باكستان تتوعّد بالردّ على أيّ عدوان هندي

10 : 32

خان تعهّد بأنّ الوقت حان لتلقين نيودلهي درساً

توعّد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس بالرد على أيّ عدوان هندي في القسم الباكستاني من كشمير، متعهّداً بأنّ الوقت حان لتلقين نيودلهي درساً، وتأتي تصريحات خان وسط تصاعد التوتر بين البلدَيْن النوويَيْن بعدما ألغت الهند الحكم الذاتي للشطر الهندي من كشمير الأسبوع الفائت.

وكشف خان في خطاب متلفز من مظفر أباد، عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، أنّ "الجيش الباكستاني لديه معلومات تُفيد بأنّ الهند تُخطّط للقيام بشيء في كشمير الباكستانيّة، وهو جاهز وسيقوم بردّ قوي"، مضيفاً: "قرّرنا أنّه إذا ارتكبت الهند أيّ انتهاك فسنُقاتل حتّى النهاية". وتُشكّل تحذيرات خان تصعيداً حاداً في الخطاب الباكستاني، بعدما أعلنت إسلام أباد الأسبوع الفائت أنّها تستبعد "الخيار العسكري" لحلّ النزاع. وبالرغم من التوتر، مضت باكستان قدماً في احتفالاتها بعيد الاستقلال والتي بدأت بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء بإطلاق الألعاب الناريّة في المدن الرئيسيّة. واكتظّت الشوارع بالسكّان الذين لوّحوا بأعلام بلادهم من السيّارات والدرّاجات الناريّة.

توازياً، أعلن حاكم ولاية جامو كشمير أن حظر التجوّل المفروض على القسم الهندي من كشمير سيُخفّف بعد عيد الاستقلال اليوم، لكن خطوط الهاتف والانترنت ستبقى مقطوعة، بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام المحلّية. وقال الحاكم ساتيا بال مالك في مقابلة نشرتها صحيفة "تايمز اوف انديا": "لا نُريد أن نُقدّم للعدو وسائل الاتصالات هذه قبل أن تهدأ الأمور"، مضيفاً: "بحلول أسبوع أو عشرة أيّام سيكون كلّ شيء على ما يُرام وسنفتح تدريجيّاً خطوط الاتصالات".

من ناحيته، شدّد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الباكستاني، على ضرورة تخفيف التوتر القائم بين باكستان والهند، مؤكّداً عدم وجود بديل لحلّ الخلافات الثنائيّة سوى عبر الوسائل السياسيّة والديبلوماسيّة.

وكلّ ذلك يأتي بعد أكثر من أسبوع على إصدار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مرسوماً تنفيذيّاً مفاجئاً يقضي بإلغاء الوضع الخاص الذي كان ممنوحاً لهذه المنطقة في الهيملايا. وردّاً على تلك الخطوة، أطلقت باكستان حملة ديبلوماسيّة تهدف إلى وقف هذا القرار وطلبت رسميّاً من مجلس الأمن الدولي في وقت متأخّر الثلثاء عقد جلسة طارئة لبحث "الأعمال غير المشروعة" التي تقوم بها الهند. كما طردت باكستان السفير الهندي وأوقفت التجارة الثنائيّة وعلّقت خدمات النقل عبر الحدود، في خطوات لا يُرجّح أن تُؤثّر على نيودلهي، بحسب ما يرى محلّلون.

ويخضع القسم الهندي من كشمير لاغلاق منذ أكثر من أسبوع مع إرسال عشرات آلاف الجنود كتعزيزات الى سريناغار، المدينة الرئيسيّة فيها، وبلدات أخرى وقرى مع فرض حظر تجوّل في المنطقة وقطع خطوط الهاتف والانترنت. وتُسيّر القوّات الهنديّة دوريّات في الطرق الرئيسيّة للإقليم، واستخدمت قوّات الأمن الجمعة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة شارك فيها نحو ثمانية آلاف شخص للاحتجاج على خطوة الحكومة.

ووجّه خان انتقاداً لاذعاً إلى المجتمع الدولي الأحد الماضي على خلفيّة قرار نيودلهي، متسائلاً عمّا إذا كان العالم سيكتفي بالتفرّج على تنامي المشاعر القوميّة الهندوسيّة في الإقليم ذي الغالبيّة المسلمة، مشبّهاً الأمر بالتغاضي عمّا قام به هتلر قبيل اندلاع الحرب العالميّة الثانية.وانقسمت الهند التي كانت تحكمها بريطانيا إلى دولتَيْن مستقلّتَيْن في آب 1947: الهند ذات الغالبيّة الهندوسيّة وباكستان ذات الغالبيّة المسلمة. واضطرّ الملايين إلى ترك منازلهم في أحدى أكبر الهجرات الجماعيّة في التاريخ، والتي قدّر خبراء أنّها أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص في أحداث عنف طائفيّة. وكشمير مقسّمة إلى شطرَيْن، هندي وباكستاني، وأدّى النزاع في شأنها إلى دخول البلدَيْن في حربَيْن. ويشهد الشطر الهندي من كشمير تمرّداً انفصاليّاً أوقع عشرات آلاف القتلى.


MISS 3