واشنطن: العقوبات على إيران تدخل حيّز التنفيذ مساءَ السبت

طهران تتوعّد الإمارات والبحرين بـ"عواقب وخيمة"

02 : 00

بومبيو وراب خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن أمس (أ ف ب)

كما قبل "اتفاق ابراهيم" كذلك بعده، لا توفّر إيران مناسبة لكي تُعيد تذكير كافة الدول في الشرق الأوسط والعالم بأنّها دولة قادرة على تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، بخطابات وتهديدات عابرة للحدود تستهدف دول الخليج العربي على وجه التحديد، كان آخرها تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الإمارات العربيّة المتحدة والبحرين بـ"عواقب وخيمة" مرتقبة، لتوقيعهما اتفاقيّتي التطبيع مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، محذّراً من تأثيرات لذلك ستطال الأمن في المنطقة.

ومن دون أن يُسمّي البلدَيْن المعنيّيْن، سأل الرئيس الإيراني خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "كيف يُمكنكم مدّ أيديكم إلى إسرائيل، ومن ثمّ تُريدون منحها قواعد في المنطقة؟ كلّ العواقب الوخيمة التي ستنتج عن ذلك ستقع على عاتقكم، أنتم الذين تقومون بأمر غير قانوني ضدّ أمن المنطقة"، في حين حذّر علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة للشؤون الدوليّة، من أن "الإمارات والبحرين ستدفعان ثمن عملهما المخزي".

واعتبر ولايتي، الذي شغل سابقاً منصب وزير الخارجيّة لفترة طويلة، أنّ "بعض الحكومات التابعة في الخليج الفارسي أصبحت دمى لأميركا وإسرائيل على أمل الدعم المزيّف لها، وبنت آمالاً فارغة على أوهام ومنزلاً على الماء".

وبينما يؤكد المسؤولون الأميركيّون أن العقوبات الدوليّة ضدّ إيران ستُنفَّذ في إطار "آليّة الزناد" السبت المقبل، رأى الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة ستفشل في تفعيل هذه الآليّة، مشيراً إلى أن يومَيْ السبت والأحد القادمَيْن سيكونان "انتصاراً للشعب الإيراني".

وتوازياً، أعلنت طهران على لسان ممثلها حميد رضا علومي يازدي أمام محكمة العدل الدوليّة أن العقوبات الأميركيّة التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران تُمثل "جهداً خبيثاً لخنق الاقتصاد الإيراني وتدمير حياة الملايين".

في المقابل، أكد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني دومينك راب أن قدرة إيران على إرسال الأسلحة إلى العالم تقلّصت، واصفاً طهران بالراعية الأولى للإرهاب. وشدّد بومبيو على أن واشنطن ستعود إلى الأمم المتحدة لإعادة فرض العقوبات وحظر السلاح على إيران، فيما جدّد راب تعهّد لندن بعدم السماح لطهران بالحصول على السلاح النووي.

وكان وزير الخارجيّة الأميركي قد وصف في وقت سابق إعدام السلطات الإيرانيّة المصارع نافيد أفكاري بـ"العمل الحقير". وطالب قادة العالم بعدم استقبال وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف حتّى الإفراج عن إخوة أفكاري من السجن وإعادة جميع المحتجزين الأجانب ظلماً. واعتبر بومبيو أن حكومة ظريف أعدمت شاباً بعد تعذيبه بقسوة لترهيب المحتجّين الإيرانيين، مطالباً الديموقراطيّات حول العالم بالوقوف بحزم ورفض وحشيّة النظام الإيراني.

وفي الأثناء، أكد الممثل الأميركي الخاص للشأن الإيراني إليوت أبرامز أن كلّ العقوبات الدوليّة على إيران ستدخل حيّز التنفيذ ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت واشنطن السبت المقبل، وهذا ما يُعيد فرض حظر الأسلحة على إيران إلى أجل غير مسمّى. وأوضح أبرامز خلال مؤتمر صحافي أن هناك قيوداً إضافيّة ستعود بما فيها منع إيران من الانخراط في أنشطة التخصيب النووي وإعادة المعالجة، وحظر تطوير البرامج الصاروخيّة وفرض عقوبات على نقل تكنولوجيا نوويّة وصاروخيّة إلى إيران. وأضاف: "سنقول لمصنّعي الأسلحة وتجّار الأسلحة حول العالم، إنّكم إذا انخرطتم في العمل مع إيران فستُفرض عليكم كلّ العقوبات الأمميّة وسترون ذلك يتحقّق".

وبالتزامن، دعا بيان مشترك لكلّ من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إيران، إلى الوفاء التام بالتزاماتها النوويّة والمحافظة على الاتفاق النووي. وشدّد البيان على أن عدم وفاء طهران بالتزاماتها أمر مقلق ويُلحق ضرراً خطراً باتفاقيّة حظر انتشار الأسلحة النوويّة. كما أعربت الدول الثلاث عن قلقها الكبير في شأن إعلان إيران تشييد مبنى لإنتاج أجهزة طرد مركزي متطوّرة قرب محطة "نطنز" النوويّة، مطالبةً طهران بالتوقف عن إنتاج هذه الأجهزة.


MISS 3