بعبدا تتلطّى خلف "العقدة السنية - الشيعية" لتشهر "طهراً" وزارياً

02 : 00

دوائر بعبدا تبعد العقد الحكومية عنها بعكس نواياها (رمزي الحاج)

ربما يظن البعض ممن هم في موقع السلطة، انه يمكن الاستثمار على المبادرة الفرنسية الجريئة الى أبعد الحدود، في عملية ابقاء باب الغرب كما المجتمع الدولي مفتوحاً عبر باريس، قبل العودة الى قفل الابواب على هذه السلطة المتهالكة والذاهبة بقدها وقديدها الى سجن العقوبات الاميركية بجريمة الفساد غير مأسوف عليها.

والمضحك المبكي، ان البعض "وعلى صغر عقله" ان وُجد عقل اصلاً، يحاول ان يدخل المبادرة الفرنسية في الزواريب الداخلية وتصفية الاحقاد الشخصية عبر اسلوب النميمة، الذي يدمّر ما تبقى من معنويات وكرامة لبنانية، مستغلين الاشتباك الحكومي المفتعل، لتقديم اوراق اعتماد جديدة الى الخارج.

امس، اعلنت دوائر القصر الجمهوري ان ميشال عون تلقى اتصالاً من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، واتفقا على ضرورة الاستمرار في بذل المساعي. وان ماكرون تمنى على عون بذل اقصى الجهود للوصول الى نتيجة ايجابية.

جميل التمني الفرنسي على عون، ولكن "ما باليد حيلة" كون الوضع في بعبدا وصولاً الى ميرنا الشالوحي ينطبق عليه المثل القائل "الجمل بنية والجمّال بنية"، لان "الهم ضارب بالركب" جراء الرعب المسيطر قبيل افراج الخزانة الاميركية عن الدفعة الجديدة والدسمة من العقوبات على فاسدين من الصف الاول.

ولكن الى ان يقضي الفرنسي ومعه "حزب الله" امراً حكومياً كان مفعولاً، فان الاجواء التي سادت امس نقلاً عن مصدر متابع لملف تأليف الحكومة تقول بأنه "عندما برزت العقدة الحكومية المتصلة بحقيبة المالية، جرى التقدم من الوسطاء باقتراحات عدة لم تلاق التأييد الحاسم، وابرزها ان يعمد الرئيس المكلف مصطفى اديب الى عرض اسماء والثنائي الشيعي يوافق على احدها، ولكن هذا الطرح لم يلغ تمسك الثنائي بحصرية تسمية الوزراء الشيعة في الحكومة، هذا الامر تزامن مع ضخ كمية كبيرة من المعلومات غير الحقيقية عن قرب اعلان فشل المبادرة الفرنسية لدفع الثنائي الى التراجع، لكن تبيّن ان الفرنسي اندفع اكثر للمشاركة في الاتصالات وعقد اللقاءات ابرزها بين السفير برونو فوشيه ومسؤول العلاقات الخارجية في "حزب الله" عمار الموسوي، وصدر اكثر من تأكيد بأن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة".

ويضيف انه "بعد اللقاء الرابع بين عون واديب امس الاول لم يحصل اي تطور جدي وعملي في ملف تأليف الحكومة، مع استمرار مصادر الرئاسة الاولى انكار ان يكون اديب قدم اي تشكيلة او تصور وزاري لرئيس الجمهورية، وهذا الامر يجافي المنطق حسب اكثر من مرجع ينشط على خط التأليف، لا بل تجاهر اوساط بعبدا بالقول ان لقاء عون واديب امس الاول خصص في جانب كبير منه للبحث في العقدة السنية والعقدة الشيعية، اي تحاول الرئاسة الاولى رمي كرة نار التأليف في الملعب الاسلامي وابعادها عن الملعب المسيحي وتحديداً العوني الذي دأب في كل الحكومات على التعطيل للحصول على ما يريد".

ويتابع: "ان الجميع كان على علم بأن الرئيس المكلف عندما توجه الى بعبدا امس الاول كان بنية الاعتذار، والمفارقة العجيبة، التي تشبه سيناريوات الافلام اللبنانية التي دائماً ما يتذكر الممثل كلاماً مهماً وهو يغادر الباب فيعود ليقوله، فانه قبل وصول اديب الى بعبدا جاءه اتصال مصدره باريس وطلب منه محدثه الفرنسي التريث بخطوة الاعتذار، وهذا ما كان عون سيطلبه منه تماماً".

ويوضح مصدر بارز في قوى "8 آذار" لـ"نداء الوطن" ان "هذا الاخراج السيئ جداً، انسحب على توصيف المشكلة من قبل دوائر بعبدا بقولها اننا في عملية التأليف امام عقدتين شيعية وسنية، وبعدما كانت المهلة لايجاد الحل غير محددة بسقف صارت امس في بعبدا محددة بيومين، وبينما ينزّه التيار الوطني الحر عبر رئيسه جبران باسيل نفسه عن الحصص، فان بعبدا تتلطى خلف رفض التخلي الشيعي عن المالية لتصب الزيت على نار الحكومة الملتهب بقولها ان عون يفضّل عدم حصر المواقع الوزارية بفئة دون اخرى، وان الحقائب الوزارية كلها بذات الاهمية، وللمفارقة ان الامر لم يكن كذلك قبل الرئاسة وخلالها ولا سيما في حكومات الرئيس سعد الحريري وحكومة حسان دياب يوم اصرّ العهد على حقائب بعينها واختار لها الاسماء".

ويحذّر المصدر "من ان يؤدي هذا السلوك الرئاسي المتلطي خلف العقدة الشيعية - السنية المزعومة وعبر اشهار طهر وزاري مفقود الى سقوط مدوٍ، لانه في اي لحظة يمكن ان يحصل التفاهم السني – الشيعي، وحينها تنفضح النوايا، وسط ريبة من قوى في 8 آذار من سلوك عون – باسيل الحكومي والخارجي، ويكون العهد ووصيه خسر القريب ولم يحصّل البعيد وانغلق على احباط وفشل متوارثين من صنع يديه".


MISS 3