جعجع: أزمتنا وجودية... فأين يريد أن يصل "حزب الله" بالوضع؟

02 : 00

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنّ "انفجار‎ ‎بيروت،‎ ‎لن‎ ‎يمر‎ ‎من‎ ‎‎دون‎ ‎عقاب‎.‎‏ لا‎ ‎يعتقدن‎ ‎أحد‎ ‎أن‎ ‎بإمكانه‎ ‎لفلفة‎ ‎هذا‎ ‎الموضوع، وهذا الانفجار‎ ‎أكبر‎ من‎ ‎أي‎ ‎فريق‎ ‎أو‎ ‎مسؤول‎ ‎أو‎ ‎حزب،‎ ‎أكبر‎ ‎من‎ ‎‎الجميع،‎ ‎ولن‎ ‎يكون‎ ‎بالإمكان‎ ‎الإفلات‎ ‎من‎ ‎العدالة، ولأننا‎ ‎لا‎ ‎نثق‎ ‎بالسلطة‎ ‎‎القائمة،‎ ‎فإننا‎ ‎نطالب‎ ‎بتحقيق‎ ‎دولي‎ ‎شفاف‎ ‎وموثوق،‎ ‎ولقد‎ ‎نظمنا‎ ‎‎عرائض‎ ‎نيابية‎ ‎وشعبية‎ ‎لهذا‎ ‎الغرض".

أضاف: "نحن نواجه‎ ‎أزمة‎ ‎وجودية‎ ‎كيانية‎.‎‏ أزمة‎ ‎لا‎ ‎تشبه‎ ‎أيا‎ ً‎من‎ ‎الأزمات‎ ‎التي‎ ‎‎مررنا‎ ‎بها‎ ‎منذ‎ ‎العام‎ ‎‏ 1975، أزمة‎ ‎حاصرت‎ ‎شعبا‎ ً‎بكامله،‎ ‎كادت‎ ‎تدمر‎ ‎‎أحلامه‎ ‎وطموحاته،‎ ‎حاضره‎ ‎ومستقبله،‎ ‎وأفقدته‎ ‎الثقة‎ ‎بدولته‎ ‎وحكامه‎ ‎‎وكادت أن‎ ‎تفقده‎ ‎ثقته‎ ‎بنفسه".

ولفت الى ان "هذه‎ ‎الأزمة‎ ‎الممتدة‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎اتجاه‎ ‎ومجال،‎ ‎تعود‎ ‎في‎ ‎جوهرها‎ ‎إلى‎ ‎‎عاملين‎ ‎أساسيين، أولا التعدي‎ ‎الحاصل‎ ‎على‎ ‎الدولة،‎ ‎ودستورها‎ ‎وسيادتها‎ ‎‎وسلطتها‎ ‎ومؤسساتها‎ ‎وقرارها‎ ‎من‎ ‎دويلة‎ ‎نمت‎ ‎في‎ ‎كتفها‎ ‎وعلى‎ ‎حسابها،‎ ‎‎مما‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎شللها، فلا ‎تغيير‎ ‎يرتجى،‎ ‎ولا‎ ‎إصلاحات‎ ‎فعلية‎ ‎ولا‎ ‎انتخابات‎ ‎نافعة‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎‎يتم‎ ‎تحرير‎ ‎قرار‎ ‎الدولة‎ ‎وسلطتها،‎ ‎وإذا‎ ‎لم‎ ‎يصبح‎ ‎سلاح‎ ‎الدولة‎ ‎هو ‏السلاح‎ ‎الوحيد".

