دخول فرنسي قويّ على الخطّ واهتمام مصري

أديب طلب تأجيل لقائه وعون إلى اليوم فتأخّر الإعتذار إلّا إذا...

02 : 00

جولة للسفير المصري لتقريب وجهات النظر (دالاتي ونهرا)

دخل الكباش حول تأليف الحكومة ربع الساعة الأخير قبل الإنفراج أو الإنفجار. وبالرغم من تمديد المهلة الى نهاية الأسبوع، الا أنّ الساعات المقبلة تشي بأنّ الامور ذاهبة الى اتّخاذ الرئيس المكلّف مصطفى أديب القرار الحاسم.

وكسر الرئيس سعد الحريري الصمت بتغريدة تؤشر إلى عدم التراجع عن دعم تشكيلة الرئيس المكلف مصطفى أديب التي تناسب لبنان، وكتب عبر حسابه على "تويتر": "‏وزارة المال وسائر الحقائب الوزارية ليست حقاً حصرياً لأي طائفة، ورفض المداورة إحباط وانتهاك موصوف في حق الفرصة الاخيرة لانقاذ لبنان واللبنانيين".

فيما كتب رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على "تويتر": "يبدو ان البعض لم يفهم او لا يريد ان يفهم بان المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لانقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها بكل وضوح. وعاد كبار الافرقاء الى لعبة المحاصصة مع ادخال اعراف جديدة من دون الاتصال بأحد يقودها. هواة جدد على الساحة. وشكراً للسيد بومبيو على لزوم ما لا يلزم".

مبادرة قائمة لساعات

ووِفق مصادر مطّلعة فإنّ أديب "الذي كان القصر الجمهوري على موعد مع وصوله عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر أمس، اتّصل صباحاً برئيس الجمهورية ميشال عون، وطلب منه تأجيل الموعد الى اليوم وفي التوقيت ذاته، مُبرّراً طلبه بإفساح المجال أمام الإتّصالات الداخلية والخارجية في ضوء الدخول الفرنسي القويّ على الخطّ عبر السفير برنار ايميه، مايسترو خلية الأزمة التي شكّلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، إذ شهد مساء أمس الأول حركة كثيفة للإتّصالات بين باريس وبيروت واستمرت أمس بنهاره وليله، وشارك فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تنقّل بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط".

وقالت المصادر لـ"نداء الوطن" إنّ "الإلحاح الفرنسي على تشكيل الحكومة يرتبط في جانب كبير منه بتعهّد الرئيس ماكرون بالدعوة الى مؤتمر دولي في تشرين الأول المقبل لدعم لبنان، وبالتالي، لا بدّ من وجود حكومة مُكتملة الأوصاف القانونية والدستورية، لترجمة التوصيات والمقرّرات، وفي مقدّمها، تسييل مقرّرات مؤتمر "سيدر" وفتح باب المساعدات الدولية لاستنقاذ الواقع الإقتصادي والمالي المُنهار".

وأكّدت أنّ "المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة، والمسألة مُرتبطة بإرادة الأطراف اللبنانيين، الّا أنّ العقوبات التي صدرت في حقّ الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس دفعت بأفرقاء، لا سيّما الثنائي الشيعي، الى التصلّب في أمور كان من المُمكِن أن يتساهل بشأنها مرحلياً. كذلك، فإنّ من يعرف الرئيس المكلّف يلمس بوضوح أنّه لا يريد الدخول في مواجهة مع الشيعة، وفي الوقت نفسه، ليس بوارد الخروج من دائرة الموقف السنّي الذي اختاره بداية للمهمّة، قبل أن توافق الكتل النيابية على تسميته".

وأشارت الى أنّ "الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي مهتمّ جدّاً بالوضع اللبناني، وأنّ سفيره لدى لبنان تحرّك باتّجاه القيادات اللبنانية، ناقلاً قلق السيسي من التطوّرات الحكومية غير المشجّعة، واستعداده للتدخّل للمساعدة في إيجاد حلول سريعة".

وفي هذه الاجواء، لفت الحراك المصري على خط تذليل العقبات من امام التأليف، وبرزت زيارة للسفير المصري لدى لبنان ياسر علوي الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث عرض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، ولم يدل بعد الزيارة بأي تصريح. وتوجه علوي الى اليرزة للقاء السفير السعودي وليد بخاري.

وبحسب بيان المكتب الاعلامي في سفارة المملكة العربية السعودية، تم في خلال اللقاء "استعراض لأبرز التطورات على الساحة اللبنانية والإقليمية بإلاضافة إلى القضايا ذات الإهتمام المشترك". كذلك، زار علوي المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، في مكتبه بثكنة المقر العام، في زيارة تخللها عرض للأوضاع العامة في البلاد.

عون وفلسطينيو اليرموك

وكان لافتاً أمس ما قاله عون أمام المفوّض العام لـ"الأونروا" السيد فيليب لازاريني، إذ أعرب عن أمله في "أن تنجح مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأبعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية"، وفي ذلك مؤشّر الى انحياز رئاسي بالكامل الى المبادرة الفرنسية، "وعدم موافقة على العراقيل التي توضع في وجه تأليف الحكومة، من أي جهة أتت".

كذلك، لفت قول عون "إنّ لبنان ما زال ينتظر تجاوب الدول المعنية مع طلبه تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وكذلك الفلسطينيين الذين أتوا من سوريا الى لبنان، نتيجة استهداف مخيّم اليرموك الفلسطيني في سوريا، لأنّ لبنان عانى من تداعيات النزوح السوري واللجوء الفلسطيني ما يكفي لوضع حدّ لهذه المعاناة"، وهي المرّة الأولى التي يطرح فيها عون مسألة الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيّم اليرموك في سوريا، في مؤشّر الى الإمتعاض الرئاسي من العراضات التي رافقت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنيّة الى لبنان، في ظلّ تقارير أشارت الى أنّ الحشد الذي استقبل هنيّة في مخيّم عين الحلوة، جلّه من النازحين من مخيّم اليرموك".


MISS 3