الاتحاد الأوروبي يُدين إعدام "المصارع الإيراني"

واشنطن تتوقّع عقوبات أوروبية على طهران

02 : 00

إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري أثار موجة غضب حول العالم (أ ف ب)

بينما لا تزال الولايات المتحدة تُمارس سياسة "الضغوط القصوى" على إيران لدفعها للجلوس الى طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاق نووي جديد وشامل وفق الشروط الأميركيّة الصارمة، توقّعت الخارجيّة الأميركيّة أمس من شركائها الأوروبّيين فرض عقوبات على طهران، إذ كشفت المتحدّثة باسم الخارجيّة مورغان أورتاغوس لـ"العربية - الحدث" أنّها على قناعة أن الشركات الأوروبّية وحلفاء واشنطن سيحترمون عقوباتها.

وفي الغضون، حضّت الولايات المتحدة محكمة العدل الدوليّة على رفض طلب إيران الهادف إلى رفع العقوبات الأميركيّة التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على الجمهوريّة الإسلاميّة، معتبرةً سلوك إيران "تهديداً خطراً للأمن العالمي". وأكد ممثلو واشنطن أن المحكمة ومقرّها لاهاي، لا تتمتّع بالاختصاص للحكم في الشكوى التي تقدّمت بها إيران العام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، الذي ترافق مع إعادة فرض عقوبات قاسية أحاديّة الجانب على طهران.

وفي هذا الإطار، أكد المستشار القضائي بالإنابة للخارجيّة الأميركيّة ماريك سترينغ أمس أن "جهود إيران الرامية إلى إدخال الخلاف في نطاق عمل هيئة قضائيّة لا يعنيها ذلك، لا أساس لها من الصحة إطلاقاً". وقال أمام القضاة: "نطلب منكم احترام رفض طلب إيران"، مضيفاً: "التدابير التي تطعن بها إيران لا تزال أساسيّة بالنسبة إلى واشنطن، في مواجهة تهديدات الأمن القومي التي تُمثلها إيران".

ورأى سترينغ أن العقوبات الأميركيّة ضروريّة للردّ على "البرنامج النووي (الإيراني) المزعزع للاستقرار"، وكذلك على "أنشطتها في مجال الصواريخ الباليستيّة ودعمها للإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي". وستعقد محكمة العدل الدوليّة جلسات على مدى أسبوع للنظر في اختصاصها للحكم في القضيّة، فيما سيتمكّن ممثلو إيران من الردّ على التصريحات الأميركيّة الأربعاء.

توازياً، أكدت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة أنّها ما زالت تُحقّق في المواد والأنشطة غير المعلنة لإيران، بحيث قال أمين عام الوكالة رفائيل غروسي خلال بداية اجتماع مجلس المحافظين في فيينا: "الوكالة ما زالت تُحقّق في المواد والأنشطة النوويّة غير المُعلنة في إيران". كما شدّد على أن عمل الوكالة للتحقّق من عدم تحويل المواد النوويّة التي أعلنت عنها إيران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها، متواصل.

كذلك، كشف أنّه "ما زلنا نُحلّل العيّنات التي أخذها مفتّشونا من أحد الموقعَيْن اللذَيْن اتفقنا مع إيران قبل أسابيع على زيارتهما"، لافتاً إلى أن "الوصول للموقع الثاني المحدّد سيحدث في وقت لاحق من هذا الشهر". وكان رئيس منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة علي أكبر صالحي قد أعلن أن هناك 1044 جهاز طرد مركزياً تعمل حاليّاً على تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو"، وذلك في إطار خفض طهران لالتزاماتها إزاء الاتفاق النووي.

على صعيد آخر، ضمّ الاتحاد الأوروبي صوته إلى الأصوات المندّدة بإعدام إيران للمصارع نويد أفكاري الذي دين بقتل موظّف حكومي خلال تظاهرات حاشدة ضدّ النظام في جنوب البلاد العام 2018. وأكد المتحدّث باسم المفوضيّة الأوروبّية بيتر ستانو في بيان أن "الاتحاد الأوروبي يُدين عمليّة الإعدام هذه بأشدّ العبارات"، فيما رأت منظّمة العفو الدوليّة أن "الإعدام السرّي" لأفكاري السبت يُمثّل "مهزلة مروّعة للعدالة تحتاج إلى تحرّك دولي فوري". وفي هذا الملف أيضاً، استدعت الخارجيّة الإيرانيّة السفير الألماني هانس أودو موتسِل على خلفيّة تغريدات للسفارة مندّدة بإعدام أفكاري، وأبلغته رفضها "التدخّل الخارجي" في شؤونها الداخليّة.


MISS 3