وقال: "هنالك‎ ‎كلمة‎ ‎سحرية‎ ‎‎تختصر أسباب‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎وصلنا‎ ‎إليه "تفاهم‎ ‎مار‎ ‎مخايل" الذي‎ ‎طبعا‎ ً‎مار‎ ‎‎مخايل‎ ‎براء‎ ‎منه‎ ‎تماماً، والتفاهم ‎ ‎بحد‎ ‎ذاته‎ ‎صفقة‎ ‎بين‎ ‎حزبين‎ ‎على‎ ‎‎تأمين‎ ‎مصالحهما‎ ‎الحزبية‎ ‎الضيقة‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎لبنان‎ ‎الوطن،‎ و‎بدلا‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎يدخل‎ ‎حزب‎ ‎الله في‎ ‎كنف‎ ‎الدولة،‎ ‎دخلت‎ ‎الدولة‎ ‎أكثر‎ ‎فأكثر‎ ‎‎في‎ ‎كنف حزب‎ ‎الله. وبالمناسبة،‎ ‎أتوجه‎ ‎إلى‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎بكل‎ ‎وضوح‎ ‎ومسؤولية‎ ‎لأقول‎ ‎‎له‎ :‎الى‎ ‎أين‎ ‎تريد‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎يصل‎ ‎الوضع‎ ‎في‎ ‎لبنان؟ ‏هل‎ ‎هناك‎ ‎بعد‎ ‎اسوأ‎ ‎مما‎ ‎‎نعيشه؟"

واشار جعجع الى انه "حان‎ ‎أوان‎ ‎الاعتراف‎ ‎بالواقع‎ ‎والوقائع،‎ ‎وإجراء‎ ‎مراجعة‎ ‎‎للسياسات‎ ‎والخيارات، لا ‎يمكن‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎‎أن‎ ‎يستمر‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يغير‎ ‎في‎ ‎توجهاته‎ ‎وسلوكه،‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎ينظم‎ ‎‎علاقاته‎ ‎مع‎ ‎الدولة‎ ‎كأي‎ ‎حزب‎ ‎سياسي‎ ‎آخر،‎ ‎وينخرط‎ ‎في‎ ‎مشروع‎ ‎إعادة‎ ‎‎بنائها‎، وعليه أن‎ ‎يسلم‎ ‎قرار‎ ‎الحرب‎ ‎والسلم‎ ‎للدولة".

وقال: "دقت‎ ‎ساعة‎ ‎‎الحقيقة،‎ ‎وحان‎ ‎أوان‎ ‎القرارات‎ ‎الصعبة‎ ‎والجريئة، والرؤوس‎ ‎الفاسدة‎ ‎المجرمة‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎تسقط‎ ‎وستسقط،‎ ونقطة‎ ‎البداية‎ ‎في‎ ‎التغيير‎ ‎ستكون‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎. والانتخابات‎ ‎المبكرة‎ ‎من‎ ‎الطبيعي‎ ‎أن‎ ‎تجري‎ ‎على‎ ‎أساس‎ ‎القانون‎ ‎‎الحالي‎".

