قوّات النظام تتقدّم نحو "خان شيخون"

"الجهاديّون" يُسقطون مقاتلة سوريّة

10 : 22

بقايا حطام المقاتلة التي أسقطتها "هيئة تحرير الشام" في ريف إدلب الجنوبي

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تصعيد قصفها على مناطق في شمال غربي سوريا، تعمل قوّات النظام بغطاء جوّي روسي كثيف على التقدّم ميدانيّاً داخل محافظة إدلب للسيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجيّة في ريفها الجنوبي، في حين تمكّن الجهاديّون من إسقاط مقاتلة سوريّة في المنطقة نفسها.

وأوضح "المرصد السوري" أن طائرة سوخوي حربيّة تابعة للنظام سقطت في ريف إدلب الجنوبي، في محور ترعي - السكيك، بعد استهدافها من قبل الفصائل الجهاديّة في المنطقة. وأشار المرصد إلى أنّه "أُلقيَ القبض على الطيّار وهو الآن بين أيدي هيئة تحرير الشام"، التي تبنّت في بيان مسؤوليّتها عن إسقاط المقاتلة، كاشفةً أنّها من نوع "سوخوي 22".

وجاء إسقاط الطائرة متزامناً مع محاولة قوّات النظام التقدّم إلى مدينة خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، بعد تعرّضها لقصف جوّي عنيف منذ بدء التصعيد، لم يستثنِ الأحياء السكنيّة ولا المرافق الخدماتيّة، وتسبّب بنزوح غالبيّة سكّانها تدريجيّاً.

ولفت المرصد إلى أن قوّات النظام باتت أمس "على بُعد أربعة كيلومترات من خان شيخون من جهة الغرب، ولم تعد تفصلها عن المدينة سوى أراضٍ زراعيّة". وفي المنطقة الواقعة شرق خان شيخون، تدور معارك ضارية بينما تُحاول القوّات الحكوميّة السيطرة على تلّة استراتيجيّة تقع على بُعد نحو ستة كيلومترات من المدينة. وبالتالي أصبحت المدينة بين "فكّي كماشة" من جهتي الشرق والغرب.

وإلى جانب كونها كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، يمرّ في خان شيخون وبلدات مجاورة في إدلب، جزء من طريق استراتيجي سريع، يعتبر محلّلون أن دمشق ترغب باستكمال سيطرتها عليه. ويُشكّل الطريق شرياناً حيويّاً يربط بين أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً، ثمّ دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

تزامناً، رجّحت حركة "البديل" التطوعيّة الحقوقيّة الروسيّة أن يكون رئيسها أوليغ ميلنيكوف، الذي فُقِدَ قبل أيّام في سوريا، مختبئاً في مكان سرّي في منطقة خاضعة لسيطرة الجهاديين في محافظة إدلب. وأفادت السفارة الروسيّة في دمشق بأنّها تتحقّق من هذه المعلومات حول ميلنيكوف. وفي قضيّة مشابهة، دعت واشنطن إلى الافراج عن الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا العام 2012، مشيرةً إلى أنّها تعتقد أنّه "لا يزال حيّاً ومحتجزاً رغم إرادته".

وعلى جبهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركيّة بدء تحليق طائرات من دون طيّار شمالي سوريا، ضمن إطار جهود تأسيس "المنطقة الآمنة"، في ضوء التفاهم بين واشنطن وأنقرة. في المقابل، اعتبر القائد العام لـ"قوّات سوريا الديموقراطيّة" أن ما يُسمّى بـ"المنطقة الآمنة" يجب أن يشمل كلّ منطقة ما بين نهرَيْ دجلة والفرات، تحسّباً من أيّ هجوم تركي محتمل، في وقت نفت هذه القوّات توقيعها اتفاقاً مع جيش النظام لتسليم بعض القرى في ريف مدينة الرقة.


MISS 3