محمد دهشة

اللقاء الثنائي "الفتحاوي - الحمساوي" في بيروت رسالة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام

19 أيلول 2020

02 : 01

اللقاء الثاني لتأكيد المصالحة

من المقرر، ان يغادر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية لبنان، بعد زيارة استمرت نحو اسبوعين التقى خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين وشارك في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في سفارة فلسطين بالتزامن مع اجتماع مماثل في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس بهدف انهاء الانقسام وانجاز المصالحة واطلاق موقف موحد من رفض التطبيع مع "اسرائيل".

الزيارة التي اثارت ضجة في بعض الاوساط اللبنانية حول توقيتها وأهدافها، رفدت الحراك السياسي الفلسطيني بزخم غير مسبوق، لجهة الجولة التي قام بها الى عين الحلوة واطلاق المواقف السياسية، أو لجهة لقاء مختلف الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية ومن بينها حركة "فتح" في لبنان تكريساً للتقارب بين الطرفين بعد مرحلة من الفتور والقطيعة، في وقت غادر فيه الوفد القيادي "الحمساوي" بيروت وبقي هنية لاستكمال بعض اللقاءات السياسية ومتابعة قضايا داخلية تخص الحركة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ نداء الوطن"، ان لقاء قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" وفي مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، وبمشاركة أرفع المسؤولين فيهما، حمل رسالة واضحة على رغبتهما الشديدة في السير قدماً بالمصالحة حتى النهاية وطي صفحة الخلافات نهائياً، ورداً مباشراً على بعض "المشككين" بان المصالحة "صورية" وستفشل عند اول استحقاق ميداني كما حصل سابقاً، مؤكدة ان الظروف السياسية والتطورات المتسارعة من "صفقة القرن" الى التطبيع تفرض نمطاً جديداً ترجم بالتوافق على تشكيل لجان وتحديد مهل زمنية ورسم خارطة طريق للمقاومة الشعبية بكافة اشكالها، على قاعدة ان الجميع سيكون خاسراً اذا لم تتحق الوحدة في هذه المرحلة الاخطر من تاريخ القضية الفلسطينية.

في المقابل، واصل المفوض العام لوكالة "الاونروا" فيليب لازاريني زيارته الى لبنان والتقى سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور في مقر السفارة في بيروت، يرافقه مدير شؤون الوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني، حيث شرح لازاريني التحديات التي تواجهها الاونروا، مشيراً الى كلمته امام جامعة الدول العربية بان الاستثمار في الاستقرار يكون عبر التنمية البشرية ودعم اللاجئين اقتصادياً والاستمرار في تقديم التمويل للوكالة، بينما اكد السفير دبور عتفاقم الازمة الاقتصادية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في ظل اوضاع صعبة على كافة الصعد، املاً من الوكالة مضاعفة جهودها في التخفيف من معاناة اللاجئين، مثنياً على الدول الاوروبية الصديقة والتي على الرغم من كافة الضغوطات التي تمارس عليها لم تتخل عن التزامها الانساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين وما زالت تقوم بدورها في دعم الميزانية العامة للاونروا، موجهاً لها تحية اكبار واجلال.

وبين زيارتي هنية ولازاريني، بقيت قضية السجناء الفلسطينيين في رومية مدار اهتمام سياسي ومتابعة شعبية وتحركات احتجاجية داخل المخيمات وخارجها، خاصة بعد تأكيد نقيب الاطباء اللبنانيين شرف ابو شرف وجود اصابات كثيرة بفيروس "كورونا" ما ينذر بأزمة صحية خطيرة، ونظم اهالي السجناء الفلسطينيين، اعتصاماً امام مسجد "خالد بن الوليد" في الشارع التحتاني لمخيم عين الحلوة، تحدث فيه الشيخ حسين قاسم، وممثل حركة "حماس" في عين الحلوة خالد زعيتر والحاجة أم نعيم باسم "لجنة اهالي السجناء"، فدعوا الى ابعاد موضوع السجناء عن التجاذبات السياسية والتعاطي معه بنظرة انسانية لانقاذ اولادهم من خطر الموت جراء تفشي "كورونا".

ونظم اهالي موقوفي احداث عبرا، اعتصاما امام مسجد "بلال بن رباح" في عبرا، للمطالبة بالعفو العام عن الموقوفين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في ظل تفشي فيروس "كورونا" في صفوفهم.

وبقيت قضية تفشي فيروس كورونا في المخيمات مدار اهتمام صحي لبناني وفلسطيني، وتفقد الدكتور عبد الرحمن البزري يرافقه مدير مكتب لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الحكومة المهندس عبد الناصر الأيي وأمين سر "تجمع المؤسسات الأهلية" في منطقة صيدا ماجد حمتو، مستشفى "النداء" الإنساني في عين الحلوة، حيث اطلع على إستعداداته لإستقبال مرضى الكورونا، وجالوا على أقسامه وتحديدا في تلك التي سيتم تأهيلها من أجل إستقبال المرضى.

واعتبر البزري، أن لهذا المستشفى دوراً هاماً في مكافحة "الكورونا" في منطقة صيدا وعين الحلوة كونه موجوداً داخل المخيم، وقادراً على إستقبال العديد من الحالات خاصة غير القادرة على الخروج من المخيم لأسبابٍ متعددة، مؤكدا أن ملف المستشفى سيُدرس في اللجنة الصحية العُليا التي تجتمع أسبوعياً من أجل متابعة وضع الكورونا عند الإخوة الفلسطينيين، وذلك من أجل إيجاد الصيغة المناسبة لدعم هذا المستشفى وتأهيله.