يبدو أن الموجة الوبائيّة الثانية بدأت تجتاح أوروباً باكراً، إذ كلّ المؤشّرات كانت تدلّ على أن فصلي الخريف والشتاء سيكونان قاسيين على "القارة العجوز"، لذلك عمدت دول ومدن عدّة إلى اتّخاذ تدابير احترازيّة وإجراءات وقائيّة لكبح جماح الجائحة القاتلة. وفي هذا الإطار، يستعدّ حوالى مليون شخص من سكّان منطقة مدريد لدخول قيود مشدّدة جديدة على حرّية التنقّل حيّز التنفيذ اليوم، بهدف وقف الموجة الثانية من انتشار فيروس "كورونا المستجدّ"، على أن تستمرّ هذه الاجراءات لمدّة أسبوعَيْن.
أمّا في فرنسا، فقد سجّلت البلاد أكثر من 10 آلاف و500 إصابة جديدة بالفيروس التاجي خلال 24 ساعة، أي أقلّ من اليوم السابق، لكنّ معدّل الحالات الإيجابيّة ارتفع لليوم الثاني توالياً، في حين بات الزاميّاً ارتداء الكمامة في مدن عدّة. وأرقام يوم الأحد تكون عادةً متراجعة مقارنةً مع الأيّام السابقة بسبب إغلاق مختبرات الفحوص. ومنذ بدء تفشّي الوباء توفي 31 ألفاً و585 شخصاً على الأقلّ بـ"كوفيد 19" في فرنسا.
وفي المملكة المتحدة، أعلنت لندن تدابير جديدة صارمة لمواجهة تزايد الإصابات بالفيروس الفتّاك تشمل فرض غرامات تصل إلى 10 آلاف جنيه (13 ألف دولار) على الأشخاص الذين يُخالفون إجراءات الحجر الصحي. وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد حذّر الأسبوع الماضي من أنّ بريطانيا تُواجه "موجة وبائيّة ثانية"، ما دفعه إلى وضع قيود جديدة تطال ملايين الأشخاص.
وكشف جونسون أنّه اعتباراً من 28 أيلول سيكون كلّ بريطاني ملزماً بعزل نفسه ذاتيّاً في حال ثبتت إصابته بالفيروس أو تمّ ابلاغه بضرورة ذلك من قبل برنامج الفحص والتعقّب التابع لهيئة الخدمة الصحية الوطنيّة. وأضاف رئيس الوزراء المحافظ في بيان أن "الطريقة الفضلى لمكافحة هذا الفيروس هي باتباع الجميع الإجراءات وعزل أنفسهم ذاتيّاً إن كانوا معرّضين لخطر نقل فيروس "كورونا" إلى أشخاص آخرين".
وحذّر جونسون من أنّه "لا يجب على أحد التقليل من أهمّية هذا الأمر، فالإجراءات الجديدة تعني أنّك ملزم قانوناً بفعل ذلك"، في وقت أفاد فيه مسؤولون بأنّ الغرامات الجديدة ستبدأ من ألف جنيه لمن يُخالف إجراءات الحجر بعد السفر، لترتفع إلى 10 آلاف جنيه في حال تكرار المخالفة. أمّا أسوا المخالفات فتتعلّق بالشركات التي تُهدّد الموظّفين الذين يعزلون أنفسهم بالتسريح.
ولحضّ المواطنين على الالتزام، سيتمكّن أصحاب الدخل المنخفض من المطالبة بمبلغ إضافي قدره 500 جنيه، إذا لم يتمكّنوا من العمل من المنزل خلال فترة الحجر.
تزامناً، سجّلت السعوديّة أمس أقلّ من 500 إصابة بالفيروس القاتل، وذلك للمرّة الأولى منذ 5 أشهر. وأعلنت وزارة الصحة السعوديّة تسجيل 483 إصابة جديدة بالفيروس، ليُصبح الإجمالي 329 ألفاً و754 حالة. كما سُجّلت 27 حالة وفاة جديدة، لترتفع الحصيلة إلى 4485 حالة وفاة، بينما بلغت الحالات النشطة 14 ألفاً و830 حالة، منها 1138 حالة حرجة تتلقّى العناية الفائقة.