واعتبر أن "اتفاق‎ ‎معراب،‎ ‎وبخلاف‎ ‎ما‎ ‎يظنه‎ ‎أو‎ ‎يدعيه‎ ‎البعض،‎ ‎هو‎ ‎في‎ ‎‎منطلقاته‎ ‎الأولية‎ ‎مصالحة‎ ‎وجدانية‎ ‎تاريخية‎ ‎أخلاقية،‎ ولكن،‎ ‎وللأسف،‎ ‎ ‎تبين‎ ‎لاحقا‎ ً‎أن‎ ‎الطرف‎ ‎الآخر‎ ‎أراده‎ ‎مجرد‎ ‎‎مصلحة‎ ‎سياسية‎ ‎آنية‎ ‎بحتة،‎ ‎بعكس‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎ورد‎ ‎في‎ ‎اتفاق‎ ‎معراب، و‏أردناه‎ ‎لبناء‎ ‎دولة‎ ‎المؤسسات،‎ ‎وغيرنا‎ ‎استعمله‎ ‎لبسط‎ ‎سلطة‎ ‎‎الميليشيات، واردناه‎ ‎لنرضي‎ ‎به‎ ‎طموح‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎الرئاسي‎ ‎منذ‎ ‎العام ‎ ‎‎1988‎ونسدل‎ ‎الستارة‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎القصة‎ ‎لمرة‎ ‎واحدة‎ ‎وأخيرة‎ ‎لنبدأ‎ ‎بعدها‎ ‎‎فصلاً‎ ‎جديداًَ،‎ ‎وهم‎ ‎أرادوه‎ ‎ليعيدونا‎ ‎إلى‎ ‎العرض‎ ‎المسرحي‎ ‎ذاته‎ ‎من‎ ‎‎جديد،‎ ‎فيوقفوا‎ ‎الزمن‎ ‎والمستقبل‎ ‎والسياسة‎ ‎والاقتصاد‎ ‎والحياة‎ ‎الوطنية‎ ‎‎برمتها،‎ ‎ورهنها‎ ‎بانتظار‎ ‎تحقيق‎ ‎الطموح‎ ‎الرئاسي‎ ‎لمن‎ ‎هو‎ ‎بعد‎ ‎عون، وكأن‎ ‎مستقبل‎ ‎اللبنانيين‎ ‎ولقمة‎ ‎عيشهم‎ ‎وحياتهم‎ ‎مسخّرة‎ ‎خدمة‎ ‎‎لمآرب‎ ‎وطموحات‎ ‎هؤلاء، فلا‎ ‎يلبث‎ ‎أن‎ ‎يصل‎ ‎العم‎ ‎إلى‎ ‎الرئاسة‎ ‎حتى‎ ‎‎يسارع‎ ‎الصهر‎ ‎إلى‎ ‎تمشيط‎ ‎ذقنه‎ ‎وتعريض‎ ‎كتفيه‎ ‎ولو‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎‎اللبنانيين‎ ‎ومدخراتهم‎ ‎وأعمالهم‎ ‎وحاضرهم‎ ‎ومستقبل‎ ‎أولادهم،‎ ‎ولو‎ ‎على‎ ‎‎حساب‎ ‎حياتهم". وفي ما خصّ النقاش حول الدولة المدنية قال:‎" ‎نحن‎ ‎منفتحون‎ ‎على‎ ‎أي‎ ‎نقاش‎ ‎وحوار‎ ‎‎يلبي‎ ‎تطلعات‎ ‎الرأي‎ ‎العام‎ ‎اللبناني، وأما‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎يتعلق‎ ‎بتوزيع‎ ‎مراكز‎ ‎الدولة‎ ‎على‎ ‎المجموعات‎ ‎‎اللبنانية،‎ ‎فلا‎ ‎علاقة‎ ‎له‎ ‎بمدنية‎ ‎الدولة‎ ‎أو‎ ‎عدمها،‎ ‎بل‎ ‎له‎ ‎علاقة‎ ‎بتركيبة‎ ‎‎لبنان‎ ‎التعددية، واريد ‎ ‎أن‎ ‎أقول‎ ‎للبعض‎ ‎الذي‎ ‎يطرح‎ ‎حينا‎ ً‎عقدا‎ ً‎اجتماعيا‎ ً‎جديداً،‎ ‎‎وأحياناً‎ ‎مؤتمرا‎ ً‎تأسيسياً،‎ ‎أننا‎ ‎جاهزون‎ ‎وجاهزون‎ ‎دائما،‎ ‎ولكن‎ ‎ليس‎ ‎‎كما‎ ‎تشتهيه‎ ‎رغباتهم‎. ‎إذا‎ ‎أرادوا‎ ‎مؤتمرا‎ ً‎تأسيسيا‎ ً‎جديداً،‎ ‎فأهلاً‎ ‎وسهلاً‎ ‎‎ولكن‎ ‎فليعلموا‎ ‎أن‎ ‎محوره‎ ‎الأساسي‎ ‎سيكون‎ ‎اللامركزية‎ ‎الموسعة".


MISS 3