراقيين توقعوا إعلان مساعدات مالية أو عسكرية جديدة.

من جهته شكر الرئيس العراقي ماكرون على دعم فرنسا في محاربة تنظيم "داعش"، في حين أعرب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن أمله بأن تعمل فرنسا وأوروبا ككل على "استعادة الاستقرار" في المنطقة، وقال: "لا نريد أن نكون ساحة مواجهات، بل منطقة استقرار واعتدال"، مضيفاً أنّ فرنسا والعراق سيوقعان اتفاقيات في مجال الطاقة في المستقبل بالإضافة الى تعميق التعاون العسكري بين البلدين.

وخلال الأشهر الأخيرة، ضاعفت فرنسا إشارات الدعم للعراق عبر زيارة قام بها وزير خارجيتها جان إيف لودريان في تموز الفائت أكد خلالها "أهمية النأي بالنفس عن توترات المحيط". وفي 27 آب زارت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي بغداد وإربيل مشدّدة على ضرورة مواصلة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقبل توجه الرئيس الفرنسي الى بغداد أعلن في مؤتمره الصحافي الختامي في بيروت بأنّ "المعركة من أجل سيادة العراق أساسية للحؤول دون سيطرة القوى الإقليمية والإرهاب عليه".

وعلى عكس معظم المسؤولين الأجانب، لن يتوقف الرئيس الفرنسي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي، بل سيلتقي عوضاً عن ذلك مسؤولين أكراداً بينهم رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في بغداد.

وتسعى فرنسا إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية مع العراق الذي يعد وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية ضمن أكثر عشرين دولة فساداً في العالم. ومن المرجح ان يناقش ماكرون خلال زيارته، مصير 11 فرنسياً حكم عليهم القضاء العراقي العام الماضي بالإعدام لانضمامهم إلى منظمات متطرفة في العراق.

وقال مسؤول عراقي إن زيارة ماكرون المتمحورة حول "سيادة العراق" تشكل أيضاً رسالة غير مباشرة الى تركيا، التي نفّذت عملية عسكرية جوية وبرية هاجمت فيها مقاتلين أكراداً في شمال البلاد في تموز ما أثار غضب بغداد التي ندّدت بانتهاك أراضيها. (أ ف ب)