هل "تشرق شمس" عالم الليل في بريطانيا؟

02 : 00

يغرق ملهى "برينتووركس" الليلي العملاق في جنوب لندن بظلام دامس منذ ستة أشهر، إذ غابت عنه الأنوار الملونة المتراقصة وأصوات الموسيقى الصاخبة، وافتقد جموع الراقصين في أرجائه، فعاد مجرّد مخزن صناعي ضخم ولكن حزين لمطبعة "متقاعدة".

يعتبر قطاع السهر في بريطانيا أحد القطاعات القليلة التي لم يُسمَح لها بعد بمعاودة نشاطها وفتح أبوابها منذ بداية جائحة كوفيد - 19، ويخشى مسؤولوه ألا يستعيد عافيته بعد اليوم. وأكد الشريك المؤسس لـ"برينتووركس" سيميون ألدرد "أننا نكافح لأجل البقاء"، مضيفاً "أننا نحرق السيولة المتوافرة لدينا". وتساءل: "هل أصرف 400 موظف، أم أراهن على إعادة فتح الملهى في الربيع؟

من جهته، أشار رئيس "دلتيك"، إحدى أكبر مجموعات الحانات والملاهي الليلية في البلاد الى أنّ "إقفال المواقع الـ53 التابعة للمجموعة يتسبب بخسارتها 600 ألف جنيه استرليني شهرياً، من دون احتساب بدلات الإيجار المتأخرة التي تكاد تبلغ مليون جنيه". وأضاف "إذا لم يساعدنا المالكون في مسألة الإيجارات، قد نشهر إفلاسنا". ويولّد قطاع الليل في بريطانيا، بكل مكوناته من مطاعم وحانات ودور عروض فنية وملاه ليلية، نحو 66 مليار جنيه استرليني سنوياً، كما يوفر فرص عمل لنحو 1,3 مليون شخص، بحسب جمعية "إن تي آي إيه" المختصة بالقطاع.

وتوقعت الجمعية صرف عدد كبير من الموظفين في الخريف عند وقف الدعم الحكومي الجزئي للرواتب في نهاية تشرين الأول المقبل، بعدما كانت الحكومة اعتمدته منذ آذار للحدّ من الأثر السلبي للجائحة.

لكنّ الضرر لا يقع على المؤسسات وحدها، بل كذلك على الفنانين. فكان أثر الجائحة "كارثياً" على منسقة الأسطوانات نبيهة إقبال. وقالت في هذا الشأن "عادةً أكون في جولات مستمرة ولكن كل شيء توقف الآن". لكن، يحاول بعض الفنانين أن يكونوا مبتكرين خلال وجودهم في منازلهم، فيلحنون ويقدّمون أعمالاً فنية جديدة على موقع "زوم"، وبواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع أن كثراً منهم يرون أن الرقص أمام شاشة لا يمكن أن يعوّض أبداً الطاقة التي تولّدها تجربة الرقص الجماعي.


MISS 3